في اليوم الثاني، استيقظت تهاني على صوت جرس الباب، فنظرت بعينين ناعستين إلى الساعة على شاشة هاتفها.
تهاني - بتعجب: "الساعة سبعة إلا ربع. من الذي يأتي في وقت مبكر؟ يا رب خير!"
نهضت تهاني وفتحت الباب لتجد أمامها إيمي.
إيمي - بابتسامة عريضة: "صباحك فل لأجمل عيون توتو!"
تهاني: "صباح الخير! هل تحتاجين إلى مذاكرة؟"
إيمي: "لا، ليس هذا ما أريده!"
تهاني: "إذًا ماذا تريدين؟"
إيمي: "أحتاجك أن تذهبي إلى شقتنا وتعتني بخالي!"
طار النوم من عيني تهاني وهزت رأسها بقوة لتتأكد من أنها سمعت طلب إيمي "المستحيل".
تهاني: "نعم، ماذا تريدين مني؟"
إيمي: "مسكين خالي حرارته مرتفعة جداً، ولا بد من وجود شخص بجانبه!"
تهاني - بعصبية: "وأنا ما شأني؟"
حاولت تهاني الاعتراض أكثر، لكن إيمي قاطعتها بسرعة.
إيمي: "اسمعيني، أمي خرجت من الفجر لتستقبل فوجاً ألمانياً!"
تهاني: "أجل، ماذا عن ذلك؟"
إيمي: "وأحمد لديه امتحان مهم في المستشفى!"
تهاني - بفارغ الصبر: "حسناً، ما الحل؟"
إيمي: "وأنا لدي مشروع بحث يجب أن أقدمه اليوم. وجدتي صحتها لا تسمح لها بالجلوس بجانب خالي، فلا يوجد أمامي سواك للمساعدة في العناية به!"
تهاني - بحدة: "أنسيتِ كيف أهانني أمس! لقد عاهدت نفسي ألّا أدخل شقتكم أبداً!"
ردت إيمي بصوت حزين حتى تتمكن من التأثير على قرارها.
إيمي: "هل يهون عليكِ أن تكسرِي خاطر جدتي؟ وأنا وأمي وأحمد لن نتحمل قرارك القاسي!"
تهاني - بصوت ضعيف : "سأرى ما يمكنني فعله، لكن لا أعدك بشيء!"
إيمي: "فكري قليلاً، لو لم يكن خالي خلفك بالصدفة، ماذا كان سيحدث لك؟"
تهاني - بذعر: "تقصدين...؟"
إيمي - بحماس: "أجل، كان السلم سيسقط عليكِ وكنت الآن في خبر كان!"
شعرت تهاني وكأنها على وشك الإغماء. لم تصدق كيف لم تفكر في هذا الاحتمال.
إيمي: "قدري أن يد خالي انكسرت في سبيل حياتك، فهل ستبخلين بساعة من وقتك مقابل حياتك كلها؟"
تهاني - باستسلام: "حسناً، وما المطلوب مني أن أفعله؟"
إيمي: "لا تخافي، خالي نائم طوال الوقت بفضل المسكنات ووجع الحمى، لكن عليكِ قياس حرارته كل فترة. نحن خائفون من أن ترتفع حرارته أكثر وهو وحده!"
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...
