١٦- حب من أول نظرة.

257 20 0
                                    

زاد تعصب محمود بسبب تأخر أحمد، فضرب الباب بقوة أكبر معجلاً في خروجه.

محمود - بعصبية: "أوف، أنتِ أيتها السمينة، اتركي الولد وشأنه وافتحي الباب!"

فجأة، فتحت تهاني الباب، وانعكس الضوء من شقتها على شعرها وبشرتها. ترددت للحظة، مذهولة من عيني محمود الجذابتين. ولكن عندما تذكرت إهاناته ومدى بعده عن شهامة رجال مصر، تلاشى إعجابها الأول، واستعادت رباطة جأشها بسرعة.

تهاني - بهدوء: "نعم؟"

ابتلع محمود ريقه بصعوبة عندما رآها. كان يتوقع شيئاً بناءً على وصف عمته، لكن ما وجده كان غير متوقع تماماً. وقف في حالة من الدهشة، يحدق بها من رأسها إلى أخمص قدميها، ناسياً لماذا كان هناك. بدا وكأنه دخل حلماً، يرى امرأة تبدو وكأنها خرجت من فيلم من الخمسينيات—لكن بالألوان. كانت تجسد الجمال الكلاسيكي لتلك الحقبة: شفاه ممتلئة، وقوام مثالي، وخصر نحيف يبرز منحنياتها.

وقف محمود مفتوناً تماماً، عاجزاً عن الكلام متجمداً، مسحوراً بتألق جمالها.

محمود - لنفسه: "سبحان الخالق، هل يعقل أن تكون هذه هي السمينة! هذه هي الحجة! سامحكِ الله يا عمتي، فقد أذللتني أمام هذا الجمال."

أعادت تهاني طرح سؤالها، مرفوعة حاجبيها بشكل مثالي، وتنظر في عينيه بنظرة ساحرة بدت وكأنها تربط قلبه وعقله معاً.

تهاني: "حسناً، ماذا تريد؟ لماذا كنت تغني بصوت عالي في منتصف الليل؟" 

محمود: "..."

كانت بدرية، مذهولة من جرأة تهاني في الظهور بفستان شبه عارٍ مع مكياج، مصدومة أيضاً من صمت محمود المفاجئ وهدوئه.

بدرية - لنفسها: "الجميع يخاف من غضب محمود. إنه لا يتحمل أي شخص، بغض النظر عن جماله. كيف تمكن من السيطرة على نفسه بهذه السهولة؟"

مستاءة من صمت محمود، كسرت بدرية هذا الصمت بصوتها.

بدرية - بغضب: "ماذا تفعلين مرتديةً هكذا في هذا الوقت؟ وكيف تجرؤين على الخروج بهذا الشكل؟"

تهاني - بمرح: "أوه، الأمر بسيط. أنا معجبة بنفسي. هل هناك مشكلة؟ وأنا في شقتي، لذا يمكنني فعل ما أشاء."

بدرية - بحدة: "لا يليق بكِ، هيا عودي إلى الداخل واستري نفسك."

رفعت تهاني كتفيها بلا مبالاة. 

تهاني: "ألم تقولي إنني كبيرة وغير جذابة؟ إذن بالتأكيد لا حرج إذا رآني أحد بهذا الشكل!"

تلعثمت بدرية، محاولة إيجاد كلمات تجعل محمود يصدق ادعاءها بأن تهاني كبيرة في السن.

بدرية: "نعم، هذا صحيح، لكن لا يجوز وأنتِ متبرجة بزينة، تعلمين يا حجة، لم أضع أحمر شفاه منذ عشرين عاماً!"

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن