بعد مرور عدة أيام في الصباح، وقف محمود متفكراً أمام المرآة، يمسح وجهه بعد أن انتهى من الحلاقة.
محمود - (لنفسه): "هذا هو اليوم الرابع الذي يمر دون أن أراها. أتمنى لو أن هناء تدعوها لتناول الغداء اليوم. سأكون قادراً على التحدث معها وشرح سوء الفهم الذي حدث بيننا، ونصبح أصدقاء!"
أحس محمود بسعادة بفكرته، وخرج من الحمام متوجهاً إلى الصالة. رأى الجميع ينتظرونه على مائدة الطعام، فسلم عليهم وأخذ مكانه وبدأوا بتناول الإفطار. وبعد دقائق، حاول محمود فتح موضوع دعوة تهاني لتناول الغداء، ولكن بطريقة غير مباشرة.
محمود - متسائلاً: "هل ستبقى السيدة تهاني هنا لفترة طويلة؟"
تركت هناء الطعام من يدها ونظرت إلى أخيها بتساؤل، وظنت أنه اقتنع بكلام بدرية ويريد التخلص من تهاني.
هناء - باندفاع: "لماذا؟ هل أولادها يسببون لك إزعاجاً؟ أم أن زوجها يضايقك لأنه يجلس على القهوة ويعاكس النساء؟ أو ربما أنت تنفق عليها ونحن لا نعلم؟"
تفاجأ محمود من هجوم هناء.
محمود - بدهشة: "وما العيب في سؤالي؟"
هناء - بحزم: "العيب أنك لا تريد تركها وشأنها. أخبرني، هل عمتي تقاعدت عن العمل وتريد منك أن تأخذ مكانها؟"
رغم قسوة هناء، إلا أن محمود أراد استغلال الفرصة لتنفيذ خطته.
محمود: "ما دام قلبك يحن عليها هكذا، فلماذا لم تسمحي لها بالقدوم لتناول الطعام معكم؟ لقد رأيتها تشتري أشياء خفيفة وتطلب طعاماً جاهزاً!"
هناء - متفاجئة: "ومن قال لك أنني لم أهتم بطعامها؟ البركة في عمتي، فقد سببت لها الخوف منذ اللحظة الأولى التي سافر فيها أهلها. والآن بعد أن هجمتما عليها في منتصف الليل وأسمعتموها كلاماً يسيء إليها، لن تستطيع حتى النظر إلى بابنا من الرعب. وأنا لن أستطيع أن أضمن أنكما لن تؤذوها مرة أخرى إذا طلبت منها أن تأتي هنا!"
محمود - معترضاً: "ألم ألتزم بالصمت ولم أرد عليها؟"
هناء - بحدة: "ولماذا ترد وأنت من بدأ بالذهاب إلى باب شقتها ليخيفها في منتصف الليل؟"
محمود - بحنق: "يا إلهي، يكفي! حسناً ، قولي لي، هي لم تأتي إلى مصر في بعثة للدراسة؟ فلماذا تركها أهلها تعيش هنا وحدها؟"
هناء - بأسى: "والله، ذلك بسببك أنت وعمتي. كنت أريد أن أقترب منها وأتعرف على قصتها، لكنك قفزت إلى الأمر وضيعت علي فرصتي في التعرف عليها أكثر!"
صمت محمود واستمر في تناول فطوره حتى لا تتعقد الأمور بينهما، لكن بعد دقيقة..
إيمي - بحماس: "ما رأيك يا أمي لو نرسل لها كلما طبخنا شيئاً، وبذلك تكون تهاني مرتاحة وهي في شقتها؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/256675307-288-k949586.jpg)
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...