«الفصل التاسع والعشرون»

490 56 15
                                    

طول الطريق كان ليو شارد الذهن، سكاي تعرف أنه لايزال مصدوماً من معرفته للحقيقة، الحقيقة التي لم يعرفها والده حتى، لكن كان على هذا اليوم أن يأتي، كان يجب أن يعرف هذه الحقيقة يوماً ما.

وصلوا لشقة ليو فقالت سكاي: لقد وصلنا..

ليو بشرود: آه.. اجل.. شكراً لك سكاي..

فتح ليو الباب ونزل، فقام الطفل الصغير بالنزول خلفه بعد أن شكر سكاي، لم تجد سكاي طريقة لتهدئة قلقها إلا بالمبيت مع ليو فنزلت هي الأخرى لتقول: أنا متعبة ولن أقود لشقتي، أتمانع إن قضيت الليلة معك يا ليو؟

لم يرد ليو عليها بل باله كان شارداً، وكأنه ليس في هذا العالم، معه حق، فما سمعه اليوم كفيل بجعل أي شخص يُجن.

سحب الصغير بنطال ليو بقلق وقال: ليو.. أنت بخير؟!

انتبه ليو له وقال: آه..اجل.. بخير..

سكاي: بدوت شارد الذهن جدا، لذلك هو قلق عليك..

امسك ليو بيد الصغير وابتسم له ليقول: هيا لندخل من هذا البرد..

ابتسم له الصغير ودخلا سوياً وسكاي خلفهما.

فتح ليو باب شقته ثم دخل ورمى نفسه على الأريكة بإنهاك، اقتربت سكاي منه لتقول: مالذي يجعلك منهكاً هكذا!! تبدو وكأنك حطمت جبلاً كاملاً بيديك.

سكت ليو ولم يتكلم، فقالت سكاي: اسمع.. اعلم انك مصدوم من ما سمعته قبل قليل، لكن لا أحد فينا سينظر إليك باختلاف، انت ليو! وهذا لن يغيره شيء!!

نطق ليو أخيراً ورد عليها قائلاً: لا أريد الحديث في الأمر يا سكاي..

تنهدت سكاي بتعب وقالت: ليو.. عليك أن تتحدث، لا يمكنك كتمان ذلك في قلبك للأبد!

نهض ليو ليجلس على الأريكة وينظر إلى سكاي قائلاً: سكاي.. اخبرتك اني لا اريد التحدث بالأمر!

سكاي: ولكن.... ليو!!

صرخ ليو بقوة: هذا يكفي!!!

تراجع الصغير للخلف خوفاً من صراخ ليو المفاجئ لكن ليو أكمل قائلاً: احتاج وقتاً لاستوعب أني لم أولد بشري طبيعي! أنا مجرد نسخة عن شخص آخر..

سكاي: هذا ليس صح....

قاطعها ليو: بلى صحيح، و أنت بنفسك قلت ذلك، ولديك الأدلة التي تثبت أني مجرد نسخة تم صنعها في مختبر ما..

رفعت سكاي صوتها عليه قائلة: ليو!! لا تقل هذا امامه..

استوعب ليو ما يقوله، فالصغير نفس حالته، كلاهما مستنسخان.

سكت ليو ونظر نحو الصغير الذي كان خائفاً من صراخهما ليقول بشيء من الهدوء: سأذهب للنوم..

ذهب ليو من فوره لغرفته فبقي الصغير مع سكاي لوحدهما.

اقتربت سكاي من الصغير لتقول: لا بأس يا صغيري.. كل شيء سيكون بخير..

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن