«الفصل الثامن والثلاثون»

380 44 21
                                    

في تلك الغابة الكثيفة التي خلف المنزل كان هناك جسد صغير يتجول بين الأشجار بغير هدى.
عيناه لاتزالان على حالهما، سوداوان بدون أي لمعان فيهما، كان يمشي وكأنه دمية تم التحكم فيها، مشى لعدة دقائق أخرى حتى وقف أمام شجرة ضخمة، بدت غريبة عن بقية الأشجار لأنها كانت كبيرة جداً وفوق ذلك كانت زهور الشجرة تلمع ضوءاً ساطعاً.
الغريب في الأمر انهم في منتصف الشتاء الآن، مالذي يجعل هذه الشجرة تزهر في فصل الشتاء؟

توقف الصغير ذو الشعر الأحمر أمام تلك الشجرة ليظهر من خلف الشجرة شخص يرتدي عباءة سوداء.

اقترب ذلك الشخص من ليون وأنزل الغطاء عن رأسه ليكشف عن شعره الفضي وبشرته البيضاء الشاحبة كالثلج وعيناه اللتان تشبهان أحجار الفضة.

انخفض لمستوى ليون وأمسك بوجهه بين يديه ليهمس: أنا آسف لاستغلالك بهذه الطريقة، لكن لا حل آخر لدي..

أخرج من جيبه شريحة صغيرة وقام بإدخالها في رأس ليون من الخلف، رغم أن يد الشاب قد تلوثت بدماء ليون إلا أن ليون لم يبدو عليه الألم، وجهه لم يحمل أي ملامح، فقط بقي ينظر للأرض بتلك العيون السوداء الغريبة.

بعد أن انتهى الشاب أبعد يده وظهر الحزن على وجهه وهو ينظر لحال ليون الصغير وهو يقف أمامه بدون حراك، فلمس وجنة ليون بيده النظيفة وقال: صدقني هذا لمصلحتك...

لم يصدر ليون أي رد فعل لكن الشاب قد التفت للخلف حينما سمع صوت رجل ما يتحدث معه قائلاً: نيرو...

نهض نيرو عن الأرض ونظر لذلك الشخص الأسمر ذو الشعر الأحمر الطويل، كانت على وجهه علامات التقدم بالسن لكنه لم يكن عجوزاً.

وجهه نسخة طبق الأصل عن وجه بطل قصتنا ليو، لكن الاختلاف الوحيد كان الندبة التي على عين ليو لم تكن موجودة على وجه هذا الرجل.

ضمّ نيرو شفتيه ثم أجابه: نعم...

نظر الرجل ذو الشعر الأحمر لليون وقال: هل أنهيت عملك معه؟

نيرو: أجل فعلت..، لكن لم تخبرني.. كيف استطعت جلبه إلى هنا؟

سكت الرجل لفترة قبل أن يقول: استخدمت عليه تعويذة.

نيرو: تعويذة؟ هل هناك تعويذة قوية كهذه؟

الرجل: أجل يوجد...

نيرو: ألن يعرفوا بأن هناك تعويذة عليه؟ سولي وميّا كانوا معه!

الرجل: لا بأس، حتى لو عرفوا لن يمكنهم إبطالها..

سكت نيرو ثم قال: ماذا الآن؟.. مالذي سنفعله بعد هذا؟

الرجل: سأتركه يعود للمنزل، وبعد ذلك سنراقب وننتظر ما يحدث، بناءاً على تحركاتهم التالية سنقوم نحن بحركتنا.

اكتفى نيرو بهزّ رأسه موافقاً لما قاله ذلك الرجل، لكن الرجل لم يعجبه صمت نيرو المريب فسأل: أنت قتلت يوزان، صحيح؟

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن