استقلَّ أحمد وتهاني المصعد في طريقهما للخروج من الفندق.
أحمد - مبتسماً: "أتحبين أن نذهب بالسيارة أم نسير على الأقدام؟"
تهاني - مبتسمة: "لنمشِ. أخبرتني هناء أن المسافة قريبة، وأرغب في حفظ الطريق، كما أحبُّ أن أرى شوارع القاهرة!"
أحمد: "حسناً، على بركة الله!"
سارت تهاني بجانب أحمد، وقد انشغلت بتأمل تفاصيل المنازل والمحلات التجارية التي كانت تصطف على جانبي الطريق. كانت الشوارع مليئة بالحركة، والناس يسيرون بسرعة في كل اتجاه. الهواء مشبع بروائح الأطعمة الشعبية، وأصوات الباعة تتردد في الأرجاء.
عندما اقتربا من البنك، اصطدمت تهاني فجأة برجل غريب يسير بسرعة، ثم لاذ بالفرار. حاول أحمد الركض خلفه ليوقفه، لكن تهاني أوقفته.
تهاني: "أحمد، أنا المخطئة. لم أكن منتبهة للطريق."
تنفست تهاني بعمق محاولة تهدئة نفسها، ثم واصلا السير حتى وصلا إلى البنك بعد دقائق قليلة. وقبل أن تتمكن تهاني من دخول البنك، وقف ضابط شرطة في طريقها.
الضابط - بنبرة رسمية: "لو سمحتِ يا آنسة، هويتك الشخصية؟"
تهاني - بدهشة: "ماذا؟"
أحمد - متسائلًا: "ما الأمر يا حضرة الضابط؟"
الضابط - بنبرة جادة: "لا شيء، إنه إجراء روتيني. قلت لكِ اعطيني جواز سفرك!"
تهاني - بارتباك: "جواز السفر؟ لماذا؟ ماذا تريد منه؟"
الضابط - بنبرة متعالية: "أخرجيه دون نقاش!"
تهاني - بخوف: "قل لي السبب وسأخرجه لك."
الضابط - ساخراً: "أين تظنين نفسك؟ أنتِ هنا لستِ في اليمن!"
أحمد - بحذر: "عفواً؟ كيف عرفت أنها من اليمن؟"
الضابط - متوتراً قليلاً: "واضح من ملامحها."
أحمد - بغضب مكبوت: "واضح بماذا؟ لا أرى فيها أي اختلاف عن النساء المصريات! وكيف علمت أنها آنسة؟"
الضابط - غاضباً: "اصمت، ولا تتدخل!"
تدخلت تهاني وهي تشعر بالخوف على أحمد.
تهاني: "كفى يا أحمد، هدئ من روعك. حسناً، حضرة الضابط، سأخرج جواز السفر الآن."
بدأت تهاني تبحث في حقيبتها، لكنها تفاجأت بأن السحاب كان مفتوحاً، ولم تجد جواز السفر. فتشت الحقيبة عدة مرات دون جدوى، وبدأ التوتر يتملكها.
الضابط - ساخراً: "ألم تعثري عليه؟"
أحمد - بقلق: "تهاني، ما الذي يحدث؟ أين جواز سفرك؟"
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Любовные романыعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...
