«الفصل الحادي والاربعون»

353 41 33
                                    

كان جسد ليو في منتصف تلك الدائرة لا يتحرك، دماؤه قد رسمت دائرة كبيرة حوله وعليها رموز غريبة، وفوق كل ذلك كان المكان تحت اقدامهم يهتز.

لم يكن اهتزازاً قوياً لكن لا يزال الأمر مخيفاً وقد يهدد حياتهم ان انهار هذا المنزل القديم فوق رؤوسهم.

ركضت سكاي من فورها لليو لكنها لم تستطع لمسه فقد كان هناك شيء ما كالحاجز الشفاف حول ليو، يمنع أي احد من الاقتراب منه.

ماكس كان على الأرض يصرخ من الألم بسبب محاولة سليل العنقاء لقطع يده اليمنى، ركض أكيرا ومن فوره قام بربط يد ماكس بقوة حتى يوقف نزيفه الحاد بينما كان ماثيو يحاول تهدئة شقيقه.

نظر أكيرا للجرح بشكل أوضح ثم ارتسمت ملامح القلق على وجهه ونظر لباتريك الذي شاركه نفس النظرة، هذه يد ماكس اليمنى، الجرح عميق جداً وقد وصل للعظم، قد يفقد يده إن لم يستطيعوا إيقاف النزيف، وربما لن يستطيع الرسم من جديد بسبب هذا الجرح.

وضع أكيرا يده على جرح ماكس ليضغط عليه من جديد وهو يعض على شفته السفلى..

ماثيو: أكيرا افعل شيئاً أرجوك!!

نظر أكيرا لوجه ماثيو ليرى الدموع تتناثر من عينيه خوفاً على ماكس ثم نظر لماكس ليجده شاحب الوجه بسبب فقدانه للكثير من الدم، هناك حل واحد فقط وأكيرا يعرفه، لكنه في تلك الحالة سينقل السمّ إلى جسد ماكس، وهذا سيكون صعب العلاج!

ضم أكيرا شفتيه قائلاً: لن استخدمها، قد يسوء وضع ماكس أكثر، أين ميّا؟!

بينما يبحث عنها أكيرا وباتريك بنظرهما وقع نظرهما على يوزان، يوزان كان خلف نيرو يضغط على عنقه بيده الآلية لدرجة أنه رفعه عن الأرض قليلاً، سليل العنقاء كان واقفاً أمام يوزان يحدق به بنظرات قاتلة، وكذلك فعل يوزان.

ضغط يوزان على عنق نيرو اكثر وقال: ألا يهمك؟ هل أقتله؟؟

لم يبدي سليل العنقاء أي ردّ فعل فقال يوزان: اذا هو حقاً لا يهمك، ممتاز اذا لا بأس إن قتلته..

رفع يوزان يده السليمة وأخرج سكيناً من يده الآلية ليضعه عند عنق نيرو مسبباً جرحاً صغيراً، ولكن ذلك لم يهزّ أي شعرة من سليل العنقاء بل بقي واقفاً في مكانه لا يتحرك، لا يزال يرمق يوزان بتلك النظرة القاتلة.

رفع يوزان حاجبه مستغرباً: مالذي دفعك للتخلي عنه هكذا، هذا لم يكن رأيك في آخر مرة التقينا!

اتسعت عينا نيرو باستغراب فهو لا يدري عمّا يتحدث يوزان، ما يعرفه نيرو أن سليل العنقاء قد كلفه بمهمة قتل يوزان لأنه عرف بخطتهم، لكن هل كان هناك لقاء من قبل بين يوزان وسليل العنقاء؟!

حاول نيرو النطق رغم اختناقه ليسأل: مالذي تتحدث عنه؟!

نظر يوزان لنيرو الذي بين يديه بتهديد ليهمس: ابقي فمك مغلقاً إن كنت لا تريد أن تموت.

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن