خرجت "إيمي" من غرفة جدتها وركضت إلى المطبخ.
"إيمي": "هيا يا تهاني، لنذهب إلى غرفتي ونبدأ في المذاكرة!"
"هناء": "إيمي، هذا غير لائق. الوقت تأخر، دعيها تشرب الشاي!"
"تهاني": "لا بأس، لا توجد مشكلة. وعدتها أن أذاكر معها وسأشرب الشاي في غرفتها. بعد إذنك، هيا يا إيمي!"أمسكت "إيمي" بيد "تهاني" بسعادة وركضت معها إلى غرفتها. وفي الصالون، رأى "محمود" "إيمي" وهي تخرج من المطبخ وتسحب "تهاني" معها إلى الغرفة، فنهض من مكانه بدهشة.
"محمود": "أحمد، ماذا تفعل إيمي؟ أختك ستفسد كل ما خططت له!"
"أحمد": "هاهاها، اصبر يا خالي. ربما يعودان عندما يكون الشاي جاهزًا!"
"محمود": "ومتى يكون هذا الشاي جاهزًا؟!"دخلت "هناء" حاملة الشاي.
"هناء": "ها هو الشاي، تفضل!"جلس "محمود" في مكانه وشرب الشاي بصمت.
ـــــــــ
بعد دقائق دخلت "إيمي" الصالون.
"إيمي": "ماما، أريد شاي لي ولتهاني!"
"محمود" - بعصبية -: "أهلاً بأمورتنا الجميلة. هل أنتِ سعيدة مع تهاني؟!"لاحظت "إيمي" غضب خالها، فقررت أن تفرحه بكشف سر صغير عن "تهاني".
"إيمي" - بصوت منخفض -: "أتعلم يا خالِ ماذا قالت لي تهاني قبل قليل؟!"
"محمود" - بسخرية عصبية -: "ماذا؟ أن غرفتك جميلة؟!"
"إيمي": "لا، اسمع، سأخبرك بمعلومة ستفرحك كثيرًا!"
"محمود": "ما هي؟!"
"إيمي": "تصدق أنها قالت لي أنها أثناء العشاء كانت خائفة أن تنسى نفسها وتقوم لتحضنك!"
"محمود" - بدهشة -: "ماذا تقولين؟ تحضنني؟!"
"أحمد" - بحيرة -: "هل يعقل أن تقول تهاني ذلك بصدق؟!"
"إيمي": "نعم، قالت لي ذلك، ولما أكذب؟!"
"هناء" - باستغراب -: "لا أظن أن تهاني تقول مثل هذا الكلام. ولمن؟ لمحمود؟!"التفت "محمود" إليها بحدة.
"محمود": "ما بي؟!"
"هناء" - بخوف -: "لا، لا شيء، أقصد كيف تفكر في حضنك وهي تخجل منك أو ربما تخاف منك؟!"
"إيمي": "والله، لقد قالت لي أنها تريد أن تحضنك وهي تشم رائحة عطرك وأنت جالس قريب منها!"
"محمود" - بغرور -: "بالطبع، يجب أن يعجبها، إنه عطر فرنسي ذو تركيبة ساحرة!"
"إيمي": "نعم، أعجبها عطرك كثيرًا وشعرت بالراحة معه بشكل غريب!"
"محمود": "طبعًا، إنه عطر ساحر، فهو ماركة عالمية!"
"إيمي": "آه، عطرك ساحر كما تقول، لدرجة أنه سحرها وجعلها تتذكر والدها - رحمه الله - وكانت ستحتضنك وكأنك والدها في حضن أبوي!"نظر "أحمد" إلى "هناء" وانفجرا بالضحك حتى كادت أنفاسهما تتوقف من مفاجأة "إيمي" لـ "محمود".
"محمود" - بعنف -: "هذه هي المعلومة؟ حضن أبوي؟! أنا حتى لست بعمر والدها!"
"إيمي": "قالت أن والدها كان طيارًا، وكان يشتري كل أنواع العطور الفاخرة من كل دولة أوروبية يزورها!"
"هناء" - بابتسامة -: "آه، أتذكر عطرك، جاءك هدية من دبلوماسي فرنسي!"
"محمود" - بغضب -: "خذي لها العطر، لا أريد رؤيته أمامي!"
"إيمي": "حاضر، سأعطيه لها، ستكون سعيدة جدًا!"فكر "محمود" لدقيقة.
"محمود": "أو لا، دعيه، لا تأخذيه!""محمود" - لنفسه -: "سأحتفظ به للمستقبل، ربما يأتي يوم ولن أستطيع أتقرب منها إلا بهذا العطر وحضن الأبوي الذي تتحدث عنه، لكن ستعرف عندما تكون في حضني كيف سأجعلها تنسى العالم ولن تفكر في أحد غيري!"
نظر "محمود" ووجد "إيمي" ما تزال واقفة أمامه.
"محمود": "ما زلت هنا؟ هيا اغربي عن وجهي أنتِ ومعلوماتك!"ركضت "إيمي" بسرعة.
"هناء": "هاهاها، كن لطيفًا معها!"
"محمود": "ألا ترين ما تفعله ابنتك؟ أولاً منعت تهاني من الجلوس معنا لشرب الشاي، وهي تعلم أن هذه كانت فرصة لنتعرف على بعضنا. ثم أخبرتني بمعلومة ستفرحني كثيرًا، ورفعتني إلى سابع سماء، وفي لحظة ألقت بي إلى ثامن أرض!"
"هناء": "هاهاها، لا تحزن، الأيام القادمة ستكون كثيرة!"
"أحمد" - مفكرًا -: "يا خالي، ألا تلاحظ شيئًا قالته تهاني؟"
"محمود": "لا أريد سماع شيء!"
"هناء": "انتظر، قل يا أحمد، ماذا لاحظت؟"
"أحمد": "قالت أنها بحثت عن سيارتك ولم تجدها في الموقف، ماذا يعني ذلك؟!"فتحت "هناء" عينيها بحماس.
"هناء": "آه، يعني أنها تراقبك كل يوم وربما طوال الوقت!"
"محمود": "لقد غسلت يدي منها!"
"هناء": "لقد اعترفت بنفسها أنها تراقبك!"
"محمود": "أتحداكِ إن كانت تقصد شيئًا جيدًا بهذا الاعتراف! تعرفين ماذا؟ سأشتري لكِ أحدث هاتف في السوق، ومستعد أن أغسل الصحون شهرًا كاملاً إذا سمعتِ كلمة طيبة قالتها عن سبب مراقبتها لي!"قامت "هناء" من مكانها بسرعة.
"هناء" - بفرحة -: "الآن ستسمع!"ركضت بسرعة إلى غرفة "إيمي" وجلست بينهما وكأنها تتحدث معهما. وبعد دقائق..
"هناء": "نعم، يا تهاني، قلتِ أنكِ بحثتِ عن سيارة أخي في الموقف ولم تجديها. اعترفي، هل تراقبين أخي؟!"
"تهاني" - ببساطة -: "نعم، أعترف أنني أراقبه، كل يوم!"
"هناء" - بفرحة -: "لماذا؟ هل أنتِ معجبة بأخي؟ قولي، لا تخجلي، سأساعدكما على التقارب!"
"تهاني" - باستغراب -: "معجبة؟ لا، لا، لقد فهمتنيِ خطأ!"
"هناء" - بحذر -: "إذًا، لماذا تراقبينه؟!""تهاني": "أنا أراقب سيارة أخيكِ، وأيضًا سيارة عمتكِ عندما تأتي مع السائق الخاص بها. تعرفين لماذا؟ لكي إذا دعوتني أنتِ أو والدتكِ لزيارتكم، قبل أن أقرر، أنظر من النافذة وأتفقد السيارات في الموقف. فإذا وجدت سيارة أخيكِ أو عمتكِ، أعتذر عن الزيارة، وإذا لم أجدهما، أقبل الدعوة. ما رأيك بفكرتي؟ فكرة ذكية، أليس كذلك؟!"
ضربت "هناء" رأسها حزنًا على ضياع حلمها بالحصول على الهاتف الجديد وغسل الصحون..
"محمود" ضرب كفه بعنف بقبضة يده الأخرى وهو واقف بجوار الباب.
"محمود" - بصوت منخفض: "لا، ليست فكرة ذكية. إنها فكرة فاشلة تمامًا!"ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...