«الفصل الحادي والثلاثون»

461 51 15
                                    

الساعة الخامسة فجراً وكان كل من أكيرا ولوكاس وباتريك في أحد غرف المستشفيات بعد أن أقلهم ألكساندر بسيارته.

باتريك لم يستعد وعيه بعد، كان مستلقياً على السرير وموصل به عدد من المحاليل.

أكيرا قد خلد للنوم رغماً عنه بسبب إرهاقه، ولأنه فقد الكثير من الدماء تلك الليلة فقد اضطر لنقل الدم، لذلك كان هناك كيس دم موصل بذراعه.

بينما لوكاس اصاباته كانت بسيطة، لكن ألكساندر أصر على بقاءه في المستشفى لإكمال جميع فحوصاته والتأكد مئة بالمئة من سلامته.

دخل ألكساندر وأغلق الباب خلفه بهدوء حتى لا يوقظ أكيرا أو باتريك، اقترب من لوكاس وجلس على جانب السرير ليسأله: هل تشعر بتحسن؟!

لوكاس: أنا بخير، غير كسر الرسغ لاشيء آخر يؤلمني.

ضمّ ألكساندر شفتيه ببعضهما ثم قال: أنت وعدتني أنك لن تخفي عني شيئاً، صحيح؟

لوكاس: أجل فعلت، لكن لم يكن هذا ما نريد فعله صدقني يا ألكساندر، الخطة كانت أن نربك جوزيف ونجعله يلاحقني من جديد حتى نجد ثغرة نستطيع هزمه بها، الخطأ خطأي.. الخطة كانت محكمة لكني تصرفت بغباء وأوقعت أكيرا وباتريك معي في هذا.

تنهد ألكساندر ثم قال: المهم أنكم بخير، ولا تكررها مجدداً.

هزّ لوكاس رأسه بالإيجاب فابتسم ألكساندر وقال: سأتركك لترتاح وأعود للمنزل، على شخص ما البقاء مع أولائك المشاكسين.

ابتسم لوكاس له، ونهض ألكساندر ليمسك بمقبض الباب لكن لوكاس قال: بالمناسبة، أريد الحديث معك في شيء ما..

ألكساندر باهتمام: ما هو؟؟

لوكاس: كان مع جوزيف امرأة ما، وقد قال انها والدتنا..

شعر ألكساندر بقشعريرة تسري في جسده فاقترب منه ليقول: هل... هل كلامه صحيح؟

لوكاس: لا اعلم، لست أدري من تكون، ربما هو كان يكذب عليّ...

ألكساندر: إن كانت هيّ والدتنا حقاً، أليس من المفترض أن نبعدها عن جوزيف؟

لوكاس: ماذا تقصد؟!

ألكساندر: أتذكر أن غاريكي قال لي أنها السبب في جنون جوزيف بهذا المشروع، هل تظن أنها متواطئة معه أم أنها مجرد ضحية؟

لوكاس: لا اعتقد أنها متواطئة معه، حينما رأيتها كانت بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها.

ألكساندر: ولكننا لا نعرف حتى الآن إن كانت هي والدتنا الحقيقية أم لا، لنركز الآن على شيء واحد فقط، ألا وهو القضاء على جوزيف.

هزّ لوكاس رأسه موافقاً واكمل: لا نحتاج لأن تتشتت أذهاننا في هذه الاوقات.

خرج ألكساندر تاركاً لوكاس وأكيرا وباتريك في المستشفى وعاد للمنزل، كانت الساعة حينها التاسعة صباحاً.

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن