زميلة 2 : إجهاض ؟ حرام عليكي يا سميرة .
سميرة : ده أكيد شهر واحد ، وأقل من شهر كمان ، يعني لسة مافيش فيه روح .
زميلة 3 : مين قال لك كدة ؟ الحمل من أول لحظة مخلوق منك ومن جوزك من خلية حية .
سميرة : أنا ما بقيتش صغيرة ومش حمل خلفة ولا تربية عيال تاني.
زميلة 1: وهو انتي كنتي ربيتي أولاني ؟ ما حماتك هي اللي ربت وكبرت .
سميرة : خلاص بقي ربنا يجيبها من عنده وما يكونش في حمل ولا حاجة .كان لأسرة حميدة أم عزة وعزيزة منزل كبير ، تسكن فيه كل العائلة ، وكالعادة عندما تتزوج البنت تفارق المنزل ، فى حين يظل الولد به ، ويصبح حق مكتسب له ، لا تستطيع البنت أن ترث فيه ، وعليها أن ترضى بما يعطيها لها أشقائها الذكور من مال مقابل نصيبها ، وكثيرا ما كانت لا تحصل على شئ ، لم تجروء حميدة و شقيقاتها البنات كالعادة على المطالبة بميراثهن فى بيت العائلة ، استطاع حمدي شقيق حميدة ( خال عزة) هدم البيت وإعادة بنائه بعد أن حصل على بصمة شقيقاته البنات بالاحتيال على عقود بيع نصيبهن ، ماتت حميدة وشقيقة أخرى وبقيت اثنتان ، أقام حمدي عمارة شاهقة محل البيت القديم تزوج بها ورزقه الله باربع بنات وولد وكأن التاريخ يعيد نفسه ، الكبرى لم تتزوج حتى وصلت لسن الأربعين ، و تزوجت الثانية وتوفى زوجها ، فى حين 'طلقت الثالثة ، وتزوجت الرابعة لكن كان زوجها موظفا صغيرا دخله بالكاد يكفى أسرته ، حزن حمدي حزنا شديدا على حال بناته وظل يدعو الله ليل نهار أن يصلح الله حالهن ، تزوج ابنه الوحيد ولم ينجب ، ذهب لأكبر وأشهر الأطباء بلا جدوى ، ورغم هذا لم يمنعه عقمه من التفكير فى الاستحواذ على المنزل لنفسه كما فعل والده .
فوجئ حمدي بابنه يقدم له عقد بيع للمنزل ويطلب منه التوقيع عليه كبائع .
حمدي : إيه ده ؟
الابن : عقد بيع للبيت .
حمدي : بس أنا ما بعتش .
الابن ؛ وهما كانوا عماتى باعوا لك أما بصمتهم ؟ أنت عاوز اجواز اخواتى يجيوا يشاركونى فى البيت ؟
حمدي : وهما فين اجواز اخواتك ؟
الابن : بكرة اللي ما اتجوزتش تتجوز واللي اتطلقت تتجوز تانى ، وحتى لو ما اتجوزوش البيت لازم يبقى ليا ، أنا مش هأعرف أعمل زيك وأبصمهم على عقود بيع بالحيلة ، إخواتى متعلمين وفاهمين .
حمدي : بس إخواتك اللى مطلقة واللى ارملة واللي مالهاش مكان غير هنا .
الابن : وإيه يعنى ؟ ما عمتى حميدة كانت أرملة وخدت حقها ، وعلى العموم أوعدك طول ما هما عايشين بيتى يفضل مفتوح لهم .
انصدم حمدي من تفكير ابنه رغم أنه فعل نفس الشئ ، وبالطبع رفض التوقيع ، فغضب ابنه غضبا شديدا وقاطعه ، وهنا تنبه لخطيئته فى حق شقيقاته البنات ، فقرر قرارا هاما .فعلت سميرة الممكن والمستحيل لكي تسقط الحمل لكنها فشلت ، وتغلبت إرادة الله علي ارادتها الشيطانية وبقي الجنين رغم أنفها .
وما أن علم عبد الرحمن بحمل سميرة حتى طار فرحا ، وسجد شكراً لله.
عبد الرحمن : مش عايزك تتعبي نفسك خالص يا سميرة ، وياريت تعملي اجازة لحد ما تولدي .
سميرة بدلال : وهي دي أول مرة أحمل ؟
أم عبد الرحمن : وهي من امتي بتتعب نفسها ؟
عبد الرحمن : مالكيش بركة إلا هي يا حاجة ، سميرة بنتك وطول عمرك مدلعاها ، ولازم لما تكون حامل الدلع يزيد شوية ، وأنا إن شاء الله هأشوف واحدة بنت حلال تيجي تنضف البيت .أحضر حمدي سمسار أراضى وطلب منه تثمين أرض البيت ، فقدرها بثلاثمائة ألف جنيها ، نظرا لكونها بقرية ، فقدر حق شقيقاته البنات بمائتى ألف جنيه ، وقرز الذهاب لهن وأعطاءكل واحدة نصيبها .
فوجئت عزة بمن يطرق بابها ، وعندما فتحت عرفته على الفور ، رغم التغير الكبير فى ملامحه .
عزة : خالى ؟ اتفضل يا ريحة الحبايب .
حمدي : نفس الطيبة ونفس الملامح واللسان الحلو بتوع أمك الله يرحمها .
عزة : اللي خلف ما ماتش يا خالى ، ادخل أنت هتقف على الباب كدة ؟
الخال : ريحة أكل حلو ، وكمان نفسك فى الأكل حلو زي أمك الله يرحمها .
عزة : عاملة بامية باللحمة الضانى ، وبدنجان مخلل إنما إيه ، هتتغدى معانا .
حمدي : طب خدى الأول شيلى الفلوس دى .
عزة : فلوس إيه يا دي خالى ؟
الخال : خمسين ألف جنيه نصيب أمك الله يرحمها فى البيت ، قسميهم انتى وأختك.
عزة : معقولة ؟ وإيه اللي فكرك بينا ؟
الخال : الحمد لله يا بنتى إن ربنا الهمنى أرجع الحقوق لأصحابها قبل ما أموت .
عزة : ربنا يديك طولة العمر .
حمدي : أنا اديتكوا نصيب أمكوا كامل زيها زي خالاتك .
عزة : مش فاهمة .
حمدي : يعني كان المفروض أورث فيها التلت عشان ما فيش ولد ، بس أنا مش عايز حاجة .
عزة : ربنا يغنيك من فضله يا خالي ، ازى خالد ؟
حمدي : ادعى له يا بنتي ربنا يهديه ويراضيه .
عزة : هو لسة ما خلفش؟
الخال : ادعى له .
عزة : ربنا يقر عينه بالذرية الصالحة .
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

أنت تقرأ
مقبرة الحب الاول
ChickLitقصة حب لم تنته بين عمر وسميرة تزوج عمر من عزة وظل قلبه معلق بسميرة وتزوجت سميرة من الشيخ عبد الرحمن وظل قلبها معلق بعمر رغم انجاب كل منهما ثلاثة اطفال وفجاة تلتقى سميرة بعمر فتقرر انهاء حياتها الزوجية مضحية بزوجها المحب واولادها الثلاثة من اجل الزوا...