٢١- المستحيل.

245 21 0
                                        

في مساء نفس اليوم، فكرت فاطمة في مساعدة ابنها محمود في التقرب من تهاني وتخليصهما من سوء الفهم الذي حدث بينهما بسبب مكيدة بدرية. فنادت هناء بصوت عالٍ.

فاطمة: "هناء!" 

هناء: "نعم أمي، أنا في المطبخ." 

فاطمة: "اتركي ما في يدك وتعالي إليَّ بسرعة!"

دخلت هناء غرفة والدتها وهي تمسح يدها بفوطة قماش.

هناء: "نعم أمي ماذا تريدين؟" 

فاطمة: "اذهبي واحضري هاتفك واتصلي بتهاني. قولي لها أن تأتي إلى هنا حالاً!" 

هناء - باستغراب: "ماذا تريدين منها في هذا الوقت؟" 

فاطمة: "أريدها أن تتوقف عن الخوف وتأتي لزيارتنا في أي وقت." 

هناء: "وماذا نقول لمحمود إذا رآها هنا؟ بالتأكيد سوف ينزعج ويحرجنا معها!" 

فاطمة - بدهشة: "ينزعج؟ كيف تفكرين؟ من المفترض أنكِ الأقرب إليه وتفهمين ما يريد." 

هناء: "ماذا تقصدين؟" 

فاطمة: "لقد انزعجت منك عندما هاجمتِ محمود دون أن تحاولي مساعدته وفهم ما يبحث عنه!"
 
هناء: "أساعده؟ هل تريدينني أن أقف معه ضد تهاني؟" 

فاطمة - بفزع: "يا إلهي! هل تريدين أن تدمري الأمر أكثر مما هو مدمر؟ على العكس، أخوك يريدك أن تساعديه على التقرب من تهاني، لكنك أسرعت في الحكم عليه قبل أن تفهمي ما يريد!"

حاولت هناء استيعاب كلمات فاطمة الغريبة، لكنها انفجرت ضاحكة بعد لحظات.

هناء: "هاهاها، ما تفكرين به يا أمي من سابع المستحيلات! هاهاهاها!" 

فاطمة - بحدة: "هناء، توقفي عن الضحك. أنا أقول لك حقيقة مشاعر أخيك محمود التي لم تستطيعي فهمها. أخوك طيب ويميل لتهاني، وهي أيضاً طيبة وتستحق رجلاً يحبها مثل أخيك." 

هناء: "يحبها! حسناً، ماذا لو صدقت كلامك وطلبت من تهاني أن تأتي إلينا، وعندما رأها محمود أحرجها أمامنا. ماذا ستفعلين؟ وكيف ستسامحنا هي بعد الموقف الذي وضعناها فيه؟" 

فاطمة: "كل ما عليك هو الاتصال بها ودعوتها. حينها ستتأكدين من صحة كلامي. وإذا أنزعج محمود من زيارتها، فلن يتجرأ على قول كلمة واحدة أمامي. هيا اذهبي وأحضري هاتفك بسرعة!"

ـــــــــ

في نفس الوقت، كانت تهاني مسترخية أمام الشاشة، تشاهد فيلماً رومانسياً قديماً بالأبيض والأسود. سمعت صوت رنين هاتفها ورأت اسم هناء، فخشيت أن تطلب منها أن تذهب لزيارتها.

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن