٤٧- الرجل الآمر الناهي.

173 18 1
                                        

دخل محمود شقة أخته وهو يغلي من الغضب، وكأن عفاريت الغضب تتراقص أمامه. رأى تهاني في غرفة والدته، تضحك بسعادة مع هناء وأحمد، وشعر بالحنق الشديد، فقد كانت مغمورة بالفرح بعد لقائها مع توفيق، ولم تلاحظ حتى وجوده. تركهم واندفع نحو المطبخ كالعاصفة. لحقت به هناء بعد أن رأت نظراته الملتهبة، محاولة فهم سبب غضبه وتلطيف الأجواء.

هناء - بدهشة: "محمود! هل تبحث عن شيء؟"

محمود - بعصبية جامحة: "أين الحبل؟"

هناء - باستغراب: "الحبل؟ فوق الدولاب... ماذا تريد أن تفعل به؟"

محمود - بغضب متفجر: "سأربط تهاني في الصالة وأضربها ضرباً ينسّيها توفيق وأيامه!"

هناء - بصدمة: "أنت تمزح، أليس كذلك؟!"

محمود - بنبرة قاسية: "سأجعلها لا تجرؤ على النظر إلى رجل غيري!"

هناء - محاولًا تهدئته: "وما الذي يجعلك تظن أن تهاني تعرف رجلاً غيرك؟"

محمود - بلهجة مجنونة: "ألم تري كيف كانت تنظر إليه في القسم؟ من أول نظرة أصابها الجنون، وهو متزوج أصلاً! بينما أنا لا تلتفت إلي حتى!"

هناء - محاولة توضيح الأمور: "أنت تفهم الأمور بشكل خاطئ."

محمود - بحزم: "أنت المخطئة! كذبتِ علي، قلتِ إنها معجبة بي وترتجف من قربي، لكن أنا محمود، سأظهر لها الشدة. نعم، لقد سمعتها تتفق مع توفيق على الخروج معه! قالت له ماشي! وكأنها لا تصدق فرصتها!"

هناء - بنبرة هادئة: "اهدأ، دعني أتحقق من الأمر وسأخبرك بردها."

محمود - متمسك بغضبه: "بعد الضرب سنرى! سأجعلها تموت حباً فيّ وتعاملني وكأنني الرجل الآمر الناهي!"

هناء - بمحاولة لتهدئته: "لا، لا تعاملها بقسوة. اخرج من المطبخ الآن، انتظرني في غرفتك وسألحق بك بعد دقيقة."

محمود - متذمراً: "كل النساء لا يفهمن إلا بالعنف! وتهاني تحتاج إلى ضربة تفيقها من وهم توفيق. ولـ توفيق أيضاً حساب معي!"

هناء - بنبرة قلق: "لا تدع غضبك يعميك، تعال إلى غرفتك، لنتفاهم."

استجاب محمود على مضض لكلمات أخته، ودخل غرفته وهو يلهث من شدة الغضب. بعد دقائق دخلت هناء إليه.

هناء - محاولة السيطرة على الموقف: "هدئ من روعك، يا أخي. انظر هذا هاتف تهاني، من خلاله ستفهم سبب ارتياحها لـ توفيق."

محمود - بعصبية: "تقولين ارتياح؟ أو ربما حب؟! الاثنان سواء!"

هناء - بابتسامة صغيرة: "لا، ليس الأمر كما تظن. انظر إلى هذه الصورة جيداً، من يشبه هذا الشخص؟"

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن