《الفصل الرابع والأربعون》

351 47 42
                                    

فتح ماكس عينيه ببطء و رمش عدة مرات قبل أن تتضح الرؤية أمامه، رفع جسده قليلاً وحينها شعر بماثيو الذي كان مستلقياً بجانبه نائما بعمق.

أبعد ماكس ذراعيي ماثيو التي كانت فوق جسده بهدوء بدون أن يوقظه، وجلس على السرير لينظر حوله.

كانت العيادة هادئة جداً، ولا أحد فيها سوى ماكس وماثيو ولوكاس وجيمي اللذين كانا نائمين سوياً في السرير الذي بجانبهما.

ابتسم ماكس حينما رأى جيمي مستلقياُ فوق صدر لوكاس ويبدو على وجهه الاسترخاء.

نظر ماكس حوله ليجد دفتر رسوماته على الطاولة قريباً من سريره، امسك بالدفتر وفتحه ليسنده على ذراعه الأيمن ويبدأ الرسم بيده اليسرى.

كانت الرسمة للوكاس وجيمي فوق صدره، استخدام يده اليسرى بالرسم كان صعباً قليلاً، والرسمة لم تكن متقنة في نظر ماكس، لكنه على الأقل كان يستمتع بوقته.

فرك ماثيو عينيه ثم فتحهما ليرى ماكس جالس على السرير ويرسم، اعتدل بجلسته وقال: مالذي تفعله؟! يدك أيها الأبله!!

ماكس: هذه يدي اليسرى، انها بخير..

تنهد ماثيو ثم قال: أنت حقاً مدمن على الرسم.. لا يمكنك التوقف..

ماكس مشغول برسمته: هذا ليس شيئاً سيئاً صحيح؟

لاحظ ماثيو أن ماكس يسند الدفتر على ذراعه المصابة، بهدوء ادخل يده بين الدفتر وذراع ماكس بدون أن يقول شيئاً.

نظر له ماكس بشيء من الغضب فابتسم ماثيو له بلطف وكأنه لم يفعل شيئاً، ماثيو يعلم جيداً أن ماكس يكره أن يتدخل إحد بينه وبين دفتره أو حينما يكون بمزاج جيد ليرسم، لكن ماثيو لم يستطع رؤية ماكس وهو يؤذي يده بهذه الطريقة.

لحسن حظه ماكس ليس بمزاج سيء الآن، نظر ماثيو للرسمة ثم للوكاس وجيمي ليقول: انهما لطيفان حقاً..

توقف ماكس عن الرسم وقال: همم.. انهما كذلك..

في تلك اللحظة تحرك جيمي ورفع رأسه عن صدر لوكاس، شعر لوكاس بذلك واستيقظ أيضاً ليجد ماكس وماثيو مستيقظين.

تثآئب لوكاس وقال وهو يفرك عينيه: ماكس، ماثيو، أنتما بخير؟؟

ماكس: أجل.. ماذا عنك؟

حرك لوكاس كتفه المصاب وقال: بخير تما....

لم يكمل جملته حتى تأوه وأنزل كتفه بهدوء فقال ماثيو وهو يتجه نحوه: لا تحركه هكذا!! بالتأكيد سيؤلمك!!

كان جيمي جالساً بجانب لوكاس ولكن وجهه عابس، لحظ ماكس ذلك فقال: جيمي.. لما أنت حزين هكذا؟؟

جيمي بنبرة حزينة: لانا.. أين هي؟!

مع نهاية جملته فتحت لانا الباب وحالما رأت جيمي لمعت عيناها واتسعت ابتسامتها لتركض نحوه وترمي نفسها في حضنه.

« سليل العنقاء »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن