دخل محمود إلى الممر الضيق المؤدي إلى غرفة الغسيل، وهناك فوجئ برؤية تهاني، التي كانت مشغولة بالغسيل وتغني بينما ترتدي قميص نوم قصير. صُدم محمود، لكنه شعر بسعادة داخله لم يستطع إخفاءها.
محمود - بتحمس داخلي: "نعم! هذا هو المنظر الذي سيخفف عني التعب والضغط!"
وقف محمود مستنداً إلى الحائط، يراقب تهاني بعينين ممتلئتين بالإعجاب. كان جمالها ورقصها العفوي يجذبانه، ولم يستطع إبعاد عينيه عنها.
محمود - بهمس: "يجذبني شعرك وهو ينساب مع كل حركة تقومين بها.. ابتسامتك أسرت قلبي، وأغرقتني في نار حبك دون شفقة أو رحمة.. متى سأتمكن من الاقتراب منك واحتضانك؟ يا لها من لحظة ساحرة، هذا الجمال يقتل صبري."
مرت دقائق وهو مستمتع بمشاهدتها، ثم فجأة عكرت الكلمات التي تغنيها صفو لحظته.
محمود: "يا إلهي، لا! لا يمكنك أن تغني بهذه الطريقة! كلمات الأغنية كلها خاطئة. لماذا لا تستمعين لأغانٍ عربية قديمة؟ عبد الحليم، شادية.. بدلًا من الأغاني الأجنبية التي لا تتقنينها!"
ضحك محمود وهو يفكر في تصحيح كلمات الأغنية، ولكنه لم يستطع كبح ابتسامته. وبينما كان يفكر في ذلك، انتبهت تهاني أخيراً لوجوده.
صرخت بخوف وهرعت للاختباء خلف الباب.
تهاني - لنفسها، مذعورة: "لماذا كل مرة أراه يحدث شيء محرج؟"
ابتسم محمود محاولاً إنقاذ الموقف.
محمود - بمزاح: "الناس تدفع أموالاً لرؤية الأفلام ذات الأبعاد، وأنتِ تقدمين لي فيلماً حياً مجاناً!"
تهاني، التي كانت تشعر بالإحراج من مزاحه الجريء، حاولت أن تبعده.
تهاني - بارتباك: "ماذا تفعل هنا؟ يجب أن تغادر!"
محمود - بضحكة: "كنت أنتظر أن تقدمي لي الفشار والمشروبات، لكن خدمتك سيئة!"
ازدادت عصبية تهاني.
تهاني - بحدة: "ماذا؟ لم يبقَ إلا هذا؟"
تجاهل محمود حديثها واستمر في المزاح.
محمود: "أوه، وحتى غناؤك يحتاج إلى تصحيح. ما رأيك أن أعلمك كيف تنطقين الكلمات بشكل صحيح؟"
اقترب محمود من الباب.
محمود: "دعيني أدخل، سأقدم لك درساً مجانياً في اللغة."
تهاني، وهي تحاول الحفاظ على هدوئها.
تهاني: "رجاءً، اخرج واتركني أرتدي شيئاً!"
محمود - ببرود: "لا داعي للتوتر، لقد رأيت كل شيء بالفعل."
شعرت تهاني بالخجل.
تهاني - بحدة: "لقد رأيت، إذن اخرج الآن!"
محمود - بابتسامة ماكرة: "نعم، رأيت، ولكن ما تبقى هو الزواج."
انزعجت تهاني من كلامه، فحاولت إنهاء النقاش.
تهاني: "لا أريد سماع هذا الهراء. اخرج من هنا واتركني أكمل عملي."
نظر محمود إلى الباب بجدية.
محمود: "أنا لا أمزح، أنا معجب بك حقاً."
استرجعت تهاني ذكرياتها عن محادثته مع صديقته وتساءلت إن كان محمود يلعب نفس اللعبة مع نساء أخريات.
تهاني - بحدة: "وأنا لست معجبة بك!"
استغل محمود ردها القاسي كفرصة لمعرفة المزيد عن مشاعرها.
محمود: "لماذا؟ ما الذي لا يعجبك فيّ؟"
بحثت تهاني عن سبب لتبرير رفضها، لكنها لم تجد سوى العصبية التي سمعت عنها من أهله، على الرغم من أنها لم تره يغضب من قبل. فكرت في إيجاد حجة للابتعاد عن أن تكون ضحية أخرى له.
تهاني: "الأمر ليس شخصياً، بل هو مسألة منطقية."
تفاجأ محمود من ردها.
محمود: "ماذا تعنين؟"
أجابت تهاني بشيء من الجرأة.
تهاني: "أقصد، لماذا عندما تعجب المرأة برجل ولا يبادلها الشعور، لا يحق لها الاقتراب منه؟ ولكن عندما يعجب الرجل بامرأة، يعتقد أنه من الطبيعي أن ترد عليه بنفس الشعور؟"
تفاجأ محمود بمنطقها.
محمود: "هذا منطق معقول، لكنني أسألك عن مشاعرك، وليس عن مشاعر كل النساء."
تهاني، وقد ازدادت ثقتها بنفسها.
تهاني: "المشاعر لا تتغير فقط لأن الرجل صرّح بإعجابه. هذا لا يعني أن المرأة يجب أن تبادله الشعور."
شعر محمود بالغضب من منطقها.
محمود - بعصبية: "ما هذا الكلام؟ عندما تكبرين وتعيشين وحيدة، لن ينفعك هذا المنطق!"
تهاني - بعناد: "لقد قلت ما لدي."
لم يستطع محمود تحمل حديثها بعد الآن، ففتح الباب بقوة واقترب منها.
محمود - بغضب: "بهذا تفقدينني!"
وضع سبابته على جبهتها ودفعها للخلف بقوة، حتى اصطدم رأسها بالحائط. أمسكت تهاني برأسها متألمة.
تهاني: "أااي، سأخبر هناء بما فعلت!"
خرج محمود من الشقة غاضباً، وهو يلعن منطقها الذي أزعجه.
ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...