وقف محمود وهناء أمام باب القاعة للترحيب بالمدعوين، بينما ذهبت تهاني مع أحمد ليصطحبها إلى الطاولة المخصصة لهما. وعندما دخلت القاعة.
تهاني: "واو، القاعة جميلة جداً، وهناك عدد كبير من المدعوين!"
سمع أحمد كلامها، وفجأة انفجر ضاحكاً بصوت عالٍ. نظرت إليه تهاني وفهمت قصده.
تهاني - بابتسامة: "هيا، أخبرني قلب من تود أن تؤلمه!"
أحمد - بابتسامة: "نعم، أنا معجب بك كثيراً لأنك تفهمينني. انظري إلى اليمين اتجاه الفتاتين الواقفتين هناك. أنها تلك من سرقت قلبي!"
تهاني: "آه، تقصد الفتاة الجميلة التي ترتدي الفستان الأرجواني!"
أحمد: "لا، لا، هذة أختها التوأم أريام وهي مخطوبة. أقصد تلك التي ترتدي الفستان الأسود. حبيبتي أرين!"
تهاني: "ما شاء الله، تبدوان متشابهتين جداً!"
أحمد: "أعرف أنها تحبني، لكنها تحب أن تتظاهر أنها غير مهتمة بي، وأريد أن أعطيها درساً يجعلها تشعر بالغيرة وهي ترى أنني أستمتع في الحفلة مع فتاة جميلة مثلك!"
تهاني - بدهشة: "مثلي؟ لكنني لا أستطيع أن أكون مناسبة لك، ابحث عن واحدة من سنك!"
أحمد - بغمزة: "لا يهم العمر. فقط ضعي فتاة جميلة أمام فتاة أخرى، وستجدين أن كل شيء آخر لا يهم، هاهاهاها!"
ضحكت تهاني بشدة على منطق أحمد.
أحمد - بفرح: "نعم، اضحكي هكذا، الآن بالتأكيد تموت غيرة منك!"
تهاني - بارتباك: "وبعد أن تنتهي مهمتي، ستتركني وحدي بين المدعوين، أليس كذلك؟"
أحمد - ضاحكاً: "لا، سأبقى بجانبك. يجب أن أعرّفكما على بعض قبل أن تنهي عليك!"
تهاني - بذعر: "إذن، دعني وشأني، ودعني أعيش!"
أحمد - بتوسل: "أرجوكِ، أنت الفرصة الوحيدة المتاحة لي لكي أجعلها تتعلق بي أكثر، وتعرف أنه من السهل أن أجد واحدة أجمل منها!"
نظرت تهاني إلى الفستان.
تهاني - لنفسها: "مسكين أحمد، أشتراه من ماله ليجعلني سعيدة، وحتى أتمكن من حضور الحفلة بفستان باهظ الثمن، لذا يجب أن أقدم له شيئاً مقابل ذلك!"
تهاني - بابتسامة: "حسناً، أحمد، أنا موافقة!"
أحمد - بسعادة: "بارك الله فيك يا أجمل أخت!"
ـــــــــ
بدأ الحفل، ودخل العروسان على أنغام أغاني الزفاف حتى وصلا إلى مكانهما، وبدأ الـ DJ بتشغيل الأغاني للضيوف. جلس محمود على نفس الطاولة التي يجلس عليها زملاؤه في العمل، ومن مكانه شاهد تهاني وهي منشغلة بالحديث مع أحمد. وبعد دقيقة، رأى إيمي تقترب منها مع أصدقائها، وعرفت بينهم، ثم جاءت هناء وقدمتها إلى أقاربهم، حيث استقبلتهم بابتسامتها الجميلة.
أعجب محمود بابتسامتها الهادئة، وبدأ الـ DJ بتشغيل الأغاني الأجنبية، فنهض أحمد وسحب تهاني معه نحو المنصة.
تهاني - بخجل: "لا، أرجوك. لم أرقص أبداً أمام أحد من قبل!"
أحمد - بإصرار: "الآن لا يوجد عذر. أنت تحبين الأغاني الغربية. ابقي معي ولا تنظري نحو المدعوين. أرجوك، تهاني، هم ثلاث دقائق فقط."
صعدا إلى المنصة، وبدأ أحمد بالرقص، فانتقلت حمى الرقص إلى بقية الضيوف. ورأت تهاني الجميع يرقصون، فتشجعت ورقصت معهم وهي تستمع إلى أصوات الموسيقى الصاخبة والأضواء الملونة. أعجب محمود برقصها الهادئ مثل النسيم، فسرح بنظراته عليها. اقترب منه حاتم صديقه المقرب ورأى نظرة صديقه تلاحق تهاني مثل المغناطيس، وعينيه خضراوان، فقطع عليه التحديق.
حاتم: "هل مارلين مونرو المحجبة، التي ترقص مع أحمد، منكم؟"
ابتسم محمود للتشبيه.
محمود: "نعم!"
حاتم: "آوه، إذن هي التي تقلب حالك يوماً بيوم في الفترة الأخيرة!"
شعر محمود بالإحراج لأن حبه انكشف بين زملائه فلم يستطع الرد.
حاتم: "من أقاربك؟"
محمود: "لا، أنها من اليمن، تعيش في شقة أمام شقة أختي!"
حاتم - بدهشة: "لكنني لم أر قط نساء يمنيات جميلات مثل هذة!"
محمود: "كيف ستعرفهن والأغلبية تغطي وجهها!"
حاتم - بجدية: "أجل، أنت على حق، لكن استمر في التحديق فيها ولا تعرف ما الذي سيحدث لها إذا لم تلحق بها!"
التفت محمود بحدة إلى حاتم.
محمود: "ماذا؟"
حاتم: "هل ترى السائحين الألمان الجالسين هناك؟ قبل أن تأتي وتجلس معنا، رأيناهم يقومون بعمل قرعة فيما بينهم، وعرفنا من نظرات أعينهم وحركة شفاههم أنهم يقومون بالقرعة عليها!"
محمود - بدهشة: "قرعة على ماذا؟"
حاتم - بابتسامة: "قرعة على من سيكون هو حبيبها المحتمل كجائزة!"
محمود - بذهول: "جائزة في ماذا؟"
حاتم: "يا إلهي، محمود، افهم، الرجال والمرأة الذين يرقصون الآن، عملوا قرعة، من سيأخذها ويقضي وقتاً ممتعاً معها، وبالطبع أنت تعرف ما أعنيه، هل تعرف من فاز بها؟ لن تصدق، نعم، هي!"
محمود - بدهشة: "ما هي؟"
حاتم: "ركز معي، هل ترى تلك السيدة العملاقة التي ترقص هناك، والتي تشبه الجدار الألماني؟ نعم، إنها هي. وأرجوك، أعذرنا، نحن أيضاً قمنا بعمل قرعة لمعرفة من سيفوز، وطارق هو من فاز بالتخمين."
تعصب محمود ونظر إلى الألمانية.
محمود - بحدة: "هذا منطق بعض النساء هذه الأيام!"
ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...