«الفصل الأول»

1.9K 140 81
                                    

نيويورك ، الأحد 8:00 صباحاً.

المطر الغزير لم يتوقف منذ ليلة البارحة، درجات الحرارة منخفضة جداً و بطل قصتنا ليو لا يزال ملتحفا بغطاءه الدافئ فوق سريره نائما بهدوء بعد ليلة عصيبة.

اغمض عينيه بقوة وغطى وجهه بالغطاء لينقلب على جنبه الآخر حينما سمع صوت رنين هاتفه المزعج، لكنه سرعان ما نهض من جديد لينظر لاسم المتصل و حينما قرأ اسم "سكاي" على شاشة هاتفه رد من فوره.

قال ليو بصوته النعس: ماذا هناك يا سكاي؟ انه يوم عطلتي الوحيد اريد ان انام ..

سكاي: انا اعلم ذلك و انا اسفة حقاً ، لكن المدير يريدك حالا.

ليو: ماذا يريد مني؟! سلمته كل التقارير المطلوبة وانجزت كل اعمالي على اكمل وجه ! ماذا يريد اكثر من هذا !

سكاي: لو كنت اعلم ماذا يريد لفعلته له من غير ان اتصل بك، انا آسفة حقا لكن يجب عليك المجيء حالاً انه يهدد بفصلك من العمل.

تنهد ليو بانزعاج شديد فهو يعلم ماذا يريد المدير، انه غاضب مجدداً ويريد تفريغ غضبه على أحد ما، و من أفضل شخص ليفرغ غضبه عليه؟ المسكين ليو ..

لأنه اصغر الموظفين ولأنه أقلهم خبرة والوحيد الذي استخدم الواسطة ليعمل في هذه المجلة ، لذلك فالمدير دائماً يفرغ غضبه عليه ويحمله مسؤوليات قرارات هو لم يتخذها، لكن ليو لا يستطيع قول شيء ، كل ما يستطيعه هو الصمت والتحمل ، فهو يعلم جيداً أنه لو فتح فمه بكلمة اعتراض واحدة فسيطرد من عمله وهذا آخر ما يريده، فهو لن يستطيع تسديد كل ديون والده إن اصبح عاطلاً خصوصاً بعد أن هرب والده و تركه وحيداً.

نهض ليو من فوق سريره الدافئ ليجهز نفسه و يتجه نحو مقر المجلة مسرعاً.

وصل للمقر في عشر دقائق ثم دخل المكتب بسرعة وهو يلهث لأنه كان يركض، التفت المدير الذي كان واقفا في منتصف الغرفة ينتقد كل شيء تقع عليه عيناه.

ليو: آسف لتأخري سيدي ...

المدير: آسف ؟ اين اضع كلمة آسف هذه؟ ألا تعرف أن الجميع ينتظر عملك ليستطيعوا اكمال اعمالهم ؟ لما تتأخر بإرساله إليهم؟

ليو: لكني لم اتأخر! ارسلت إليهم الصور التي يحتاجونها ليكملوا عملهم.

المدير: مادلين! آرثر! و فريق عملهما قالو انك لم ترسل إليهم أي شيء حتى الآن !! أليس هذا صحيحاً مادلين؟

نهضت فتاة شقراء عن مكتبها لتقول وهي تنظر لليو بابتسامة: اجل سيدي، لم يرسلها حتى الآن.

ليو: تفقدي بريدك الالكتروني، لقد ارسلته انا متأكد.

مادلين: تفقدته مرتين ولم يصلني شيء.

المدير: نحن لسنا هنا لنلعب ليو! قالت لك لم يصلها شيء فلتعد ارساله مجددا و لننهي هذا النقاش.

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن