٥٩- القهوة.

163 15 0
                                        

عند عودتهم من الحفلة، وقفت هناء أمام شقة تهاني.

هناء: هاه، توتو، هل ستنامين الآن؟ 
تهاني: لا، الوقت ما زال مبكراً. أفكر في تحضير قهوة والجلوس لتصفح الإنترنت! 
هناء: جميل جداً، انتظريني، سأذهب لشقتي للاستحمام وتغيير ملابسي، وسأعود إليك حالاً لأشرب معك القهوة! 
تهاني: حسناً، سأدخل لأعد القهوة وسأترك الباب مفتوحاً!

دخلت تهاني شقتها وتركت الباب مفتوحاً قليلاً لهناء، وتوجهت إلى غرفة نومها. خلعت فستانها وارتدت قميص نوم أبيض ثم توجهت إلى المطبخ.

ـــــــــ

خرج محمود من المصعد وهو منزعج من نفسه لأنه جرح تهاني بكلامه. رأى باب شقتها مفتوحاً فخاف عليها، فركض بسرعة للاطمئنان عليها. 
محمود - بخوف -: الباب مفتوح لماذا؟ أخشى أن تكون عمتي قد نفذت ما في رأسها وخطفتها. لم أنبه تهاني على الخطر الذي يهددها لأني لا أريدها أن تعيش في رعب!

وبحذر دخل شقة تهاني، وبحث عنها في كل مكان حتى دخل المطبخ، فوجدها واقفة أمام الموقد تصب القهوة في الفناجين. وقف ينظر إليها غير قادر على رفع عينيه عنها.

محمود - لنفسه: "تبدو جميلة جداً بهذا القميص، تشبه الملائكة. يا جمالك منذ بداية الحفل وأنتِ تثيرين جنوني!"

تاه محمود في خياله ورأى نفسه يقترب منها، يحتضنها من الخلف ويلصق خده بخدها مستمتعاً بإحساس نعومة بشرتها. وتهاني تدير وجهها نحوه، فيغرقان في قبلة طويلة.

استيقظ محمود من خياله منزعجاً على صوت شهقة ذعر من تهاني التي تفاجأت بوجوده في المطبخ. 
تهاني: أنت ماذا تفعل هنا؟ 
محمود - بشرود: أنتِ، ألم يعلمك أحد أن تقفلي الباب وأنتِ بمفردك؟ 
تهاني - بحدة: وأنت، ألم يعلمك أحد أن تستأذن قبل أن تدخل؟!

تاه محمود في ملامحها وهي ترتدي الروب الأبيض ومكياج الزفاف على وجهها. اقترب منها كالمسحور، منجذباً لجمالها، يبحث عن عذر لتحقيق ما رآه في خياله، فسألها حتى لا يمنحها فرصة لتفكر في تغطية نفسها. 
محمود - بولهان: ماذا تفعلين؟ 
تهاني - بفارغ الصبر: أعد القهوة لي ولـ هناء! 
محمود - ببطء: هل تعرفين أنني أحب القهوة كثيراً؟ سمعت أنه لا يوجد ألذ من القهوة اليمنية في الكون!

لم تنتبه تهاني لحركته، وأشارت إلى فنجان القهوة. 
تهاني: نعم، لكن هذه ليست قهوة يمنية!

اقترب منها محمود وأخفض عينيه إلى شفتيها، وبدأ قلبه ينبض بسرعة وتسرع أنفاسه. 
محمود - بعشق: أجل، لكن لو ذقت "قهوة" من شفاه "يمنية"، سيكون طعمها أكيد مثل "القهوة اليمنية"!

سحبها محمود بسرعة من يدها إلى صدره واحتضن خصرها، وبيده الأخرى رفع ذقنها وقربها منه، وهجم على شفتيها بجنون، يقبلهما ويتذوق حلاوتهما. تفاجأت به تهاني وحاولت صده، لكنه كان أقوى منها ولم يستطع تحمل نفسه، فحاولت دفعه عنها حتى انهارت قواها واستسلمت عندما رأت أنه ليس بوعيه. وكان محمود تائهاً في حضنها، يحرك يده على خصرها وذراعها، ويحس بنعومة بشرتها، فازداد جنونه واحتضنها بقوة إلى صدره، لم يرد أن تنتهي هذه اللحظة.

أعجبت تهاني بقبلته، وخافت أن تنسجم معه ويعرف أنها تحبه وتستمتع بقبلته، فأغمضت عينيها بقوة هرباً من مشاعرها. توقف محمود عندما رآها تغمض عينيها من الخوف واكتفى بضمها إلى صدره وهمس في أذنها. 
محمود: آه، إن البن اليمني مذاقة رائع جداً!

فكر محمود في تقبيلها مرة أخرى، لكن تهاني دفعته بقوة وحررت نفسها من حضنه. 
تهاني - بعصبية: كيف تتجرأ وتفعل ذلك؟ منذ أن سكنت أمامكم، لم أرى منك خيراً أبداً!

اقترب منها محمود يريد أن يشرح لها مدى حبه لها وكيف أنه مستعد للتضحية بحياته من أجلها، لكنه توقف مكانه عندما سمع صوت أخته هناء. 
هناء - بصوت عالٍ: تهاني، أين أنتِ؟!

خرج محمود بسرعة، ورأته هناء يخرج من المطبخ. 
هناء - باستغراب: محمود، ماذا تفعل هنا؟! 
محمود - بارتباك: كنت أبحث عنكِ، بعد إذنك، أنا في عجلة من أمري!

غادر محمود بسرعة وأغلق الباب خلفه. 
هناء - بدهشة: يبحث عني هنا؟!

دخلت هناء المطبخ ورأت تهاني واقفة في ارتباك. 
هناء: تهاني، ماذا كان يفعل محمود عندك؟!

سرحت تهاني في تفكيرها حول حديثه عن القهوة. 
تهاني: هاه! كان يشرب قهوته! 
هناء - باستغراب: القهوة أصبحت قهوته وأنتِ  أعددتها لي؟!

ـــــــــ

دخل محمود شقة هناء وهو سعيد، يفكر في قبلة تهاني. 
محمود - لنفسه: "حبيبتي، شفتيك ليست قهوة. شفتيك خمرة تطير العقل!"

ـــــــــ

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن