عادت تهاني إلى شقتها بعد أن أوصلتها هناء.
تهاني - بسعادة: "كان يوماً مرهقاً حقاً، قلبي كان على وشك التوقف، لكن الحمد لله، عدت إلى شقتي دون أي خسائر في الأرواح، هاهاهاها!"
دخلت غرفة نومها وهي تفكر في الأحداث التي جرت ومحاولة تفسير تصرفات هناء الغريبة وهدوء محمود أمامها.
تهاني - (لنفسها): "الله يسامحك يا هناء، لو كنتِ تركتيني أذهب بدلًا من أن تخيفيني وتجعلي قلبي يتسارع!"
خلعت الحجاب عن رأسها واستمرت في الحديث مع نفسها.
تهاني: "لكن الأمر غريب... لماذا لم تتركني هناء أذهب؟ كانت تعلم أنني لو قابلت أخاها العصبي في شقته سيكون أكثر انزعاجاً!"
فتحت خزانتها وأخرجت قميص النوم، وواصلت التفكير وهي تغيّر ملابسها.
تهاني: "هل يمكن أن هناء كانت تحاول وضعي في موقف محرج؟ لكنها طيبة القلب، فلا يمكن أن يكون هذا هو السبب!"
وقفت تهاني أمام المرآة وهي تمشط شعرها.
تهاني - بحيرة: "ربما أرادت أن أرى أن أخاها لن يؤذيني مرة أخرى... لكن كيف كانت واثقة من ذلك؟ هل من الممكن أن يكون لخالتي دور في إيقافه؟ نعم، هذا هو التفسير الوحيد لتصرف هناء الغريب."
استلقت على سريرها وبدأت تحلل الأحداث مجدداً.
تهاني: "لماذا قالوا لي إنه عصبي؟ عندما رأى الاصطدام في سيارته كان هادئاً ولم يفعل شيئاً يخيفني. أووه، عقلي منهك من التفكير. المهم أنني تأكدت من سلامة 'إيمي'."
غطت نفسها ونامت بارتياح، سعيدة بأن كل شيء سار على ما يرام.
ـــــــــ
في الصباح، استيقظت تهاني منزعجة من صوت رنين رسالة هاتفها. مدت يدها بتكاسل نحو الهاتف، وعندما رأت اسم المرسل، فتحت عينيها بقوة وجلست في سريرها بنشاط. كان المرسل أخاها عمر. فتحت الرسالة بسرعة وقرأت ما كتبه، مليئة بالحنين لوالدتها ورغبة قوية في العودة إلى بلدها.
الرسالة: "صباح الخير أختي. أنا آسف على الخبر، الدكتور أخبرني بأن حالة الوالدة صعبة، ولا يوجد علاج لقلبها سوى الدعاء. لذلك قررت إعادتها إلى بلادنا لتكون في راحة أكثر. فكرت أن أتركك في القاهرة لفترة لأنني خفت من المشاكل التي قد تحدث مع إخوتك. أرجو أن تسامحيني، واسمحي لنا بأن نقضي معها الوقت الباقي. إذا اتصلت بكِ والدتنا، قولي لها إنكِ اخترت البقاء هنا لتغيير نفسيتك. ولا تقلقي بشأن المصروف، سأرسل لكِ حوالة نقدية كل شهر."
صدمت تهاني مما قرأته وأعادت قراءة الرسالة عدة مرات، غير قادرة على تصديق ما حدث. شعرت بالضيق، وهرعت إلى شقة هناء، حيث وجدت نفسها تبكي في حضن فاطمة وتروي لها قصتها من البداية.
تهاني - بحزن: "عائلتي تخلت عني، لا يريدونني أن أعود إليهم، حتى في أيام والدتي الأخيرة. لقد أذوني كثيراً، لكنني لم أتوقع أن يتركوني هكذا!"
فاطمة - بحزن: "لا تقولي ذلك يا ابنتي، نحن هنا لنكون أهلك. اطمئني، فالله لن يتركك."
تهاني: "ما كان يصبرني هو إيماني بالله."
فاطمة - بابتسامة: "ونعم بالله! اصبري، وكل شيء سيكون بخير."
بعدما هدأت، قامت تهاني من حضن فاطمة ومسحت دموعها.
تهاني: "سامحيني يا خالة لإزعاجك بحكايتي."
فاطمة - بابتسامة: "لا بأس يا ابنتي، نحن هنا لأجلك، وثقي بأن الله يخبئ لك الخير."
تهاني: "الحمد لله، أنا مطمئنة الآن."
غادرت تهاني الشقة، وبقيت فاطمة تفكر في قصتها.
فاطمة - (لنفسها): "تهاني طيبة القلب، وأنا واثقة أنها ستجد من يعوضها عن كل ما عانته."
قطعت أفكارها صوت مفتاح يفتح باب الشقة. دخل محمود، فابتسمت فاطمة بفرحة لرؤيته.
ـــــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...
