دخل محمود إلى بناية شقيقته وهو في عجلة من أمره، متجهاً نحو المصعد. وجده مشغولاً، فقرر أن يصعد الدرج بسرعة للحاق بموعد الغداء. أثناء صعوده، توقف فجأة عندما التقطت أذناه حديثاً غريباً، سمع اسم "تهاني" يتردد على لسان شخصين.
الأول، بقلق واضح:
– ماذا كان يبطئك كل هذا الوقت في شقة تهاني؟ لقد خشيت عليك وقلت أصعد لأطمئن!
الثاني، بنبرة فخر:
– وماذا أفعل إذا كانت هي من أمسكت بي حتى ما بعد منتصف الليل ولم تتركني إلا الآن!
الأول، مستغرباً:
– وما الذي أبقاك هناك؟!
الثاني، ضاحكًا:
– كلما أردت الرحيل كانت تمسك بيدي وتقول: "من أجلي، ابق قليلاً!"، وبينك وبين نفسي، نسيت الوقت تماماً بسبب جمالها! هاهاها!
الأول، مستهزئاً:
– إذًا كنت سعيدًا، بينما تركتني قلقاً عليك!
الثاني، مزهوًا بنفسه:
– لم أكن الوحيد السعيد، هي أيضاً كانت سعيدة جداً بعد أن تركت آثاراً على رقبتها وكتفيها، هاهاها!
الأول، ضاحكًا:
– آه، آثار الحب والعشق، أليس كذلك؟ هاهاها!
الثاني، بضحكة مغرورة:
– لا، ليست آثار حب، بل آثار حارقة، صدقني! هذه المرأة لديها خبرة! ولعلمك، وافقت أن تأتي معي المرة القادمة عندما حدثتها عنك!
الأول، بلهفة:
– حقاً؟! متى؟
الثاني، بمغزى:
– الخميس القادم... سنستمتع معاً!
الأول، مستمتعاً بالفكرة:
– هاهاها! يا لك من ذكي، لنلعب معاً!
الثاني، ناظراً حوله بحذر:
– هيا، قبل أن يرانا أحد!
تسللا بعيداً، ولم يلحظا وجود محمود بجوارهما. كان محمود مذهولاً مما سمع، وكأن قلبه قد تحطم في لحظة. تهاني، التي كان يراها ملاكًا، فقدت مكانتها في قلبه، وغرق في موجة من الغضب وخيبة الأمل. فكر في مهاجمتهما، لكن تمالك أعصابه بصعوبة، فهو لا يريد فضيحة تؤدي إلى دمار سمعتها. بدلًا من ذلك، قرر أن يؤدبها بنفسه أولاً، فالأمر بات واضحاً.
صعد إلى شقتها غاضباً، وطرق الباب بعنف وهو يفكر كيف سيواجهها.
"تهاني"، التي لم تكن تتوقع شيئًا، سمعت الطرقات وذهبت لتفتح الباب.
تهاني، بابتسامة هادئة:
– من يطرق الباب؟
محمود، بعصبية:
– افتحي، أنا محمود!
فرحت تهاني بصوته، وفتحت الباب وهي تبتسم، لكن سرعان ما وجدت نفسها تطير إلى الوراء إثر صفعة قوية أطاحت بها. سقطت على الأرض، وأمسكت بخدها المصدوم، وبدأت دموعها تتساقط.
تهاني، بدهشة وألم:
– لماذا ضربتني؟!
محمود، غاضباً وعينيه تقدحان شرراً:
– كيف تجرئين على السؤال بعد ما سمعت عنك؟!
تهاني، بحيرة:
– عن ماذا تتحدث؟!
اقترب محمود منها باندفاع، وأمسك بشعرها وشدها بقوة حتى وقفت، وهي تصرخ من الألم.
تهاني، باكية:
– آآآه! أرجوك، توقف! ماذا فعلت؟!
محمود، بحدة:
– اخرسي! سأجعلك تندمين على كل شيء، ولكن أولاً، ستدركين الآن ما فعلته!
سحبها بقسوة إلى داخل غرفة نومها، وألقى بها على السرير.
محمود، ساخراً ومتهكماً:
– هنا؟ أم في الصالة؟ أين ترك عشيقك تلك العلامات؟
تهاني، مذهولة وباكية:
– لا أفهم عن ماذا تتحدث! أي علامات؟!
محمود، وقد اشتعل غضبًا من إنكارها:
– سأريك بنفسك! لا فائدة من كذبك!
مزق ثوبها بوحشية، لكنه صُدم عندما وجد جلدها صافياً، خالياً من أي علامات. للحظة، تجمد في مكانه، غير قادر على استيعاب الحقيقة. ثم تركها فجأة، وغادر الغرفة بخطوات متثاقلة.
ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Любовные романыعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...
