مقبرة الحب الأول

87 5 0
                                    

'صعقت عزة مما سمعت فقالت متفاجئة : يا نهار أسود ، أستغفر الله العظيم ، مين يا بت اللى عمل فيكى كدة؟ انطقى .
مايسة : أمين ابن عمى .
عزة : وهو في أنهى داهية دلوقتى ؟
مايسة : كان مسافر .
عزة : وهو هنا والا لسة مسافر ؟
مايسة : لسة راجع من فترة .
عزة : لازم يصلح غلطته ويتجوزك .
مايسة : بس هو اتجوز .
عزة : عمل عملته وعايش حياته ، عمل كدة إمتى ؟
مايسة : الكلام ده من أكتر من عشر سنين ، كنت لسة صغيرة ما أعرفش حاجة .
عزة : ما يمكن يكون تحرش بس ، انتى كنتى صغيرة ومش عارفة حاجة ، تعالى نكشف عند دكتورة نسا .
مايسة : للأسف لا ، لأنه كرر اللى عمله تانى من كام سنة بعد ما اتجوز وقبل ما أجى أشتغل هنا وكان فى حمل ونزلته .
عزة : انتى إيه ؟ كنتى شيطانة ؟ يعنى حتى بعد ما اتجوز غيرك عملتى معاه علاقة ؟
مايسة بصوت باك : أنا فعلا كنت شيطانة ، كنت فاكرة إن كدة هاخليه يرجع لى ويتجوزنى ، ما أعرفش إنه رمانى مرة عشان أخلاقى ومستحيل يبص لى بعد ما سلمته له نفسى .
عزة : سيبك من كل الكلام ده ، انتى طبعا عارفة عنوانه ؟
مايسة : آه .
عزة : طب تعالى معايا .
مايسة : خدى العنوان وبلاش أنا .

ذهبت عزة إلى أمين ابن عم منى .
عزة : أنت أمين ؟ يا خسارة الاسم ، أنت ولا أمين ولا حاجة ، أنت ضيعت شرف البنت اللى المفروض تكون أمين عليها ، أخس عليك حد يعمل كدة فى لحمه ؟
أمين : انتى مين وعايزة إيه ؟
عزة : انتى مين ما يخصكش ، ومش عايزة منك غير ورقة بس تكون رسمى ، هتكتب كتابك على البنت الغلبانة اللى انت اغتصبتها وبعدين تطلقها .
أمين باندفاع : ده كان برضاها ، قصدى .....
عزة مقاطعة : رضاها إيه وهى عندها ١٥ سنة ؟ يا ابن الناس إحنا مش عايزين منك حاجة غير حتة ورقة ، أى مصاريف أنا ملزمة بيها ، بس عشان تشوف حالها زى ما انت شوفت حالك .
أمين : وليه تتجوز واحد غريب ؟ أنا أولى بيها ، أنا كنت مسافر من سنتين ولسة راجع من شهر ، دورت عليها مالقيتهاش .
عزة : بس أنت متجوز .
أمين : كنت متجوز ،  وسيبتها وسافرت رجعت لقيتها بتخوني ، شرفى ضاع زى ما ضيعت شرف بنت عمى ، ده ذنبها ، لازم أتجوزها عشان أكفر عن الذنب ده .
عزة : أنت عارف كل حاجة عن بنت عمك ؟
أمين : آه .
عزة : عموما هي دلوقتى تابت وبتصلى الفرض فى وقته ، وما شاء الله بتختم القرآن كل شهر .
أمين : أنا بأحب مايسة ، واللى بيحب قادر يتجاوز أى أخطاء ، كلنا بنغلط ، وربنا يعفو عنا جميعا ، أنا مش ممكن أسيبها تانى ، سيبتها مرة وإحنا الاتنين دفعنا التمن ، يمكن لو ما كنتش سيبتها ما كانتش عملت اللى عملته .
عزة : عموما أنا لازم أقول لها ، الرأي فى الأول والآخر لها .

وافقت مايسة على الفور ، فقد كانت تحب أمين بشدة ، تمت الخطوبة والزواج فى أقل من شهر ، وقبل أن يهل شهر رمضان كانت مايسة فى بيت زوجها ولم يتبق سوى هند .

أصيبت والدة عبد الرحمن بجلطة في المخ ، أثرت علي كل وظائف جسمها ، فأصبحت لا تستطيع الحركة ولا الكلام ، حرص عبد الرحمن على متابعة حالتها عند أفضل الأطباء ، فتحسنت حالتها قليلا وأصبحت تنطق بصعوبة وتتحرك بمساعدة الآخرين ، ظل عبد الرحمن ملازما لها ، كان يقوم بتسجيل عدد كبير من حلقات برنامجه بالقناة الفضائية كلما سمحت ظروفه وحضرت واحدة من شقيقاته لمرافقة أمه ، حتي مرت الازمة بسلام ، لكنها ظلت تحتاج إلى رعاية شديدة .

جاءت هند إلى عزة وقالت : فى عريس وقبل ما تزعقى هو متجوز ، والمرة دى هيتجوزنى رسمى وقدام الدنيا كلها ، ورجل غنى مش هيدفعك مليم ، محسن زيدان بتاع معرض العربيات ، كنا بنوصل له أوردر فى المعرض من يومين ، شافنى أعجب بيا .
عزة : تانى ؟ يعنى الاسبوع اللى فات جايبة لى الرجل بتاع الدقيق والأسبوع ده جايبة لى بتاع عربيات ، أنا باقول نستنى شوية ، يمكن تجيبى واحد بتاع دهب .
هند : تصدقى كان غايب عنى الموضوع ده .
عزة : إيه يا بت انتى فيكى مغناطيس بيجذب الرجالة المتجوزة ؟ مصيبة لتكونى انتى اللى بتشاغليهم .
هند : مش بالظبط كدة ، هما بيعاكسونى وأنا بأقول لهم اللى عايزنى يجى يتجوزنى ، أنا ماليش في السكة الشمال .
عزة : لا انتى مريضة نفسيا وعايزة تتعالجى ، أنتى ولا مرة جالك واحد عازب ، أنا عايزة أعرف في إيه .
وما أن قالت عزة هذه الكلمة حتى بكت هند وقالت : أنا فعلا مريضة نفسيا ، ما بيجذبنيش أى شاب ، ما بأشوفش إلا المتجوز .
عزة : ليه يا حبيبتى ؟ أكيد في سبب .
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن