٢٩- حمى.

183 17 0
                                        

في اليوم الثاني، استيقظت تهاني على صوت جرس الباب، فنظرت بعينين ناعستين إلى الساعة على شاشة هاتفها.

تهاني - بتعجب: "الساعة سبعة إلا ربع. من الذي يأتي في وقت مبكر؟ يا رب خير!"

نهضت تهاني وفتحت الباب لتجد أمامها إيمي.

إيمي - بابتسامة عريضة: "صباحك فل لأجمل عيون توتو!"

تهاني: "صباح الخير! هل تحتاجين إلى مذاكرة؟"

إيمي: "لا، ليس هذا ما أريده!"

تهاني: "إذًا ماذا تريدين؟"

إيمي: "أحتاجك أن تذهبي إلى شقتنا وتعتني بخالي!"

طار النوم من عيني تهاني وهزت رأسها بقوة لتتأكد من أنها سمعت طلب إيمي "المستحيل".

تهاني: "نعم، ماذا تريدين مني؟"

إيمي: "مسكين خالي حرارته مرتفعة جداً، ولا بد من وجود شخص بجانبه!"

تهاني - بعصبية: "وأنا ما شأني؟"

حاولت تهاني الاعتراض أكثر، لكن إيمي قاطعتها بسرعة.

إيمي: "اسمعيني، أمي خرجت من الفجر لتستقبل فوجاً ألمانياً!"

تهاني: "أجل، ماذا عن ذلك؟"

إيمي: "وأحمد لديه امتحان مهم في المستشفى!"

تهاني - بفارغ الصبر: "حسناً، ما الحل؟"

إيمي: "وأنا لدي مشروع بحث يجب أن أقدمه اليوم. وجدتي صحتها لا تسمح لها بالجلوس بجانب خالي، فلا يوجد أمامي سواك للمساعدة في العناية به!"

تهاني - بحدة: "أنسيتِ كيف أهانني أمس! لقد عاهدت نفسي ألّا أدخل شقتكم أبداً!"

ردت إيمي بصوت حزين حتى تتمكن من التأثير على قرارها.

إيمي: "هل يهون عليكِ أن تكسرِي خاطر جدتي؟ وأنا وأمي وأحمد لن نتحمل قرارك القاسي!"

تهاني - بصوت ضعيف : "سأرى ما يمكنني فعله، لكن لا أعدك بشيء!"

إيمي: "فكري قليلاً، لو لم يكن خالي خلفك بالصدفة، ماذا كان سيحدث لك؟"

تهاني - بذعر: "تقصدين...؟"

إيمي - بحماس: "أجل، كان السلم سيسقط عليكِ وكنت الآن في خبر كان!"

شعرت تهاني وكأنها على وشك الإغماء. لم تصدق كيف لم تفكر في هذا الاحتمال.

إيمي: "قدري أن يد خالي انكسرت في سبيل حياتك، فهل ستبخلين بساعة من وقتك مقابل حياتك كلها؟"

تهاني - باستسلام: "حسناً، وما المطلوب مني أن أفعله؟"

إيمي: "لا تخافي، خالي نائم طوال الوقت بفضل المسكنات ووجع الحمى، لكن عليكِ قياس حرارته كل فترة. نحن خائفون من أن ترتفع حرارته أكثر وهو وحده!"

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن