مقبرة الحب الأول

98 7 0
                                    

جلست عزة على مائدة الطعام هى وعمر وبناتهما الجميع يأكل بلا شهية .
عمر : أنا آسف يا عزة إنى اتعصبت عليكى الصبح .
عزة : ولا يهمك .
عمر : أما تلاقينى مشغول أو مش مركز معاكى ما تضغطيش عليا وابعدى ، انتى عارفة انى عصبى .
عزة : حاضر .
عمر : وما تسألنيش كل شوية مالك ؟ أنا لو فى حاحة عايز أقولها هأقولها من غير ما تسالى .
عزة : هو فى حاجات بتبقى مش عايز تقولها ؟
عمر : أيوه ، ممكن تكون حاجات فى الشغل ما تهمكيش .
عزة : الشغل بس ؟ يعنى ما فيش حاجة تانية ؟
عمر : لا تانية ولا تالتة.
ابتسمت عزة وصمتت.
عمر بود مصطنع : لسة زعلانة ؟
عزة : عمرى ما أزعل منك يا عمر .
عمر : عموما أنا آسف مرة تانية .
طبطب عمر على كتف عزة وأبتسم ، فابتسمت عزة وأكلت بشهية .

زميلة ١ : هنبعت نجيب اكل من برة يا سميرة .
سميرة : هتجيبوا إيه ؟
زميلة ١ : كالعادة لإما فول وطعمية لإما فينو وجبنة .
سميرة : لا أنا عايزة فراخ مشوية أو سمك .
زميلة ١ : يا بنتى انتى ما بتزهقيش هتلاحقى على كدة إزاى ؟
سميرة : أنا فطرت جبنة ، مش معقولة هاتغدى نفس الغدا ؟
زميلة ١ : كلنا بنعمل كدة عشان نوفر ، الفراخ المشوية والا البيتزا دول مرة فى الشهر مش كل يوم ، وأما بنجيب هنا لازم نجيب للعيال في البيت .
سميرة : خلاص يا حبيبتى ، جيبوا اللى انتوا عايزينه وهاتولى طلبى .
زميلة ١ : ماشى .

طرق عبد الرحمن طرقة خفيفة على باب حجرة أمه ثم دخل .
عبد الرحمن : حقك عليا يا ست الكل ما تزعليش منى .
أم عبد الرحمن : يا ابنى أنا عايزة مصلحتك ، مراتك عايزة يتشد عليها شوية ، كفاية دلع بقى ، الستات مش عايزة اللين على طول كدة ، لازم تنشف شوية معاها ، خليها ترجع بدرى تشوف مصلحة بيتها .
عبد الرحمن : وهى مقصرة فى إيه بس ؟
الأم : يا ابنى دى ما بتعملش حاجة فى البيت خالص .
عبد الرحمن : ما هى شغالة .
الأم : الستات كلها شغالة وشايفة بيتها ، ما أخواتك البنات شغالين ، وبعدين انت بتاخد إيه من شغلها ؟
عبد الرحمن : أعوذ بالله ، مش أنا الراجل اللى يخلى مراته تصرف عليه وعلى ولاده .
الأم : الحياة مشاركة .
عبد الرحمن : وأنا ربنا غانينى من فضله ومش محتاج منها حاجة ، مرتبها لها .
الأم : يبقى ترجع بدرى تشوف شغل بيتها وكفاية دلع .
عبد الرحمن : ربنا يديمها على نعمة وتفضل تتدلع .
الأم : بعد كل اللى عملته فيك زمان ؟
عبد الرحمن : كانت عيلة وطايشة .
الأم : يعنى هى كانت عقلت ؟
عبد الرحمن : بكرة الأيام تعقلها .
الأم : أنت حر ، الكلام مالوش لازمة .
عبد الرحمن : قلت لك أنا مش متضايق ، ادعى بس انتى يا أمى .
الأم : ربنا يبعد عنك ولاد الحرام .
سمع عبد الرحمن صوت الباب يفتح فهب واقفا : الباب انفتح الظاهر سميرة جات .
ترك عبد الرحمن أمه وخرج مسرعا ، فقالت الأم بضيق : لا حول ولا قوة الا بالله والله ساحرة له ، ده بينسى عشانها الدنيا كلها.

وفى صباح اليوم التالى
حاولت عزة إيقاظ عمر فسعل سعلة خفيفة
عزة : مالك يا عمر ؟
عمر : تعبان شوية .
عزة : طب أنا مش رايحة الشغل ، و هاقعد معاك .
عمر : لا روحى شغلك ، انتى عقد ، ولو غيبتى يوم هيتخصم منك .
عزة : مش مشكلة ، عشان أطمن عليك .
عمر : اطمنى هابقى كويس .
عزة : عشان أعمل لك حاجات دافية .
عمر بحزم : روحى يا عزة شغلك ، أنا هانام ، وأما أقوم ها عمل اللى هاشربه بنفسى .
عزة : طب قوم أفطر ونام تانى .
عمر : يووووه يا عزة ماتضايقنيش بقى ، سيبى كل حاجة وأنا وقت ما أقوم هاكل ، وأمشى بقى قلقتينى .
عزة : حاضر ، بس بالله عليك لو حصل أى حاجة اتصل عليا فى الشغل .
عمر بضيق : حاضر .

فى مكان عمل عزة
عزة : معاكى خمسين جنيه يا مديحة ليوم القبض ؟
مديحة : من عنيا ، بس محتاجاهم ليه ؟ انتى ما بتعمليش كدة إلا للشديد القوى .
عزة : عمر عنده برد وعايزة أجيب فرخة وشوية فاكهة ، إحنا آخر الشهر ومقضينها نواشف .
مديحة : ماشى يا حبيبتى وألف سلامة عليه .

عاد عبد الرحمن من صلاة العشاء وهو يحمل علبة صغيرة أعطاها لسميرة .
سميرة : إيه ده يا عبدو ؟
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن