« سليل العنقاء »

«الفصل الخامس»

كان ليو مستلقياً على سريره بملابس الأمس المتسخة الملطخة بالدماء، من يراه يعتقد انه ميت وليس نائما..

استيقظ حينما ضربت اشعة الشمس وجهه فنهض بصعوبة وكأن جسده يزن أطناناً، فتح هاتفه ليجد عدة اتصالات من سكاي وبالأخير رسالة منها تخبره أن المدير قد اعطاه اليوم إجازة.

همس لنفسه وهو يستلقي مجدداً: الحياة تبتسم لي لأول مرة...

نهض ثانية ودخل الحمام ليستحم بمياه دافئة تعيد الراحة لعضلاته، خرج من تحت الماء ليلف جسده بالمنشفة و يأخذ أخرى ليقف أمام المرآة ويجفف وجهه..

وقف أمام المرآة ليمسك أحدى خصلات شعره ويقول: هذا سيء ، لقد بدأ اللون يختفي.. علي صبغه مجدداً...

أخذ مجفف الشعر ليبدأ بتجفيف شعره لكنه توقف حالما رأى نفسه في المرآة،  وضع يده على وجهه ليحدق بوجهه أكثر مصدوماً..

عينه اليمنى لونها متغير من غير أي سبب! صحيح أنه لا ينظر لنفسه كثيراً في المرآة و قد زار الطبيب عدة مرات بعد تلقيه تلك الاصابة و أكد له الطبيب أنها بخير لكنه متأكد أن لون عينه متغير..

ليو برعب: ماهذا!!.....

اغمض عينيه وفتحهما عدة مرات واقترب اكثر من المرآة ليتأكد من لونهما، همس لنفسه: ربما علي الذهاب للطبيب..

انهى تجهيز نفسه وخرج من شقته متجهاً نحو المستشفى، المستشفى كان قريباً فقرر المشي بدلاً من أن يستقل سيارة، لكنه لا يشعر بالارتياح..

في أي زاوية ينظر إليها كانت هناك كائنات غريبة يراها، لايعلم هل هي وحوش أم أرواح شريرة لكن شكلها كان غريباً جدا، تشبه الحيوانات لكنها ليست حيوانات، وكلها كانت تنظر إليه و أحياناً تقترب منه.

نظر ليو للأرض وهو يمشي ليهمس: هم لم يعودوا إلي! أنا لا أراهم، هم ليسوا حقيقة انهم مجرد هلوسات.. أجل أنا متعب فقط..

اصطدم ليو بظهر أحدهم فتراجع للخلف معتذراً، لكنه رفع عينه على الشخص الذي اصطدم به ليجد أن هناك قطة غريبة تجلس على كتف ذلك الرجل، لها أربع عيون.

شعر ليو بالخوف منها فابتعد قليلاً، يبدو أن ذلك الرجل لا يشعر بها ولا يرى تلك القطة التي تجلس على كتفه، ابتعدت عنه لتقفز فوق رؤوس الناس حتى وصلت للشارع المقابل وحدقت بليو مطولاً ثم دخلت لزقاق مظلم.

ليو لايزال يحاول إقناع نفسه: انا فقط أهلوس.. أنا متعب فقط..

وصل للمستشفى ولحسن حظه لم يكن هناك أي كائنات غريبة، كان المكان هادئاً ومسالماً..

دخل ليو على الطبيب حينما جاء دوره ليبدأ الطبيب بالكشف على عينيه.

ليو: هل هناك شيء خاطئ أيها الطبيب؟