٥١- الهدية.

150 17 0
                                        

صعد محمود إلى سيارته برفقة أبناء أخته. وبعد دقائق وصلت هناء وتهاني. جلست هناء بجوار محمود، في حين جلست تهاني بجوار إيمي وأحمد. استغل محمود انشغال الجميع بالحديث وحرك المرآة الأمامية نحو تهاني، ثم أدار المحرك وقام بتشغيل أغنية "أول مرة تحب يا قلبي" لـ عبد الحليم حافظ. ابتسم أحمد وغمز لـ إيمي مشيرين إلى مراهقة محمود المتأخرة. عندما سمعت تهاني الأغنية، خجلت لاختيار أغنية تتحدث كلماتها عن مشاعر الحب الصادق لأنه الأول، وصوت نابع من القلب، فحاولت الانشغال بالحديث مع إيمي. ولكن بعد لحظات، وجدت نفسها تنظر في المرآة، فرأت عيون محمود تنظر إليها وابتسامة جميلة تنير وجهه. شعرت بالخجل وأسرعت بالنظر خارج النافذة، محاولة تجاهل الموقف. خاصة أنها أعجبت بتلك الابتسامة. وبدأت تسلي نفسها بمشاهدة شوارع القاهرة. لكن بعد فترة شعرت بتشنج في عضلات رقبتها وخافت أن تدير وجهها للأمام وتلتقي بعيني محمود.

تهاني - لنفسها: "لم أعد أتحمل.. متى سنصل؟ رقبتي بدأت تتشنج!"

أدرك محمود تعمدها عدم النظر إليه فغضب منها وضاعت كل أحلامه الوردية في هذا المشوار.

ـــــــــ

وصل الجميع إلى المركز التجاري، وبدأت تهاني تتجنب محمود بشكل ملحوظ، طوال الوقت كان يحاول محمود السير بجوارها يريد التحدث معها، لكنها كانت تتجنبه وتسير بجوار أحمد أو إيمي. أزعجه هذا التصرف كثيراً، وكأنها أوضحت له أنها تكره قربه منها، ما أثار إحساسه بالغضب أكثر.

دخلوا متجراً أنيقاً لبيع الفساتين، وأثناء تجوالهم لفت انتباه أحمد فستان جميل معروض على مانيكان يشبه جسد تهاني.

أحمد: "تهاني، أنظري! هذا الفستان كأنه مفصل لجسدك تماماً!"

اشتعل غضب محمود الذي كان منزعجاً بالفعل، لأنه كان متضايقاً من قبل، والآن زاد غضبه غيرته أن يتحدث أحمد عن منحنيات جسد تهاني بكل بساطة. فانفجر بعصبية.

محمود؛ "أحمد! أأنت أعمى؟ ألا ترى أن الفستان لا يناسب عمرها؟"

تفاجأت تهاني من هذا الهجوم المفاجئ، وشعرت بالحرج، فبلعت ريقها بصعوبة وقررت تجاهل إهانته.

تهاني- بابتسامة: "هل أعجبك الفستان يا أحمد؟"

تردد أحمد وهو ينظر إلى محمود.

أحمد: "نعم.. أعجبني."

تهاني - بحزم: "حسناً، سأشتريه لأنني واثقة من ذوقك."

غضب محمود، لكنه شعر بالخوف من جرحها أكثر، فتركهما وذهب إلى زاوية المتجر ليجلس بعيداً، في حين كانت تهاني تفكر في كيفية دفع ثمن الفستان، الذي كان باهظاً مقارنة بميزانيتها.

تهاني- بحزن: "سعره غالي جداً يا أحمد، لا أستطيع شراءه الآن. سأضطر للحديث مع أخي حتى يرسل لي المال."

أحمد - بسرعة: "إذن، لنتركه ونبحث عن فستان آخر. أي شيء سيناسبك."

تهاني - بحزم: "لا، هذا الفستان أعجبني كثيراً، لونه مناسب لبشرتي وأنا متأكدة أنه الأفضل.. حسناً دعنا نترك الفستان الآن ونرى ماذا اشترت هناء وإيمي."

ـــــــــ

عند المحاسب، اجتمع الجميع لدفع ثمن المشتريات. اقترب محمود من أحمد وأخذه جانباً.

محمود - بصوت منخفض: "لماذا لم تشترِ تهاني الفستان؟"

أحمد: "قالت إن سعره غالي وستطلب من أخيها المال لتعود وتشتريه."

محمود - بغضب: "حسناً، والآن اخبرني كيف تجرأت على اختيار فستان وتحدثت عن شكل جسدها بهذه الطريقة؟"

أحمد - بارتباك: "أقسم أنني لم أقصد أي شيء سيء. نسيت أنها شخص غريب."

محمود: "هذه آخر مرة تتحدث بهذه الطريقة عنها، هل تفهم؟"

أحمد - بسرعة: "ماذا في ذلك عندما أقول لها عن رأيي؟"

نظر محمود إلى أحمد بنظرات مليئة بالغضب والتهديد، وأكمل أحمد كلامه مبتسماً.

أحمد - بغمز: "وهي زوجة خالي؟"

رغم غضبه، ابتسم محمود على مزاح أحمد، ونظر إلى تهاني التي كانت منشغلة بالحديث مع هناء وإيمي، وبدأ يفكر في متى سيعترف لها بحبه، ويعرف حقيقة مشاعرها تجاهه.

ـــــــــ

في المساء، خرجت تهاني من الحمام واستعدت للنوم، لكنها سمعت طرقاً خفيفاً على باب غرفتها. اقتربت بحذر وفتحت الباب، لتتفاجأ بصندوق كبير ملفوف بورق هدايا. أخذته إلى غرفتها وفتحته، فوجدت الفستان الذي أعجبها مغطى بأوراق الورد الأحمر. فرحت به كثيراً، ووجدت تحته حذاءً فضياً أنيقاً يتناسب تماماً مع الفستان. لبستهما أمام المرآة وشعرت بسعادة غامرة.

تهاني - لنفسها: "أكيد أحمد هو الذي اشتراه لي. لم يتحمل أن يراني حزينة."

وبفرحة غامرة، أخذت تهاني هاتفها الخلوي وأرسلت له رسالة قصيرة تقول: "أشكرك جداً."

رأى أحمد الرسالة قبل النوم واعتقد أنها تشكره على الأغنية التي أرسلها لها، فابتسم لرسالتها ونام بهدوء.

ـــــــــ

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن