《الفصل الثالث والأربعون》

360 46 75
                                    

في ذلك المكان المظلم والبارد كان جسد ليو معلقاً بشجرة ضخمة يابسة، بدا وكأن الشجرة كانت تبتلع جسده، جذوعها الضخمة كانت تقيد ساقيه وذراعيه و تلتف حول خصره وصدره مثبتتة جسده بإحكام.

فتح ليو عينيه ببطء ونظر حوله بهدوء ليرى أنه لا يزال في نفس الغابة اليابسة المخيفة، ابتلع ريقه ليبلل حلقه الجاف وحاول النهوض لكن جسده لا يتحرك.

نظر لذراعيه وساقيه ليجدهما عالقتين داخل جذوع الشجرة الضخمة، حاول بقوة أن يتحرر لكنه لم يستطع، بل شعر بجذوع الشجرة تتحرك لتضغط على جسده أكثر من قبل حتى آلمته عظامه.

فتح عينيه ونظر حوله من جديد محاولاً إيجاد طريقة للهرب، لكن عيناه توسعت فجأة حينما رأى جسداُ آخر معلقاً على الشجرة التي أمامه، كانت الشجرة بعيدة قليلاً عنه لكنه لم يخطئ بتخمينه، هو بالتأكيد يستطيع التعرف على صاحبة ذلك الشعر الأحمر المائل للوردي، انها سكاي!! من المستحيل أن لا يتعرف ليو عليها!!

صرخ ليو: سكاي!! سكاي.. هل أنت بخير؟!! ردي علي أرجوكِ!

لم تتحرك سكاي ومن الواضح أنها غائبة عن الوعي، لم يعرف ليو ما يفعل فحاول أن يحرر جسده من جديد بقوة أكبر لكن لا فائدة، جذوع هذه الشجرة قوية جداً.

سمع ليو صوت تلك الضحكات مجدداً فبدأ يتلفت حوله محاولاً تحديد مصدرها لكنه لم يستطع، صوت الضحكات بدا وكأنه داخل رأسه، ولا يصدر من مكان ما.

صرخ ليو: مالذي تريده منّا!! اتركها تذهب...

توقف صوت الضحكات وبدأ شخص ما يتحدث: تريد مني تركها تذهب؟ لكن لا يمكنني ذلك....

بدا الصوت غريباً ليس وكأن شخصاً واحداً يتكلم بل عدة اشخاص سوياً يتكلمون معاُ، صرخ ليو ثانية: اتركها تذهب وسأفعل لك ما تريد، أي شيء تريده!!

سكت الصوت قليلاً ثم عاد ليتكلم من جديد قائلاُ: لكن حتى لو تركتها الآن فلا فائدة، هي ليست حية بعد الآن.

اتسعت عينا ليو بصدمة ليقول بصوت متقطع: م..مالذي تعنيه!!

الصوت: انها ميتة بالفعل، مثلها مثل بقية الجثث المتواجدة في هذا المكان، و مثلما ستصبح انت بعد قليل..

ليو صرخ بصدمة ورعب: أنت تكذب!!! لا يمكنني خسارة سكاي هنا!! أنت تكذب! هي لم تمت..

الصوت: تظن أنها هي الوحيدة الميتة؟ انظر حولك بتمعن، جميع اصدقائك هنا، وجميعهم ميتون..

لم يستطع ليو فتح فمه حينما ركز نظره على عدة أشجار أخرى  ولمح فيها أجساد أصدقائه، لوكاس وأكيرا وألكساندر... جيمي ولانا وليون.. ماكس وماثيو.. إيفلين ويوزان.. ميّا وسولي.... جميعهم كانو معلقين بتلك الأشجار اليابسة، وجوههم شاحبة وأجسادهم نحيلة، لا أحد فيهم واعي بما يجري حوله.

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن