٤٩- رسالة.

143 17 0
                                    

دخل محمود غرفة نوم والدته.

فاطمة: "أهلاً يا محمود، تأخرت على الغداء. هيا نخرج ونطلب من إيمي أن تضع الغداء على الطاولة!"

محمود - محاولاً إخفاء غضبه: "لا رغبة لي في الطعام. تناولا أنتما، أنا ذاهب إلى غرفتي لأخذ قسط من النوم."

فاطمة: "حسناً، سأهاتف تهاني وأطلب منها أن تأتي لتتناول الغداء معنا."

محمود: "لماذا تدعينها؟ بالتأكيد قد تناولت الغداء منذ فترة، وهي الآن نائمة!"

فاطمة: "نعم، معك حق، المسكينة تعبت معي كثيراً، والآن بالتأكيد غطت في النوم من التعب."

محمود - بسخرية مريرة: "هاهاها، نعم، تتعب كثيراً!"

فاطمة - بحزن: "نعم، تهاني المسكينة تعبت جداً."

محمود - بغضب: "لماذا تكررين الكلام؟ قلت لكِ إنني فهمت!"

فاطمة - بدهشة: "هل علمت بأنني مرضت الليلة الماضية ولم تأتِ لتنقذني؟"

محمود: "مرضتِ؟ وكيف لي أن أعرف؟"

فاطمة: "وماذا قلت الآن؟ جميعكم تركتموني، ولم يسأل أحد نفسه ما الذي قد يحدث لي وأنا أنام في الشقة وحدي؟"

محمود: "وماذا حدث لكِ؟"

فاطمة: "الليلة الماضية، بعد سفر هناء بسبب عملها مع السياح، وذهاب أحمد لمناوبته التدريبية في المستشفى، وغياب إيمي عند صديقتها لإنهاء بحثها، أصبت بحمى شديدة لم أستطع تحملها. لكن الحمد لله، تهاني اتصلت بي لتطمئن علي وعرفت أنني مريضة. جاءت وجلست بجانبي وسهرت طوال الليل حتى الظهر دون أن تنام دقيقة واحدة، وهي تضع لي الكمادات الباردة وتُسقيني الدواء لتخفيف الحمى، وتقيس حرارتي باستمرار. وعندما جاءت إيمي، غادرت تهاني إلى شقتها منذ عشر دقائق فقط."

محمود - بجنون: "ماذا تقولين؟!"

فاطمة - بدهشة: "ماذا قلت؟ هل لا يعجبك أن تهاني اهتمت بي طوال الليل؟ كنت تنتظر أن أموت؟"

محمود: "لا سمح الله يا أمي، لم أقصد ذلك!"

فاطمة: "اسكت، دعك من هذا. الله عوضني بـ تهاني في غيابكم جميعاً."

محمود - في شك: "أمي، هل أنتِ متأكدة أن تهاني بقيت معك طوال الليل؟"

فاطمة: "نعم، متأكدة كما أنني متأكدة أنك واقف أمامي الآن. الطبيب خرج للتو وغيّر دواء الضغط الخاص بي، وكانت تهاني معي. خذ الوصفة من فوق الخزانة واذهب لشراء الدواء. منعت تهاني من الذهاب لأنه خفت عليها أن تسقط من التعب."

دفن محمود رأسه بين يديه وهو يشعر بندم عميق على ما فعله بـ تهاني.

فاطمة: "ما بك؟"

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن