١٥- إنتفاضة الشجاعة.

293 19 0
                                        

جلست بدرية وحدها في غرفة المعيشة، تغلي من الغضب بسبب تحدي هناء لأوامرها. كانت الغيرة تلتهمها بينما كانت تخطط بخبث مع شياطينها الداخلية.

بدرية - لنفسها: "ألم يعجبك ما قلته، يا ابنة أخي؟ تجرأتِ على تحدي؟ انتظري فقط. لم يتحدني أحد دون أن يندم. سأدمر حياتك، كما فعلت مع الآخرين."

وقفت وبدأت تتجول بعصبية، تفكر في طريقة لإذلال أحمد أمام هناء وتدمير تهاني. لكن حتى أثناء تخطيطها، لم تستطع تهدئة نفسها. بل زادت أفكارها سواداً.

بدرية - لنفسها: "لم أرَ أحمد يخرج متأخراً هكذا من قبل. همم، لا بد أنه ذاهب للقاء تهاني، متظاهراً بأنه يسلم طلباتها. لا يوجد تفسير آخر! يجب أن أضع خطة شيطانية لمنعه من دخول شقتها مرة أخرى."

قطع تفكيرها الشرير مع شياطينها صوت فتح الباب الأمامي. معتقدةً أنه أحمد، استعدت لمواجهته وإفساد ليلته. لكن عندما رأت محمود يدخل، تغير تعبيرها. انتشرت ابتسامة رضا على وجهها، كاشفةً عن أسنانها الصفراء. كانت عيناها الحمراء تتلألأ بالخبث عندما لاحظت الإرهاق على وجهه.

بدرية - لنفسها: "رائع. الفرصة جاءت إليّ على طبق من ذهب. محمود متعب وعصبي، مما يعني أنه سيكون أسهل في التلاعب. ومن الواضح أنه منزعج من العمل، لذا لن يفكر بشكل سليم. هذه فرصتي لتوجيهه ضد الاثنين والتخلص منهما للأبد."

دخل محمود، شقيق هناء بعينيه الرماديتين اللتين تعكسان حالته المزاجية، إلى الشقة لزيارتهم المعتادة كل نصف شهر. كان شعره الأسود الكثيف يتلألأ تحت الضوء. متعباً، توجه نحو غرفته لكنه توقف مرتبكاً عندما رأى بدرية ممسكة برأسها بين يديها.

محمود - لنفسه: "لماذا هي مستيقظة في هذا الوقت؟ ألا ينبغي أن تكون مع زوجها وابنها؟"

تحكم في نبرته وخاطبها بهدوء.

محمود: "مساء الخير، عمة. لماذا لا تزالين مستيقظة؟ هل يؤلمك رأسك؟"

...محمود، يبلغ من العمر ستة وأربعين عاماً، طويل القامة، جميل، عينيه رماديتين تتغيران مع حالته المزاجية، شعره أسود كثيف، طوله 188 سم، مطلق...

اندفعت بدرية نحوه، متظاهرة بالقلق.

بدرية: "أوه، لو كان الأمر مجرد صداع، لأخذت دوائي واستراحت. لكن الأمر يتعلق بعبء على قلبي، يغضبني."

محمود - بملل: "من تجرأ على إغضابك الآن؟"

بدرية - باحتجاج: "يغضبني؟ حقاً؟"

أدرك محمود خطأه، فحاول سريعاً تصحيح نفسه.

محمود: "أنتِ تعرفين ما أعنيه. أنا متعب ولا أستطيع التفكير بوضوح. ما الذي يزعجك؟"

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن