١٠- صورة.

309 21 0
                                    

وقفت تهاني في غرفة المعيشة، تتأمل الصور المعلقة على الجدار لتمضي الوقت. رأت صورة شاب مع شريط أسود عليها.

تهاني - بحزن: "مسكينة هناء، عسى الله أن يمنحها الصبر على فقدانه."

دخلت هناء وهي تحمل صينية من الشاي، فوجدت تهاني أمام صورة زوجها. 

هناء - بحزن: "هذه صورة زوجي عاصم، رحمه الله." 

تهاني - بتأثر: "رحمه الله تعالى وغفر له." 

هناء: "آمين." 

تهاني: "هل قمت بتربية ولديك بمفردك؟"

هناء: "الحمد لله، الله كريم. لم تتركني والدتي؛ جاءت وعاشت معي لتساعدني على التركيز في عملي حتى أتمكن من إعالة ولدي."

تهاني: "عسى الله أن يمنحها عمراً طويلاً. وماذا عنك، ماذا تعملين؟"

هناء: "أنا مرشدة سياحية في شركة سياحة خاصة."

أشارت هناء إلى صورة معلقة خلف تهاني. 

هناء: "انظري، هذه صورة أخي محمود. أيضاً وقف بجانبي وساعدني في تربية ولدي حتى في مصاريفهما. يعمل مترجماً في وزارة الخارجية. كما تعلمين، تهاني، يدرس ست لغات ويتحدث كل لغة بطلاقة أهلها."

... الصورة لرجل وسيم في الأربعينيات من عمره، ذو عيون رمادية، وشعر أسود كثيف ...

نظرت تهاني إلى الصورة ودهشت من جمال عينيه.
 
تهاني - لنفسها: "ما شاء الله، عيناه جميلتان جداً. لم أرَ عيون بروعتهما. كم هي محظوظة زوجته."

بلعت تهاني لعابها بهدوء مخفية إعجابها بالرجل في الصورة. 

تهاني: "ما شاء الله، أنتم عائلة لطيفة. عسى الله أن يحفظكم جميعاً."

شربت تهاني الشاي ووضعت الكوب على الصينية. 

تهاني: "شكراً لك على الشاي."

هناء: "تعالي، سأعرفك على والدتي؛ فهي تريد رؤيتك، لكني أردت أن تشربي الشاي أولاً."

دخلت تهاني غرفة واسعة وشعرت براحة غريبة عندما رأت امرأة مسنّة تجلس على حافة سريرها وبيدها مسبحة.

تهاني: "السلام عليكم، خالة." 

فاطمة: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كيف حالك، وكيف صحة والدتك؟ سمعت أنها مريضة وأنكم جئتم لعلاجها. عسى الله أن يشفيها هنا. أنا فاطمة، سعيدة بلقائك، عزيزتي." 

تهاني: "الشرف لي، خالة فاطمة. سنذهب إلى الطبيب بعد ساعة للاطمئنان عليها، ونسأل الله أن نسمع أخباراً مطمئنة."

فاطمة: "آمين."

بعد حديث قصير، تفاجأت فاطمة عندما علمت أن تهاني لم تتزوج بعد، رغم جمالها الواضح وطبيعتها الهادئة.

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن