مقبرة الحب الأول

88 7 0
                                    

فوجئت عزة بعم ياسر يطلب الزواج منها ، وهو رجل في نهاية الاربعينات ، يعمل عقيد شرطة ، أرمل منذ ست سنوات ، رفض الزواج حتي تزوج أبنائه الثلاثة مراعاة لمشاعرهم .
عم ياسر : أنا رفضت اتجوز بعد زوجتي الله يرحمها عشان ولادي ، ولما كبروا واتجوزوا قلت خلاص مش متجوز ، بس بعد ما شوفتك غيرت رأيي .
عزة : للأسف مش هاقدر أوافق ، أنا رافضة فكرة الجواز دي نهائي .
عم ياسر : لو علي بناتك دول في عيني .
عزة : بعيد عن بناتي أنا ما عنديش استعداد أكرر التجربة دي ، وراضية بحياتي كدة .
عم ياسر : مش هأقدر أضغط عليكي ، لكن أتمني تغيري رأيك .

انصرف ياسر  وأسرته ، في حين حاولت مساعدات عزة أن يثنينها عن رأيها .
مريم : والنبي وافقي يا زوزو عشان تبقى جنبي .
عزة : أنا ماليش جواز ، أنا مسئولة عن بيوت مفتوحة وعيال أيتام في رقبتي هنا وبرة .
هند : الرجل شكله واقع يا زوزو ، حب من أول نظرة ، وزي ما مريم شرطت علي ابن أخوه تقدري تشرطي عليه .
عزة : مريم بطولها وشغلها هيعود على بيته ، لكن أنا كل شغلي رايح وانتوا عارفين ، ده أنا أوقات ما بألاقيش تمن الحاجة اللي بنشتغل بيها ، وربنا بيبعت رزقها في آخر لحظة .
مايسة : انتي طيبة قوي يا زوزو وكان نفسنا نفرح لك .
عزة : تفرحوا لي لما أجوز بناتي وأولاد أختي إن شاء الله وأجوزكوا .

تعلقت حبيبة بحب ابن الجيران هيثم فريد مهران ، طالب ثانوى فى المدرسة الخاصة التى التحقت بها ، وابن فريد مهران رجل الأعمال المعروف ، يمتلك والده شركة كبيرة للمقاولات وتجارة الأراضى والشقق ، كانت تلتقى به فى المدرسة ، 'أعجبت به و'أعجب بها ، حاول التحدث معها أكثر من مرة لكنها تذكرت تحذيرات جدتها ، ووالدها نفسه ، وعندما تكرر الأمر ولاحظت ميل منها نحوه لجأت إلى والدها ، فقد كانت تخاف من جدتها ، نظرا لشدتها ، فقد تنهال عليها ضربا .

بعد إصابة حبيبة بالاكتئاب اقترب منها والدها أكثر وأصبح صديقها ، حتى أنه كان يستشيرها فى بعض أموره ، يناقشها في موضوع الحلقة قبل تقديمها ، برنامجه موجه لكل الطبقات والأعمار ، وحبيبة نموذج لجمهوره ،  يجب أن يعرف رأيه .
حبيبة : بابا ......
صمتت حبيبة خجلا .
عبد الرحمن : خير يا حبيبة سكتى ليه ؟
حبيبة : مش أنت قلت لى إننا أصحاب وإنى ما أخبيش عليك حاجة ؟
عبد الرحمن : أيوه يا حبيبة .
حبيبة : طب فى ولد بيعاكسنى ، لا هو مش بيعاكسنى ولا عمره قل أدبه ، لكن هو بيفصل يبص لى .
عبد الرحمن : هو الوحيد اللى بيعمل كدة ؟
حبيبة : لا فى غيره كتير ، بس ما بيشغلونيش .
عبد الرحمن : مش معنى ده اللى شغلك ؟ أكيد انتى كمان بتفكرى فيه .
حبيبة : بصراحة آه ، أول ما بأشوفه قلبى بيدق قوى .
عبد الرحمن ممازحا : جدتك لو سمعتك هتضربك بالنار ، ومش بعيد تضربنى معاكى وتقول بوظت أخلاق البنت ، ضحكت حبيبة وأكملت كلامها قائلة : بافرح قوى لما باشوفه بيبص لى ، لو غاب بأتضايق ، بأحب ألبس أحلى حاجة عندى عشانه ، هو حاول يكلمنى     
وأنا رفضت وقلت أخد رأيك .
عبد الرحمن : برافو عليكى ، بصى يا حبيبتى أنتى وهو فى سن مراهقة وطبيعى يحصل ميل للجنس الآخر ، اللى بينكوا مشاعر طبيعية للى فى سنكوا ، هى مش حب هى إعجاب وهتتغير لأن ده سن مراهقة ، والمراهقة معروفة بالتقلبات ، النهاردة هو معجب بيكى بكرة معجب بغيرك ، هنسيب المشاعر دى تاخد وقتها ، مش هنحاول نوئدها ولا نخجل منها لحد ما تنتهى لوحدها .
حبيبة : معقولة يا بابا هاكرهه ؟ ده أنا أتعلقت بيه قوى ، وزى أى بنت شوفته فارس أحلامى .
عبد الرحمن : ما قولتش هتكرهيه ، لكن هتنسيه وتشوفيه عادى ، ويمكن تتعلقى بغيره وتعجبى بيه ويتهيألك إنك بتحبيه ، هتفضلى كدة لحد ما تنضجى ، ساعتها هتضحكى على نفسك وتقولى إيه اللى أنا كنت باعمله ده ، المهم تعدى من المرحلة دى من غير ما تعملى حاجة غلط ، أنتى عارفة دينك بيلزمك بإيه ، عارفة الحلال والحرام .
حبيبة : طبعا يا بابا أنا مش ممكن أعمل حاجة وحشة .
عبد الرحمن : عارف يا حبيبتى ، حبيبة بنتى جميلة مش محتاجة حد يقول كدة ، مؤدبة ، مش هتبص لأى ولد تانى حتى لو هو بص لها ، عفيفة مش ممكن تخلى حد يلمسها .
حبيبة : عارف يا بابا لو أى حد غيرك ممكن لو بنته قالت أنا بأحب واحد كان قتلها ، ويمكن ما كانتش قالت له أصلا ، كان معايا بنت فى أولى ثانوى حبت ولد وأول ما باباها عرف قعدها من المدرسة .
عبد الرحمن : غلط
وهنا دخلت أم عبد الرحمن ،
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن