٤٢- شكراً أم دعوة!

128 17 0
                                    

بعد بضعة أيام، وفي صباح يوم مشرق، فتحت تهاني رسائلها على تطبيق واتساب. امتلأت ملامحها بالبهجة عندما قرأت رسالة من شقيقها.

تهاني - بفرح وارتياح: "نعم، شكراً لك يا أخي، المال وصل في الوقت المناسب تماماً. كنت أخشى أن تتأخر وأضطر إلى الاقتراض من هناء!"

نهضت تهاني من سريرها متجهة إلى خزانة ملابسها لتبديل ثيابها، لكن فجأة تذكرت شيئاً مهماً.

تهاني - بقلق: "يا إلهي! لا أعرف أين يقع البنك، ولا حتى الطريق الذي سيوصلني إليه. يمكنني البحث على الإنترنت عن أقرب فرع، نعم، سأجد الاسم والعنوان، لكن لا أستطيع الذهاب بمفردي. ليس هناك حل سوى أن أتصل بـ هناء وأطلب منها مرافقتي!"

أمسكت تهاني هاتفها واتصلت بـ هناء، لكنها لم تتلقَ رداً بعد دقيقة من الانتظار. شعرت بالحرج لأنها قد تكون اتصلت في وقت غير مناسب.

تهاني - بخجل: "أشعر بالحرج من نفسي. أنا جالسة في الشقة بلا شغل، بينما هي مشغولة في عملها. لكن ماذا أفعل؟ هناء لا تملك أوقات عمل ثابتة، فكيف لي أن أعرف الوقت المناسب للاتصال بها؟ وليس لدي أحد غيرها ليساعدني في الذهاب إلى البنك. سأنتظر نصف ساعة ثم أعيد الاتصال بها."

بعد مرور خمس دقائق، رن هاتف تهاني، وكان المتصل هو هناء.

تهاني - باندفاع: "مرحباً! هناء، أرجوكِ سامحيني، أعلم أنني اتصلت في وقت غير مناسب!"

هناء - بمرح: "ما بالكِ يا تهاني؟ ألا أستحق صباح الخير أولًا؟"

تهاني - بخجل: "صباح الخير!"

هناء - مبتسمة: "صباح الفل يا قمر! لا تقلقي بشأن الاتصال بي، يمكنكِ الاتصال في أي وقت، لكن في بعض الأحيان أكون مشغولة ولا أستطيع الرد، لذا لا داعي للقلق، سأرى مكالمتك وأعاود الاتصال بكِ عندما أتمكن من ذلك."

تهاني - بابتسامة خفيفة: "حسناً، شكراً لكِ."

هناء - مازحة: "هل اتصلتِ لأنكِ تشعرين بالملل من البقاء وحيدة بين الجدران؟ أم أنكِ اشتقتِ للدردشة معي؟"

تهاني - بابتسامة ممتنة: "شكراً لكِ يا هناء، الحقيقة أنني اتصلت لأخبركِ بأن أخي قد أرسل لي حوالة مالية، وأود منكِ مرافقتي إلى البنك، فأنا لا أعرف كيفية استلامها."

هناء - بتفكير: "أحمد في الشقة اليوم، هل يمكنكِ الذهاب معه؟"

تهاني - بتردد: "لا مانع لدي، بالطبع، إذا كان هو موافقاً."

هناء - بلهجة مطمئنة: "بالتأكيد سيوافق، فالبنك قريب ولن يستغرق الأمر أكثر من عشرين دقيقة. أسرعي واذهبي إليه قبل أن يغادر."

تهاني - بامتنان: "سأذهب فوراً. شكراً جزيلاً يا هناء."

هناء - ضاحكة: "شكراً؟ لا ينبغي أن تدعينني على الغداء؟"

تهاني - باستغراب: "من الذي دعاكِ على الغداء؟"

هناء - مازحة: "أنتِ! ألم تقولي 'شكراً'؟ هذا يعني دعوة على الغداء!"

تهاني - بدهشة: "متى قلت ذلك؟ أنا قلت فقط 'شكراً'!"

هناء - ضاحكة: "نعم، 'شكراً' تعني دعوة على الغداء!"

تهاني - ضاحكة: "إذن سأستلم مالي بعد الغداء!"

هناء - مازحة: "لا بأس، هناك أيضاً العشاء، أو يمكننا تأجيل دعوة الغداء إلى الغد أو بعد الغد، كما ترغبين."

تهاني - مبتسمة: "حسناً، انسِ الأمر. لقد جعلتني أخاف من قول 'شكراً' مرة أخرى!"

هناء - ضاحكة: "اطمئني، لن أطلب منكِ دعوة هذه المرة، ولكن لا تنسي المرة القادمة!"

تهاني - مازحة: "في المرة القادمة، سأعرف الطريق ولن أحتاج إلى مساعدتكم. شكراً على التحذير!"

هناء - ضاحكة: "ها أنتِ تقولين 'شكراً' مجدداً؟ أنتِ كريمة جداً!"

تهاني - ضاحكة: "يا إلهي!"

هناء - بجدية: "تهاني، ستحتاجين إلينا كثيراً في المستقبل، لذا لا داعي للشكر بيننا، نحن أخوات، أليس كذلك؟"

تهاني - بابتسامة: "فهمت الدرس. 'ناهي' لن أقول 'شكراً' مرة أخرى!"

هناء - باستغراب: "ناهي؟ هل أنتِ تحبين اللغة الهندية؟ أسمع هذا التعبير كثيراً في الأفلام الهندية وأعتقد أنه يعني 'لا'. هل تقصدين أنكِ لن تتوقفي عن قول 'شكراً'؟"

تهاني - ضاحكة: "لا، ليس كذلك. 'ناهي' بلهجتنا تعني 'حسناً'!"

هناء - ضاحكة: "آه، الآن فهمت. حسناً، استعدي واذهبي إلى البنك ولا تقلقي من شيء، طالما نحن بجانبك."

تهاني - ممتنة: "أشكركم من أعماق قلبي... أوه، لقد أربكتني، لا أعرف ماذا أقول!"

هناء - ضاحكة: "تعلمي أن تتحدثي معي كأنني أختك. أوه، انتهى وقت فراغي الآن، سأزورك عندما أعود. إلى اللقاء!"

تهاني - بمرح: "إلى اللقاء!"

ارتدت تهاني ملابسها وأخذت حقيبتها، وتأكدت من وجود جواز سفرها لإثبات هويتها، ثم وضعت هاتفها في الحقيبة وغادرت الشقة.

ـــــــــ

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن