عشقت جميلتي

٦٨- آيس كريم.

في الطريق، رأى 'محمود' كشكًا صغيرًا يبيع الآيس كريم، فأوقف سيارته وخرج ليشتري لهما حتى تهدأ أعصابهما بعد عملية الاختطاف. رأى هدوء الليل والأجواء الرومانسية، فتخيل نفسه مستمتعًا بمشاهدة 'تهاني' وهي تتناول الآيس كريم بشكل مغر، ويحاول أن يقطف منها قبلة سريعة، أو ربما طويلة. 

دخل 'محمود' سيارته بسعادة، وقلبه ينبض حماسًا لأنه سيرى اللقطات المغرية تُعرض أمامه بتقنية الـZoom In. أعطى 'تهاني' آيس كريم، وفتح غلاف الآيس كريم الخاص به، ولف منديلًا حول العصا حتى لا يتساقط الذائب على يده، ليتمكن من التفرغ لقبلتهما.

التفت إليها 'محمود' ليشاهدها ويستمتع بالمشهد. رآها تلف العصا في منديل وترميه في منفضة السجائر. رمش 'محمود' أكثر من مرة ليتأكد مما يراه. 

'محمود' - بدهشة -: "أين الآيس كريم؟" 

'تهاني' - ببساطة -: "أكلته!" 

'محمود' - متعجبًا -: "أسألك بجد، أين ذهب الآيس كريم؟!" 

'تهاني' - بعصبية -: "سيذهب إلى أين؟ قلت لك أكلته!" 

بلع 'محمود' لعابه ليهدئ أعصابه.

'محمود' - مصممًا: "أنا اشتريت الآيس كريم منذ ثوانٍ فقط، من الكشك الذي بجوارنا، لم يكن لديه الوقت ليذوب بعد!" 

'تهاني' - بفارغ الصبر -: "لا تقلق، سأدفع لك ثمنه عندما نعود!" 

'محمود' - مستفسرًا -: "أنا لا أسألك عن ثمنه، أريد فقط أن أعرف أين ذهب الآيس كريم؟!" 

'تهاني': "قل ما شاء الله، ستصيبني بعين ولن أستطيع أكله مرة أخرى!" 

'محمود' - مندهشًا: "هل أكلته حقًا؟!" 

'تهاني': "نعم، وما المشكلة؟ أحب أكل الآيس كريم بأسناني، لا أحب أكلها لفترة طويلة حتى أتعب!" 

رد 'محمود' بهدوء ليكبح عصبيته.
 
'محمود' - مستفسرًا: "تتعبين من ماذا؟!" 

'تهاني' - شارحة: "أتعب من الأكل، وأحب أن آكل على طريقتي الخاصة، يعني أختصر الوقت!" 

'محمود' - يستفسر: "هل يمكنك توضيح قصدك؟!"

'تهاني' - متجاوبة: "حسنًا، سأبسطها لك. مثلاً، الأرز، لا أحب أكله بالملعقة وأقضي الوقت أرفع يدي وأنزلها حتى ينتهي الطبق. أنا أخذ الأرز وأعمله شطيرة وآكله بسرعة، فهمت؟!" 

عض 'محمود' على شفته ليصبر نفسه. 

'محمود' - مستفسرًا -: "هل تفعلي ذلك مع أي شيء تأكلينه لأنه صعب عليك رفع يدك؟!" 

'تهاني' - مؤكدة: "نعم!" 

أمل 'محمود' الأخير قبل أن يفقد أعصابه.