《الفصل الرابع والستون》

253 35 51
                                    

اشرقت الشمس على ذلك العالم من جديد بعد ان تلاشى كل ذلك الضباب الأسود من السماء و من الغابات ليعود العالم حياً من جديد..

بالرغم من ذلك لم يكن احد في اصدقائنا سعيداً، صحيح أن يوزان قد عاد من جديد لكن ذلك لن ينسيهم فقدانهم لصديقهم ليو، كل ما كانوا يفعلونه طيلة هذه الأيام كان لتفادي شيء كهذا، كان لتفادي تضحية ليو بنفسه في سبيل انقاذ الجميع، لكن كل تلك المجهودات باءت بالفشل، والآن هم يجلسون في تلك الغرفة صامتين لا يتحدث احدهم..

جميعهم كانوا جالسين والهدوء يخيم عليهم، خصوصاً سكاي التي جفت دموعها على وجهها، واصبحت نظرتها فارغة تعكس الفراغ الذي داخلها بعد فقدانها لليو، عائلتها الوحيدة.. 

كان ليون يحاول جذب انتباهها لكنها لم تلتفت له حتى، بدت وكأنها بعالم آخر، حالتها النفسية لم تسمح لشخص بالحديث معها، لذلك قام لوكاس بإبعاد ليون عن سكاي فقط حتى تستقر حالتها..

الكساندر لم يكن قد استيقظ بعد، لأن طاقته كانت مُستهلكة تماماً، ليونيد كان يستخدمه كمصدر طاقة لقواه، لذلك فالتعافي لن يكون بهذه السهولة والسرعة.

في تلك الأثناء وبينما هم يجلسون داخل تلك الغرفة قام زيوس بأمر جنوده ليحملوا جسد ليونيد لمكان آمن، وقام باستدعاء كل من مِيّا، أكيرا، باتريك ويوزان.

وضعه زيوس على طاولة نظيفة واستخدم قواه الجليدية لتجميد ذلك الدم وما حول الجرح ليتوقف عن النزيف..، بعد فترة بسيطة دخل عليه الأربعة اللذين استدعاهم.

باتريك: مالأمر؟ مصاب آخر؟

زيوس: في الواقع اجل..

ابتعد زيوس قليلاً فرأى الجميع وجه ليونيد الموشك على الموت.

رفع باتريك حاجبيه باستنكار وقال: تريد منّا انقاذه!! على جثتي!!

أكيرا: هل نسيت مالذي فعله؟ لقد خسرنا ليو بسببه!! خسرنا الكثير و سنستمر بالخسارة ان انقذناه!!

مِيّا: زيوس.. هذا الشخص خطر جداً! ما أدراك أنه لن يؤذينا مجدداً ان انقذناه!!

زيوس: تمهلوا!! نواته متضررة بشكل كبير ولا اعتقد انه قد يملك أي قوة ليصنع نواة اخرى من جديد!!

يوزان: ومالذي يجعلك تعتقد اننا سنوافق على إنقاذه؟ هل تستطيع ضمان سلامة عالمنا وعالم البشر إن عاد للحياة؟

تنهد زيوس ورد عليهم بشيء من الهدوء قائلاً: اعلم ان لا شيء سيضمن لنا ان نكون آمنين ان بقي حياً، لكن تذكروا انه قد عانى بحياته اكثر مما نظن جميعاً، انتشال النواة من داخل جسده في عمر صغير سبب كافي لجعله يصبح مجنوناً بهذه الطريقة لزيادة قوته، لكن ربما يكون هناك طريقة لإعادته لطبيعته..

أكيرا: لا اظنه يحتفظ بشيء من انسانيته ليبقى حياً...، قد يبقى مجرد وحش بدون مشاعر.. ويحمل الكراهية والحقد فقط مثل تلك الوحوش السوداء التي واجهناها بالغابة..

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن