مقبرة الحب الأول

80 5 0
                                    

تم إسعاف عزة التى كاد قلبها أن يتوقف بسبب توقف وصول الدم لعضلة القلب ، بالطبع تضرر الجنين بسبب توقف امدادات الدم المحمل بالأكسجين والغذاء له مما أدى الى وفاته .
الطبيب : الحمد لله إحنا قدرنا نعالج الجلطة فى الوقت المناسب ، كان ممكن لا قدر الله عضلة القلب تقف ، ضغطها كان عالى جدا ، وحياتها كانت فى خطر ، كان كل همنا ننعش عضلة القلب ، لكن عدم وصول الدم للجنين أدى لوفاته .
مديحة : لا حول ولا قوة الا بالله ، ليه يا دكتور ما حاولتش تولدها ؟
الطبيب : للأسف لأنها فى الشهر التامن ، لو كانت فى الشهر السابع أو بداية الشهر التاسع كان ممكن نعمل كدة ، وبعدين إحنا كان كل همنا ننقذ الأم .
سلوى : يعنى الجنين نزل ؟
الطبيب : هننزله بعملية قيصرية ، بس بنحاول نظبط الضغط .
متى : لا حول ولا قوة إلا بالله ، مش كفاية اللى هى فيه .
مديحة : وهى عرفت يا دكتور ؟
الطبيب : لا طبعا ، لو عرفت ممكن ضغطها يعلى تانى ، إحنا بس عايزين زوجها يوقع على إقرار بموافقته على إجراء العملية .
مديحة : ينفع أنا يا دكتور جوزها مسافر .
الطبيب : لازم قريب من الدرجة الأولى .
مديحة : مالهاش حد يا دكتور ، لا أب ولا أخ و لا أخت .
الطبيب : لا حول ولا قوة الا بالله ، لها ربنا ، خلاص وقعى انتى .

ظلت إيمى صامتة تماما بعد أن علمت بنية والدها فى طلاق عزة ، فى حين انشغلت لوجى بما أحضره لها والدها من لعب وهدايا .
عمر : ساكتة ليه يا إيمى ؟
إيمى : زعلانة عشان مش هتبقى معانا ، ومش هاشوفك تانى .
عمر : يا حبيبتى أنا كل يومين هأكون معاكوا ، ولو احتاجتونى فى أى وقت اتصلوا عليا ، احتاجتوا أي حاجة اطلبوها منى .
لوجى : أنت هتسيبنا ليه يا بابا ؟
عمر : ظروف يا حبيبتى ، أنا و ماما مش هينفع نعيش تانى مع بعض .
إيمى : ليه يا بابا ؟ دى ماما طيبة قوى .
عمر : وأحسن ست فى الدنيا ، بس أنا وهى مش متفقين فى حاجات كتير ، ومن الأفضل إننا ننفصل باحترام عشان ما نفضلش نتخانق ونكره بعض .
أخفى عمر عن بناته نيته فى الزواج من أخرى ، كما طلبت منه عزة ، حتى لا تهتز صورته فى عيونهم .

خلت شقة عبد الرحمن محتوياتها ما عدا حجرة أولاده وحجرة أمه ، جلس عبد الرحمن على الأرض يبكى كالأطفال ، احتضنه أمه بود ومسحت دموعه وقالت : ابكى يا حبيبى اللى حصل مش شوية ، أنا مش هأقول لك ما تعيطيش ، أنا عارفة النار اللى جواك ، واللى محدش مكوى بيها غيرك ، هاقول لك حاجة واحدة ، اللى ما يحطكش كحل فى عينه ما تخليهوش حتى تراب تحت جزمتك ، دموعك خسارة فيها .
عبد الرحمن : غصب عنى يا أمى ، انا عمرى ما أسأت لها ، عاملتها بما يرضى الله ، هى الست عايزة إيه غير رجل يحترمها ويشتريها ؟
الأم : عايزة قلة أدب ومسخرة .
عبد الرحمن : أنا راعيت ربنا فيها ، عمرى ما زعلتها ، كنت بأقول خيركم خيركم لأهله ، يكون ده رد الجميل ؟
الأم : فاكر أما كنت بتقول لى ادعى لى يا أمى ، أنا كنت بادعى لك بإيه ؟
عبد الرحمن : كنتى بتقولى ربنا يبعد عنك ولاد الحرام ، كنت بتستغرب الدعوة ، وتقول إيه يا أمى ؟ ما فيش غير الدعوة دى ؟ وهما فين ولاد الحرام ؟
الأم : مش يمكن دى تحقيق دعوتى ، سميرة مش بنت حلال يا ابنى ، عمرى ما ارتحت لها ، وأما كنت باقول لك كدة كنت بتدافع عنها .
عبد الرحمن : الله يسهل لها ويسعدها .
الأم : ربنا يكسر قلبها وينتقم منها .
عبد الرحمن : ليه كدة يا أمى ؟
الام : عشان شيطانة ، ما همهاش ولادها وجريت ورى هواها .
عبد الرحمن : ربنا يهديها .
الأم : اللى حصل حصل ، مش هنقعد نعيط طول العمر عليها ، غارت فى ستين داهية ، قوم اقف انت رجل ، واللى باعك هو الخسران ، اللى راحت له مهما عمل مش هيعمل قد اللى عملته .
عبد الرحمن : خلاص يا أمى هى حرة .
أم عبد الرحمن : بكرة إن شاء الله نروح سوى نجيب سرير ودولاب صغير وشوية حاجات فى الشقة .
عبد الرحمن : اللى تشوفيه اعمليه يا أمى أنا مش قادر دلوقتى اعمل .
الام : طب ياللا عشان ناكل ، العيال فى اوضتهم يا ضنايا عمالين يعيطوا ، ياللا عشان ياكلوا .
عبد الرحمن : حاضر يا أمى ، هاصلى العشا وأجى .
الأم : ما تنساش تصلى ركعيتين شكر لله .

فاقت عزة بعد إجراء العملية لتجد زميلاتها حولها .
مديحة : حمد لله على السلامة .
عزة : أنا حصل لى إيه ؟ قالت هذا وهى تحاول أن تقوم من مكانها .
سلوى : ما تقوميش يا عزة ، انتى تعبانة .
تحسيت عزة بطنها وقالت بذعر : أنا ولدت ؟ بس أنا لسة فى التامن ، الولد فى الحضانة مش كدة ؟
مديحة : اه ، اه يا حبيبتى فى الحضانة .
عزة : حلو يا مديحة ؟ عايزة أشوفه .
صمت الجميع ، قطع هذا الصمت رنين هاتف عزة .
منى : عمر عمال يتصل على الموبايل ، ردى عليه يمكن يكون غير رأيه .
عزة : حتى لو غير رأيه خلاص ، تلاقيه عايز يرجع البنات .
سلوى : هما معاه ؟
عزة : آه .
مديحة : طب ردى عليه .
عزة : مش عايزاه يعرف إننى هنا .
سلوى : لازم هيعرف .
عاود عمر الاتصال ، قامت عزة بالرد عليه .
عزة : أيوه يا عمر ، رجع البنات الشقة وأنا نص ساعة وأكون عندهم .
عمر : أستنى معاهم على ما ترجعى .
عزة : لا من فضلك ، أنا باجيب حاجة و راجعة .
عمر : مال صوتك يا عزة ؟
عزة بسخرية : مبسوطة شوية ، رجع البنات الشقة وامشى من فضلك ، مش عايزة ارجع الاقيك .
عمر : طب ما تتأخريش .

انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن