« سليل العنقاء »

《الفصل الثالث والخمسون》

في مغارة مظلمة وباردة كان صديقنا ذو الشعر الأحمر يتجول داخلها.
رغم برودتها وظلامها لكن كانت هناك شعلات صغيرة على الأرض تنير طريقه ليمشي فيه، ورغم أن ضوءها لم يكن بالشيء القوي ليضيء المغارة كلها، لكنه كان كافياً ليستطيع ليو ملاحظة تلك الرسومات على جدران المغارة.

ويبدو أن تلك الرسومات تحكي قصة العنقاء وكيف تم اقتلاع عينيها وانه من الضروري التضحية بسليل العنقاء كل خمسمئة عام.

سمع ليو صوتاً صغيراً يقول: المكان هنا مخيف..

التفت بابتسامة دافئة على وجهه لينظر لنسخته الصغيرة، ليون، شدّ على يده وقال: لا بأس، أنت معي.. لن يصيبك أي مكروه.

ابتسم له ليون ورفع يده الثانية ليمسك بيد ليو ثم قال: ألم نصل بعد؟ نحن نمشي منذ وقت طويل.

ليو: بقي القليل فقط، أعدك لن نطيل بقائنا هنا.. لكن...

توقف ليو عن المشي وركع على ركبة واحدة أمام ليون ليضع يديه على كتفي الصغير ويقول: أخبرتك من قبل، لكني سأخبرك مجدداً، على هذا أن يبقى سراً بيننا، لا يمكن لأحد أن يعرفه، حتى سكاي.. لا تخبر أحداً عمّا فعلناه هنا أو عن الخطة التي اخبرتك بها.

ضمّ ليون شفتيه وقال: لكني لا أحب هذه الخطة.

ليو: أنت قلت أني كنت اختفي عنك كثيراً ولم اخبرك بالسبب، صحيح؟

أومأ ليون فأكمل ليو كلامه قائلاً: أنا الآن اخبرك حتى لا تغضب مني، سأضطر للاختفاء لبعض الوقت وهذا لإنقاذ الجميع، لا أريد لأصدقائي أن يتأذوا أكثر من ذلك، أريدهم أن يعودوا لحياتهم السابقة الهادئة..

ليون: لكنك لن تكون معنا في ذلك الوقت..

ليو: انها فترة بسيطة فقط، لن ابقى بعيداً عنك لفترة طويلة.

انزل ليون رأسه للأسفل ثم قال: إن كان الأمر سينهي كل هذه المشاكل و سنعود لمنزلنا بأمان فأنا موافق.

ابتسم ليو ومسح على رأس ليون بلطف ليقول: صدقني، كل شيء سيكون بخير.

رفع ليون رأسه وقال: هذا وعد؟

ليو: أجل، هذا وعد، كل شيء سيكون بخير، وسأعود إليك مهما طالت مدة ابتعادي عنك.

سكت ليون قليلاً ثم رفع اصبع خنصره الصغير وعقده بخنصر ليو ثم أغمض عينيه لتظهر رموز صغيرة تلتف حول اصابعهما المتشابكة كالخاتم.

اتسعت عينا ليو ثم سأل: ما هذا؟ وكيف فعلتها؟

ليون: لا اعلم كيف فعلتها، لكن هذا وعد بيني وبينك، لا يمكن لأحد رؤية هذه العلامة، وإن اخلفت وعدك لي فسيتم عقابك.

ليو: عقاب؟ أي نوع من العقوبات؟

ليون: لن اخبرك الآن..، ستعرف لاحقاً.