أصطحبت هناء تهاني إلى أشهر مول في القاهرة، وهناك اندهشت تهاني من اتساع المول وعدد المحلات التجارية فيه. ذهبتا إلى أحد المقاهي الشهيرة حيث شربتا القهوة التركية الثقيلة، مما أنعش جسديهما وجعلهما نشيطتين وقادرتين على التجول في جميع المحلات التجارية.
قضت تهاني وقتًا ممتعاً مع هناء لدرجة أنها نسيت همومها وشعرت بالسعادة والتفاؤل بالحياة من جديد.
رأتا متجراً يعرض فساتين سهرة جميلة، فاقترحت هناء على تهاني أن تشتري فستاناً جديداً يساعدها على تحسين نفسيتها، فوافقت تهاني على اقتراحها بسعادة. دخلت المتجر وتجوّلت بين الفساتين، تَصفّي وتختار، حتى لفت نظرها فستانٌ أحمر اللون يدعوها لشرائه. أعجبها لونه الأحمر وتفاصيله التي تناسب شكل جسدها، حيث كان طويلاً، ضيقاً، بلا أكتاف، ومفتوحاً فوق الركبة من جانب واحد.
غادرت تهاني المتجر وهي سعيدة ومتحمسة لتجربة الفستان عندما تعود إلى شقتها، وفكرت في استكمال أناقتها بشراء حذاء يتناسب مع الفستان، فدخلت أحد المتاجر واختارت حذاءً أسود لامعاً بكعب عالٍ من أشهر الماركات.
وفي الساعة الثانية عشرة ليلاً، وصلت تهاني وهناء إلى المبنى، نزلت تهاني من السيارة وحملت أغراضها ومعنوياتها مرتفعة بأشيائها الجديدة. وأمام شقتها ودعتها هناء وتمنت لها ليلة سعيدة. دخلت تهاني شقتها بلهفة، وأغلقت الباب خلفها، ورمت أغراضها على سريرها، ودخلت الحمام، وأخذت حماماً سريعاً، ثم ركضت إلى غرفة نومها. وقفت أمام المرآة، وجففت شعرها بالمجفف، ومشطته بتصفيفة شعر أنيقة تناسب شعرها القصير. أخذت علبة مكياجها وبدأت في وضعه، مستخدمة الكحل السائل والماسكارا على عينيها، والبودرة الوردية على خديها، وأحمر الشفاه على شفتيها، ووضعت عليهما طبقة لامعة. وبعد أن انتهت، ارتدت فستانها الأحمر وحذاءها الكعب العالي. وعادت إلى المرآة لترى مظهرها النهائي، وبدأت بتعديل الفستان على جسدها بيديها. التفتت وأعجبت بجمالها وأناقتها في الفستان.
تهاني: "واااو، لقد زاد لون الفستان الأحمر من بياض بشرتي، وتفصيله يناسب منحنيات جسدي جدًا. يا سلام، الفستان يبدو رائعاً عليّ!"
ومن شدة إعجابها بنفسها، أرسلت قبلة سريعة إلى صورتها في المرآة.
تهاني: "أمواه، على جمالك يا توتو!"
ـــــــــ
دخلت هناء شقتها وهي سعيدة لأنها استطاعت أن تسعد تهاني وتمكنت من التقرب منها. وقريباً ستزيل الحواجز وستتمكن من التعرف عليها أكثر.
سمعت صوت التلفاز عالياً، ففرحت بسهر ولديها لوقت متأخر، فتوجهت نحو الصالون لتخبرهما بمدى سعادة تهاني عندما ذهبتا إلى المركز التجاري. دخلت فوجدتهما جالسين على الأريكة يشاهدان فيلماً ووجوههما مكتئبة. رأت عمتها بدرية تخرج من غرفة نومها، فخفق قلبها. لقد فهمت سبب اكتئاب ولديها، وخافت إذا علمت أنها خرجت مع تهاني، لأنها لا تملك القوة للتجادل في آخر الليل، وهي متعبة من المشي في المركز التجاري، وتريد الذهاب إلى غرفتها لترتاح وتنام بسلام.
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...