«الفصل الاربعون»

375 47 34
                                    

رغم أنه وضح النهار الآن إلا أن الجو كان غائماً جداً ومظلم بشكل غريب، الشق الأحمر في منتصف السماء كان واضحاً للكل والناس في الشارع توقفت لتنظر إليه باستغراب.

ومن بينهم كان ألكساندر ولوكاس اللذين وقفا بجانب سيارتهما يحدقان بذلك الشق الغريب لفترة من الزمن إلى أن نطق ألكساندر بخوف: لست مرتاحاً لهذا، ماذا عنك؟!

كان لوكاس لا يزال يحدق بذلك الشق الغريب وعلى وجهه نظرة استغراب، وكأنه يتذكر شيئاً ما فقال بشيء من القلق: أظنني رأيته في مكان ما، لكني لا أعلم أين..

ألكساندر: هل تظن أن له علاقة بما يحدث معنا؟!

لوكاس: ربما، لست أدري.. لكن لنعد بسرعة إليهم، أنا لم أخبر أمي حتى أننا قد خرجنا من المنزل.

قال جملته الأخيرة وهو يصعد السيارة فصعد ألكساندر بسرعة معه وانطلقا عائدين للمنزل.

••••••••••••••

في المنزل كانت لانا قد جلست فوق سريرها لا تزال تحاول الاعتياد على استرجاع بصرها المفاجئ، جيمي بجانبها يحتضنها بينما كل من ماكس وماثيو أمامها.

ماثيو: لانا، ليس هناك داعي لكل هذا الخوف، نحن لن نؤذيك!

كانت لانا مغمضة عينيها بخوف وتقول: إنه مشع جداً، هناك الكثير من الضوء والألوان! لم أتوقع أن الحياة هكذا.. انه ..انه مخيف...

نظر ماثيو إلى ماكس بحيرة ليقول: ماذا سنفعل الآن؟ انها لا تريد فتح عينيها أبداً!!

عض ماكس شفته السفلى وهو يفكر ثم قال: اوه.. خطرت ببالي فكرة!

نهض من فوق السرير مسرعاً نحو الخارج فقال ماثيو: إلى أين أنت ذاهب؟!

لم تمر عدة دقائق حتى عاد ماكس ومعه عدة دفاتر صغيرة، جلس على السرير مجدداً ليقول: لانا!! اخبرتني من قبل أنك حزينة لأنه لا يمكنك رؤية رسوماتي، صحيح؟؟

هزّت لانا رأسها بالإيجاب وقالت: اجل..

امسك ماكس بيد لانا و وضع احد الدفاتر الصغيرة بين يديها ليقول: يمكنك الآن النظر إليها، هذا الدفتر الصغير مليء برسومات كثيرة لكم.

لانا بشيء من التفاجؤ: لنا!! أنا أيضاً؟!

ماكس ابتسم: اجل، انت أيضاً، وماثيو وجيمي ولوكاس وألكساندر! جميعنا هنا.

فتحت لانا عينيها ببطء لتنظر للدفتر الأسود الصغير بين يديها، امسك به بيديها الاثنتين وفتحته لترى اول رسمة وتقول: من هذه؟!

ضحك ماكس ليقول: هذه انت!!

اتسعت عينا لانا لتنظر لماكس وتقول بصدمة: أنا ابدو هكذا!!

ابتسم ماكس على ردة فعلها وقال: بالتأكيد!! هذه انت من ستكون غيرك؟!

ابتسمت لانا وهي تمرر أصابعها الصغيرة على الرسمة لتقول: اخي ماكس.. أنت موهوب جداً..

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن