بعد أسبوع في المساء..
هناء - بعصبية: "تهاااني! توقفي عن البكاء، لقد أضعتي جهدي، والآن سأضطر لمحو كل المكياج الذي وضعته لك وأعيد تطبيقه من جديد!!"
تهاني - تبكي: "ساعديني، أرجوكِ، أنا خائفة، لا أريد أن أتزوج!!"
هناء: "حقاً؟ لماذا لم تقولي هذا من قبل أن يحدد محمود موعد كتب كتابكم، وتركتِه يتعب ويجهز أوراق الموافقة على زواجكم؟ أنتِ لا تعرفين كم تعب أخي حتى وافقوا في عمله على زواجه من أجنبية؟!!"
تهاني: "أرجوكِ يا هناء، حاولي أن تفهميني؟!!"
هناء: "أفهم ماذا؟ أنكِ مترددة بشأن حياتك الجديدة. الأمر عادي جداً، اهدئي وتزوجي!!"
تهاني: "الزواج ليس بالإكراه؟!!"
هناء: "هاهاها، أضحكتيني. ستتزوجين رغماً عنك. حسناً، قولي لي، ما الذي تخافين منه وجعلك تبكين في يوم زواجك؟!!"
تهاني - بحزن: "أخاف من مسؤولية الزواج. أخاف أن أفشل كما فشلت في كل شيء في حياتي. وكنت أتمنى أن تكون عائلتي موجودة في يوم مثل هذا، حتى أفرح معهم ويكون أخي وكيلي. يعني أخبريني، كيف سأكون متزوجة من دون وكيل؟!!"
هناء - مازحة: "أنتِ لا تحتاجين إلى وكيل. لقد صرتِ في عمر يمكنك أن تكوني فيه وكيلة بحد ذاتك، هاهاها!!"
تهاني: "وماذا سيقول الناس؟ سيسألونني عن أهلي؟!!"
هناء: "اطمئني، لن تجدي أحداً يسألك. نحن عزمنا أقاربنا فقط، فلماذا لا تزالين خائفة؟!!"
تهاني: "نعم، لأن...!!"
توقفت تهاني عن الحديث عندما سمعت تسجيلاً لبكائها وهي تقول: "لا أريد أن أتزوج". التفتت فرأت إيمي مشغولة بهاتفها الخلوي.
تهاني - بخوف: "ما هذا يا إيمي؟!!"
إيمي - بمكر: "أليست هذه رغبتك، ألا تريدين الزواج؟ لقد فكرت أن أساعدك، فقمت بتصويرك في فيديو وأرسلته لخالي على الواتساب، والآن بالتأكيد هو قادم ليتحدث معك بنفسه. لذا اطمئني، لن تتزوجي!!"
قامت تهاني من مكانها برعب.
تهاني - بخوف: "إيمي، أنتِ تعرفين أن خالك سيغضب، وقد يقتلني من دون أن يفهمني ماذا أقصد! لماذا فعلتِ ذلك من دون أن تأخذي إذني؟!!"
إيمي - بحنق: "هل يعني أنني عندما أفعل خيراً، أجد شراً؟!!"
تهاني - بخوف: "أنا من سأرى الشر!!"
إيمي: "لا تخافي، إنها مجرد علقة، وستتخلصين من الزواج وسيرة الزواج!!"
تهاني - تبكي: "لااا، أيام عمري هي التي ستنتهي!!"
فجأة، انفتح الباب بقوة، وفتحت تهاني عيونها برعب.
أحمد: "هيا اسرعن، لماذا التأخير؟!!"
رأى أحمد تهاني وأعجب بجمالها بفستانها الأبيض البسيط ومشبك الكريستال في شعرها البني، مما زاد من نورها. شعر بالإحراج فخفض عينيه بسرعة.
أحمد: "آسف لأنني دخلت من دون إذن، لكن الحقيقة ما شاء الله عليكِ، أنتِ رائعة جداً، ستذهبي بعقل خالي فوق ما هو طائر الآن!!"
تهاني - برعب: "هل رأيتِ يا إيمي، كل هذا بسببك!!"
أحمد - باستغراب: "بسببها؟ ماذا فعلتِ لها يا إيمي؟!!"
هناء: "هاهاهاها، لا شيء، كان مجرد مقلب فعلناه على تهاني لننسيها الخوف من شيء يقلقها!!"
أحمد - بابتسامة: "أااه، وخوفتوها من شيء أكبر. واضح جداً من زغللة عينيها!!"
هناء: "هاهاها، لكن هناك فرق كبير بين خوفها السابق وخوفها الآن، هاهاها!!"
ضحك أحمد وإيمي مع هناء. وفرحت تهاني معهم عندما علمت أن الأمر كان مقلباً. فأخذت طرحتها البيضاء الخفيفة ووضعته على رأسها. اقتربت منها هناء لتخفف من قلقها وتطمئنها.
هناء: "لا تخافي من شيء، فكري فقط في أيامك القادمة، وكوني سعيدة، لأنك ستصبحين لـ محمود. أنتِ لن تجدي من يحبك مثله!!"
فرحت تهاني بكلامها.
تهاني - بابتسامة: "أشكركِ يا هناء، أنتِ كنتِ معي كالأخت!!"
اقتربت هناء من تهاني وقبلت خدها.
هناء: "والآن سنكون أخوات بحق. هيا استعجلي لنخرج إلى الصالون!!"
خرجت تهاني وهناء وجلستا في غرفة المعيشة بجانب المأذون.
تهاني - بهمس: "لماذا خرجنا وقابلنا المأذون قبل أن يأتي محمود؟!!"
أشارت هناء نحو الباب.
هناء - بابتسامة: "ها هو محمود جاء!!"
ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romansaعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...
