المكان حوله كان مظلماً وهادئ بشكل مخيف بينما هو مستلقي على الأرض المتسخة بجسده المنهك.
كان ليو واعياً نوعاً ما، لكن جسده كان ثقيلاً جداً ولم يستطع تحريكه إلا بعد جهد كبير، فتح جفنيه ببطء لينظر حوله، هو لا يتذكر مالذي حدث هنا، أو مالذي جرى له، آخر ما يذكره هو ذلك الشق الأحمر الضخم الذي رآه في السماء، و من بعدها اعترى جسده ألم فظيع وبقي يتزايد حتى سقط فاقداً لوعيه، ومن ثم وجد نفسه هنا..
رأى ليو نفسه متواجداً في غابة يابسة مظلمة يراها لأول مرة في حياته، تلفت حوله محاولاً استيعاب مكان تواجده لكنه لم يستطع، لم يعرف ما هذا المكان أو أين هو بالتحديد.
رفع جسده ليقف بصعوبة وينادي بأعلى صوته:سكاي!!!! ليون!!! أين أنتما؟!
لم يسمع أي رد مما جعله يخاف أكثر، ضمّ جسده بيديه وهمس لنفسه بخوف: :ربما هذا حلم، اجل.. انه حلم...
أغمض ليو عينيه ثانية ليقول: سأستيقظ قريباً، هذا مجرد كابوس، أجل.. فقط كابوس مخيف..
لم يجرؤ ليو على فتح عينيه خصوصاً حينما بدأ يسمع أصوات صرخات عالية بدت وكأنها لشخص يتم تعذيبه،.. لا.. لم يكن شخصاً واحداُ، الصرخات كانت عالية ولأكثر من شخص..
فتح ليو عينيه ليتلفت حوله لكنه لم يرى شيئاُ بجانبه، و فوق ذلك لم يستطع تحديد مصدر الصوت ليركض بالاتجاه المعاكس لينجو بنفسه.
بدأ ليو يذعر ويصاب بالهلع مما جعله يركض في اتجاهات عشوائية محاولاً الهرب من تلك الأصوات.
تعثر ليو بشيء ما وسقط على الأرض مما تسبب بلوي كاحله، رفع ليو وجهه عن الأرض وكان أول ما رآه هو جمجمة بشرية أمام عينيه، لا يفصلهما سوى بضع إنشات.
اتسعت عينا ليو بخوف وتراجع للخلف وهو يلقي نظرة على ما حول الجمجمة ليكتشف أنها هياكل لأطراف بشرية.
ليو بذعر يحاول تهدئة نفسه: هذا كابوس.. مجرد كابوس..
عاد صوت الصرخات من جديد ليعلو داخل أذني ليو، وضع ليو يديه على أذنيه ليمنع نفسه من سماع ذلك الصوت لكن الصوت فقط اصبح أعلى، وأعلى وأعلى لدرجة أن ليو لم يعد يحتمله.
انزلقت دموعه على خديه وهو يهمس: سكاي أيقظيني من هذا الحلم!! أي احد ارجوكم فليوقف هذا الصوت...
بدأ بالبكاء بصوت منخفض وهو يهمس: أبي! أين أنت! لما ذهبت وتركتني!!!
ارتجف جسد ليو بالكامل حينما شعر بيد على كتفه، حاول ابعادها لكنه لم يستطع لمسها، ليس ذلك وحسب، بل هو لم يكن يرى أي شيء على كتفه، لكن احساس تلك اليد الباردة موجود..
تراجع ليو للخلف بسرعة وحاول النهوض من جديد ليهرب لكن كاحله لم يسمح له بالحركة، فقام بالزحف مبتعداً حتى اصطدم ظهره بشجرة ضخمة، حينها سمع صوتاُ آخر من بين الضحكات يتكلم قائلاً: هل تظن أنك تستطيع الخروج من هنا! لايمكنك ذلك.. فقط استسلم.. استسلم لنا..
أنت تقرأ
« سليل العنقاء »
Fantasyاحداث غريبة ومخيفة تحدث لبطل قصتنا ليو بعد ٣ سنوات من هروب والده من المنزل تاركاً إياه وحيداً. عصابات تلاحقه ، كوابيس مخيفة، سحر قديم و كتب غريبة وشخصيات جديدة يقابلها لأول مرة يقلبون حياته رأساً على عقب.. "Son of Phoenix" ...