٩- تعارف.

372 21 1
                                        

في صباح اليوم التالي، استيقظت تهاني مبكراً لتحضير الإفطار قبل الذهاب إلى الطبيب. دخلت المطبخ وفتحت الثلاجة، فوجدتها فارغة. 

تهاني - بتذمر: "أوه! عقلي لا يزال مرهقاً من الرحلة. كيف ظننت أنني سأجد شيئاً نأكله! أممم، يبدو أنه يجب عليّ الخروج للبحث عن سوبر ماركت أشتري منه."

غيرت تهاني ملابسها للخروج، وأخذت معها محفظة صغيرة ومفتاح شقتها. وعندما خرجت، رأت شاباً وفتاة يخرجان من الشقة التي أمامها. نظرا إليها وتفاجئا بوصولها. شعرت بالخجل من نظراتهما المتسائلة، وخشيت من أن يحاولا التحدث إليها، لذا فكرت في ترك المصعد لهما والنزول على الدرج.

كثرة المشاكل في حياتها، تركت لديها رهاباً من التفاعل الإجتماعي. خشيت أن تخطئ إذا تحدثت، فيسخرا منها. لاحظ الشاب ارتباكها وفهم خجلها، فقطع عليها الطريق.

الشاب - بابتسامة: "صباح الخير، ضيفتنا. أنا أحمد، وهذه أختي إيمي. نحن نسكن هنا في الشقة التي أمامك."

... أحمد، طالب طب في السنة الثالثة، وسيم يبلغ من العمر 24 عاماً، ذو بشرة بيضاء، طويل، عيناه عسليتان، وشعره بني ...

شعرت تهاني بارتياح للشاب وردت بابتسامة.

تهاني: "صباح النور، أنا تهاني. أشكرك على مناداتي بكلمة أخت، لأنني لو كنت متزوجة، لكان لدي الآن أبناء في عمركما." 

إيمي - بسرعة: "أوه لا، أنتِ لا تبدين كبيرة على الإطلاق!"

أعجبت تهاني بلطف إيمي. 

تهاني: "شكراً."

... إيمي، طالبة صيدلة في السنة الثالثة، جميلة تبلغ من العمر 21 عاماً، متوسطة الطول، عيناها عسليتان، وشعرها بني ...

أحمد: "متى وصلتم من رحلتكم؟" 

إيمي: "ستغضب أمي عندما تعرف أنكم وصلتم من دون أن يكون هناك من يرحب بكم. لقد تركنا المفتاح مع حارس المبنى لأننا لم نكن نعرف بموعد وصولكم!"

تهاني - بارتباك : "لا، لا داعي لأن نجعلها تقلق بشأن وصولنا. سأزورها قريباً لأعرفها بنفسي وأشكرها على مساعدتها."

أحمد - لنفسه: "يبدو أنها خجولة، ولن تشعر بالراحة إذا طلبت منها لقاء أمي في الوقت الحالي. سأحاول أن أجد طريقة لجعلها تدخل شقتنا." 

تهاني: "حسناً، إذا لم تمانعا، هل يمكنني أن أسير معكما و.."

أحمد - مقاطعاً: "هل تعلمين أنكِ جميلة جداً وأنتِ تتحدثين بلهجتنا؟ هل زرتِ مصر من قبل؟"

شعرت تهاني بالخجل من مجاملة أحمد لكنها شعرت بالراحة له ولإيمي.

تهاني: "لا، نحن فقط نشأنا نشاهد الأفلام والمسلسلات المصرية، وإذا تحدثت بلهجة بلدي، فلن تفهماني جيداً." 

إيمي - مازحة: "رائع. سأزورك كل يوم لأتعلم لهجة أهل بلدك."

تهاني - بابتسامة: "مرحباً بكِ في أي وقت." 

أحمد - باهتمام: "إذاً، إلى أين كنتِ ذاهبة؟ أعني، هل يمكنك الخروج بمفردك؟"

تهاني - بحرج: "كنت آمل أن تساعداني في الوصول إلى السوبر ماركت."

أحمد - بسرعة: "لا تقلقي، نحن هنا للمساعدة. فقط قولي لي ماذا تحتاجين، وسأذهب لأحضره لك. يمكنك الانتظار مع أمي. هل اتفقنا؟"
 
تهاني - بارتباك: "لا أريد أن أزعجكما. فقط أرشداني إلى الاتجاه، وسأدبر أمري بنفسي.."

قبل أن تتمكن تهاني من الاعتراض أكثر، دخل أحمد شقته بسرعة. شعرت تهاني بالخجل الشديد عند التفكير في لقاء والدة أحمد وفكرت في الهرب قبل أن تحرج نفسها. لكن أحمد عاد مع والدته، وعلى وجهها ابتسامة هادئة. أخذ أحمد قائمة التسوق واتجه نحو المصعد، وقبل أن يغلق الباب.

أحمد: "اسمعي، وقت العصر إن شاء الله سأخذك في جولة حول الحي، رغم أنني لن أسمح لك في الخروج لشراء أي شيء بينما أنا هنا."

ابتسمت تهاني بإمتنان لأحمد. وذهبت إيمي لتلحق بالمواصلات.

دخلت تهاني الشقة مع والدة أحمد وهي تشعر بالخجل، لكن ضيافة المرأة الدافئة سرعان ما جعلتها تشعر بالراحة.

هناء: "أهلاً وسهلاً. أنا سعيدة جداً بوجودك هنا، والحمد لله على سلامة وصولكم."

تهاني - بخجل: "شكراً لك." 

هناء: "أولاً، دعيني أقدم نفسي. أنا هناء، والاثنان اللذان التقيت بهما سابقاً هما ولداي، أحمد وإيمي."

... هناء، أرملة جميلة، تبلغ من العمر 50 عاماً، ذات بشرة فاتحة، طويلة القامة، عيناها رماديتان، وشعرها أسود قصير ...

تهاني - باندفاع: "إنه لشرف لي لقائك، أخت هناء. أنا تهاني، وقد جئنا هنا لعلاج والدتي و.."

هناء - مقاطعة: "لا داعي للتكلف بيننا."

تهاني - بارتباك: "في الواقع، لا أعرف كيف أشكرك. لقد أنقذتني كثيراً من المتاعب بتنظيف الشقة. أقرباؤنا، المالكون، قالوا لنا أن نآخذ المفتاح منكم، لكنكِ تجاوزت ذلك بتنظيفها!"

هناء - بسرعة: "أوه، لم يكن هناك أي عناء على الإطلاق. سنكون جيراناً، وهذا ما نفعله. نعرف أن المالكون يعيشون في ماليزيا، ولم يقم أحد هناك، لذا توقعنا أن تكون الشقة متربة. وبما أنكم جئتم للعلاج، فلا ينبغي عليكم إضاعة وقتكم في التنظيف."

تهاني: "هذا لطيف جداً منك."

هناء: "وإذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء، فلا تترددي في سؤالي."

تهاني: "شكراً لك. كلماتك الطيبة خففت من قلقِي بشأن التواجد في مكان جديد."

هناء: "هذة ليست مجرد كلمات، أنتِ ضيفتي وسأعاملك كأحد أفراد عائلتي. تفضلي، ادخلي غرفة المعيشة واجعلي نفسك مرتاحة. والآن، إذا سمحتِ لي، سأذهب لأعد لنا بعض الشاي."

تهاني: "أوه، لا، من فضلك لا تتعبي نفسك!"

هناء: "كيف لي ألا أفعل! هل تريدين إحراجي في أول يوم لكِ هنا؟"

ابتسمت تهاني لكرم هناء وأخلاقها. وانتظرت لتشرب الشاي معها.

ـــــــــ

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن