قاد محمود سيارته بصمت، وفكرت تهاني في أن تصالحه قبل وصولهما إلى المنزل، فحاولت التأثير عليه بنطق اسمه.
تهاني - بارتباك: "محمود؟!!"
ابتسم محمود لنفسه عندما رآها تحاول مصالحته بسحر اسمها.
محمود - (لنفسه): "هاهاها، جميل، تحاولين استخدام أول سلاح لديك، عادي يا حبيبتي، انطقي اسمي كما يحلو لك، ليس من الصعب علي الانتظار حتى نصل إلى المنزل!"
خافت تهاني من صمت محمود وفكرت في ما ينوي فعله، فقررت أن تتحدث عن نفسها وتشرح له أسباب خوفها من الزواج.
تهاني: "لو سمحت يا محمود، استمع إلي، أريد أن أتكلم!"محمود - باقتضاب: "عادي، تكلمي أو ارقصي، أنت حرة، لديكِ وقت حتى نصل إلى البيت!"
فكرت تهاني أن تمزح معه لتلطيف الأجواء بينهما وتغريه بفكرة الرقص.
تهاني: "الآن أريد أن أتكلم، وفي البيت سأرقص لك!"
محمود: "حتى لو رقصت لي بكل أنواع الرقصات في العالم، فلن ينقذك ذلك مما هو قادم!"
تهاني - باكية: "محمود، أرجوك، تفهمني، لا أعرف ما الذي أفعله. أعني أن الظروف التي مررت بها في الماضي أثرت عليّ بشكل كبير وعلى تصرفاتي. لم أعد أدري ما أريده. أعترف لك أنني فكرت، من خوفي، في الهروب منك، لكن في الوقت نفسه لم أكن أريدك أن تتركني لأني أحبك أكثر من أي شيء في الدنيا. حاول أن تفهم، أعصابي منهكة لدرجة أنني أخاف من أي لحظة وأي شيء، حتى صوت رنة الهاتف يسبب لي رعباً كبيراً، أخاف أن أسمع شيئاً يزعجني أو يدمرني، فأرجوك، سامحني وحاول أن تتحمل أخطائي ونحن في بداية حياتنا، وأعدك أنني سأستمع إليك وسأكون زوجة مخلصة، ولن أغضبك يوماً أبداً!"
صمت محمود وهو يستمع إلى كلام تهاني وابتسم في قلبه لأنه جعلها تتحدث عن نفسها ومخاوفها.
تهاني: "أريدك أن تقف بجانبي وتساعدني في استعادة ثقتي بنفسي وثقتي بالناس!"
محمود - مقاطعاً: "لا، لا أريدك أن تثقي بأحد غيري، لأنه لا أحد سيحبك مثلي، حتى أنتِ لن تقدرِ على حب تهاني كما أحبها أنا!"
تهاني: "يعني أنت لن تتأثر بكلام هناء. كنت أفهمتها سابقاً سبب خوفي، لكن لا أعرف لماذا أخبرتك بعد أن هدأتني. لا أريد أن أبتعد عنها. أنا أحبها كثيراً، أفضالها تغمرني، لكن لماذا اخبرتك في أول يوم من زواجنا؟!"
محمود: "هاهاها، أنا أعرف بكل ما قلته، وهناء هي التي وضحت لي وافقدتني عقلي من كثرة ما توصيني عليك أن أكون صبوراً معك وأتفهم نفسيتك وتعبك!"
تهاني - بفرحة: "يعني هناء لم تكن..!!"
محمود - مقاطعاً: "نهائياً، هناء تحبك كثيراً، لكن طبعاً ليس أكثر مني!"
تهاني: "يعني أطمئن أنك مسامحني؟!!"
محمود: "على ماذا أسامحك؟ على ظروفك الصعبة التي مررت بها؟ أنا أفهم كل ما تريدين قوله حتى قبل أن تتحدثي!"
تهاني - بضيق - : "إذن لماذا هددتني وخوفتني وأدخلتني من سيارتك وقلبي ميت من الرعب؟!!"
محمود: "هاهاها، حتى أمنع أي أحد يأتي معنا وأمنعك من الهروب مني في أول ليلة!"
صمتت تهاني والتفتت إلى الجانب الآخر. تضايقت لأنه سبب لها رعباً لا داعي له.
محمود: "توتي؟!!"
تهاني: "..."
محمود: "تهاني، أنا لا أريد حركات أطفال، وأرى أي غضب يدخل بيننا، أنا أقول لك من الآن!"تهاني: "لست غاضبة!!"
محمود: "حسناً، هيا!!"
تهاني - باستغراب - : "هيا ماذا؟!!"
محمود: "ألم تقولي إنك ستسمعين لكلامي، أم كان ذلك مجرد..!!"
تهاني - مقاطعة: "بالطبع سأسمع كلامك!!"محمود: "حسناً، سلميه لي بدون أي اعتراض!!"
تهاني - بدهشة: "ما الذي تريدني أن أسلمه؟!!"
محمود: "يدك أحتاجها ضروري!!"
تهاني - بخوف: "ماذا ستفعل بها؟ أرجوك لا تضربني، والله سأسمع كل كلامك ومن دون ضرب!!"
محمود: "هاهاها، أما بالنسبة للضرب، فأكيد أنك تحتاجينه، لكن الآن أحتاج يدك لتصبرني حتى نصل إلى بيتنا. لقد نطقت اسمي محمود في الشارع، وهذا خطأ كبير منك. في المرة القادمة عندما نكون خارج البيت، ناديني بأي شيء غير 'محمود'!!"أرتاحت تهاني لطيبة محمود وصبره معها.
تهاني - بابتسامة - : "أمرك، حبيبي!!"
سلمت تهاني يدها لمحمود، وظل يوزع قبلاته عليها طوال الطريق.
ابتسمت له تهاني بحب، واستمتعت بقبلاته الحارة.
ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romansaعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...