٤٦- الحل.

157 18 0
                                        

بعد مرور ثلاثة أيام، تلقى محمود اتصالاً من اللواء توفيق، يخبره بأنهم قد عثروا على السارق ومعه جواز سفر تهاني. تملكت محمود فرحة غامرة.

محمود - بحماس: "أعطني ساعة واحدة وسأكون عندك لأستلم جواز سفرها!"

لكن توفيق رد بابتسامة خفيفة وكلمات مريحة:

توفيق: "لا داعي لأن تتعب نفسك، سأتوجه لشقة أختك وأزور خالتي. لقد اشتقت لها كثيراً!"

شعر محمود ببعض الغيظ من هذه الكلمات، ورد بنبرة متوترة:

محمود: "ولماذا تتعب نفسك؟!"

أجابه توفيق وهو ما زال محافظاً على ابتسامته:

توفيق: "ما المشكلة في أن أخدم صديقي وأخي؟ أنت قدمت لي الكثير من المساعدة من قبل."

حاول محمود التملص:

محمود: "لكنني لن أكون في شقة أختي اليوم."

لكنه وجد توفيق يتجاهل ذلك ببرود:

توفيق: "لا مشكلة، أخبر أحمد أنني سآتي لزيارتهم بعد نصف ساعة. إلى اللقاء، يا صديقي!"

أغلق محمود المكالمة وهو يشعر بالقهر المتزايد:

محمود: "إلى اللقاء!"

قرر محمود ألا يترك الأمور تمر بهذه السهولة، فقرر أن يذهب لمواجهة توفيق وكشف حقيقته أمام تهاني، أنه رجل متزوج. عندما وصل إلى شقة أخته، رأى تهاني تقف أمام الباب وعيناها مملوءتان بالحب نحو توفيق. شعر غيرته بالتصاعد وأخذ يفكر:

محمود - في نفسه: "ما هذه الجرأة التي تمتلكها؟ إنها تلتهم الرجل بعينيها!"

اقترب محمود من توفيق وتهاني، محاولاً كبح مشاعره الغاضبة:

محمود - بجديّة: "أهلاً توفيق، لماذا تقف عند الباب؟ تفضل بالدخول."

رد توفيق بابتسامة مطمئنة:

توفيق: "لقد دخلت بالفعل وسلمت على خالتي وسلمت الجواز لـ تهاني."

ثم التفت إلى تهاني وقال:

توفيق: "تفضلي، هذا هو الكرت الخاص بي. يمكنك الاتصال بي في أي وقت إذا كنت بحاجة إلى مساعدة."

أخذت تهاني البطاقة وابتسمت بخجل، وعبرت عن شكرها:

تهاني: "شكراً جزيلاً."

أجابها توفيق بلطف، وهو يحافظ على ابتسامته:

توفيق: "سأكرر زيارتي بالتأكيد، وأتمنى أن أراك هنا."

ردت تهاني بابتسامة خجولة أخرى:

تهاني: "إن شاء الله."

واصل توفيق حديثه بعفوية:

توفيق: "وإذا أحببت، يمكنني أن آخذك في يوم ما ونجوب القاهرة بأكملها."

ضحكت تهاني بخفة وهي تتطلع إلى جواز سفرها بسعادة، وقالت:

تهاني: "ماشي، عفواً، بعد إذنك."

ثم سارعت بالدخول إلى شقة هناء، وهي تفيض فرحاً وكأنها ترقص بجواز سفرها في يدها. لاحظ محمود فرحة تهاني وازداد غضبه، خاصة بعد اتفاقها مع توفيق على الخروج معاً. قرر أنه لا يمكن ترك الأمور هكذا، فكر في نفسه بحزم:

محمود - في نفسه: "لن اسمح لك بتجاوز عتبة شقتك، وتوفيق لن أتركك تستغلها لأنها تسكن وحدها. لكن سنتحدث في وقت آخر."

توجه محمود إلى توفيق وسأله:

محمود: "هل اكتشفت ما كان يريده الضابط المسؤول عن القسم؟ ما كانت دوافعه تجاه تهاني؟"

أجاب توفيق بنبرة جادة:

توفيق: "حاولت التحقيق معه بشكل غير رسمي، لكنه رفض التحدث معي. لم أستطع معرفة من أمره بفعل ما فعله."

اشتد قلق محمود وقال بحيرة:

محمود: "وما الحل الآن؟ أخشى أن يكرر ما حدث أو يوصي شخصاً آخر بإيذائها."

طمأنه توفيق وهو يحاول تهدئته:

توفيق: "لا تقلق. لقد حذرته بشدة، وإذا حدث لها أي مكروه، لن أتركه، وسأبلغ وزارة الداخلية بشأنه."

شعر محمود ببعض الراحة وقال:

محمود: "شكراً، توفيق. لقد أنقذتنا من كارثة كبيرة."

رد توفيق بجدية وحب:

توفيق: "تهاني غالية علي، وفي عيني، ولن أسمح بحدوث شيء لها بإذن الله."

نظر توفيق إلى ساعته وقال:

توفيق: "لقد تأخرت، سأغادر الآن. أراك قريباً. مع السلامة!"

ابتعد توفيق عن محمود وتركه وحيداً، وأخذ محمود يتمتم لنفسه بغضب وعنف:

محمود - لنفسه: "في عيني؟ ويا ترى، يا تهاني، ماذا ستقولين له؟ في قلبي؟ حسناً، عرفت ما هو الحل معكِ، والآن سترين!"

ـــــــــ

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن