«الفصل التاسع والثلاثون»

340 46 11
                                    

في ذلك الصباح البارد كانت لانا جالسة في غرفتها وذلك الكتاب القديم بين يديها، رغم أنها لا تستطيع الرؤية لكنها بدت وكأنها تقرأه وهي تمرر أصابعها الصغيرة عليه.

كان جيمي جالساً بجانبها ينظر لشقيقته الصغير باستغراب، اقترب كنها اكثر وقال: هيه لانا.. ماذا تفعلين؟

أجابته لانا بهدوء: أدرس..

جيمي باستغراب: تدرسين؟ هل يمكنك قراءة هذه الكتاب أصلاً؟

لانا: أجل.. حروفه بارزة قليلاً..

لمس جيمي الكتاب ليتأكد، هو لديه خبرة بالكتب المكتوبة خصيصاً للمكفوفين، فقد ساعد لانا كثيراً مع والدته ليعلماها كيفية القراءة، لكنه لم يستطع الشعور بتلك الحروف التي تتحدث عنها لانا.

جيمي: لانا... أنا لا أشعر بها..

لانا: هذا غريب، أنا حقاً استطيع قراءته، وهذا الكتاب حقاً ممتع!!

نطق جيمي مستغرباً: ممتع؟

كيف يكون الكتاب ممتعاً وهو يتحدث عن مأساتهم ومشاكلهم وكيف يقومون بحلها!

أجابته لانا بحماس: أجل ممتع! يمكنك قراءته مثلما فعلت إيڤلين، لكن إن قلبت الكتاب رأساً على عقب فسيحكي لك الكتاب قصة مختلفة! وإن قرأته بالعكس من النهاية للبداية فهناك قصة أخرى!!

ظنّ جيمي أن لانا تمزح معه فقال: لانا، كفي عن المزاح، هيا لنعد الكتاب إلى إيڤلين..

لانا: لا لحظة! اتركني انهي قراءة هذا الجزء فقط..

نظر جيمي لأصابع شقيقته الصغيرة التي كانت تلمس صفحات الكتاب، ولاحظ حينها أن أطراف أصابع لانا كانت تشع بلون ذهبي ولكنه كان خافتاً جداً لن يلاحظه أحد عن بعد.

تغيرت ملامح وجه لانا فجأة فقال جيمي: ماذا هناك؟!

لانا: أتسمع هذا؟!

جيمي: لا اسمع شيئاً، لانا كفي عن إخافتي مالذي يجري؟!

وضعت لانا الكتاب على الأرض بحذر ووقفت أمامه فخرج من الكتاب ضوء ذهبي بدأ يلتف حول جسد لانا بهدوء، هو لم يبدو مؤذياً لكن جيمي مرعوب من كل ما يحدث معه، لذلك هو خائف أن يصيب لانا شيء ما.

اقترب جيمي من لانا بسرعة وحاول الإمساك بيدها لكنه لم يستطع فذلك الضوء لم يكن يسمح له.

جيمي: لانا!!!

لانا: جيمي.. أنا بخير..

لم تبدو لانا كذلك، فوجهها كان يحمل ملامح الألم لكنها لسبب ما قالت تلك الكلمات، يبدو أنها لا تريد لجيمي أن يقترب منها أكثر، ليس في هذه الحالة.

لم يستطع جيمي البقاء في مكانه ومشاهدة شقيقته تعاني هكذا، فخرج من الغرفة محاولاً البحث عن أي شخص لمساعدته.

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن