مر عام آخر على زواج عمر وسميرة ، هدأت المشاعر المتأججة وفترت الاشواق النارية وقلت اللهفة ، راحت السكرة وجاءت الفكرة كما يقولون ، كثرت المشاجرات وفي كل مرة كان عمر من يصالح ويراضى ويتنازل ، لقد صدق حيلة سميرة التي 'قتلت في الأفلام العربية القديمة ، صدقها لأنه كان يريد أن يصدقها ، وبمرور الوقت بدأ يستيقظ من غفوته ، بل من غيبوبته الطويلة ، شعر عمر أن سميرة عادية في كل شيء ، امرأه مثل كل النساء ، حرمانه منها وخياله هما ما جعلاها فى نظره مختلفة ، بدأت المشاكل تتسرب الى عشهما الهادئ ، بدأ عمر ينتبه إلى أشياء كثيرة كانت لا تشغل باله في بدايه الزواج ، الطعام الماسخ الذي تعده سميرة وكأنها طفلة صغيرة تتعلم الطبخ لأول مرة ، والذي لم يتحسن أبدا رغم زواجها مرتين ، ملابسه المتسخة دائما والتي كان يضطر أحيانا أن يغسلها بنفسه ويكويها بنفسه ، المنزل الغير مرتب ، الفوضى التي تعم كل شيء ، إهمال سميرة نفسها في مظهرها وملابسها ، كسلها الشديد ورغبتها الدائمة في النوم ، إسرافها الشديد وإنفاقها كل ما تطوله يدها من أموال عمر ، والأهم إبعاده عن اسرته وبنتيه .
هي أيضا مشاعرها تغيرت ، خصوصا بعد أن أصبح عمر عصبيا يثور لاتفه الاسباب ، ولأول مره تنتبه أنها خربت بيتها من أجل أشياء وهمية ، عمر لم يحبها أكثر من عبد الرحمن ، ولم يفعل من أجلها أكثر مما فعله عبد الرحمن ، عبد الرحمن الذي لم تعطه فرصة ، وأغلقت قلبها في وجه حبه ، رغم أنه فعل من أجلها كل شيء ، عبد الرحمن الذي أصبح الآن ملء الابصار وحديث الجميع ، عبد الرحمن الذى سخرت منه ذات يوم عندما أعطاها ثمن أرضه لتشترى به ذهبا وقالت هذا المبلغ لن تحصل عليه مرة أخرى ولو كل عام ، ها هو يأخذ أضعاف أضعافه ، لابد أنه الآن يحصل على ملايين ويسكن فى المكان الذى حلمت سميرة بالعيش فيه ، هكذا كانت تحدث نفسها وتعض أصابع الندم كل يوم ، كانت راضية بحياتها مع عمر فيما سبق قبل وصول عبد الرحمن لما وصل إليه ، لكن الآن لم تعد راضية عن شئ وهى تعقد المقارنات بينهما كل يوم ، معروف طبعا المقارنة تنتهى لصالح من ، من يمتلك المال ، الذى لا تعترف سميرة بلغة فى التعامل غيره .
جاء رمضان حرصت عزة على إعداد الوجبات التى تقوم بتوزيعها ، أعدت معها بعض الحلوى ومشروبات من العصائر الطبيعية التى كانت تعدها فى البيت .
اعتادت أن تجمع كل من يعمل معها على الإفطار فى اليوم الأول .تجمع الجميع على مائدة عزة فيما عدا مايسة ، اعتذرت وهمت بالمغادرة بعد العصر مباشرة ، شاكستها هند التى كانت كثيرة الشجار معها قائلة : والله شكلك ما بتصوميش .
مايسة : ما أنا طول النهار قدامك ، كلت إمتى ؟ وكلت فين ؟
هند : مش الأكل بس اللى بيفطر .
عزة : عيب كدة يا هند ، وانتى يا مايسة افطرى معانا أول يوم بس وبعد كدة افطرى فى بيتكوا .
مايسة : ستى لوحدها ، وما ينفعش أسيبها .
هند : من إمتى الحنية دى ؟
مايسة : سكتيها يا زوزو أنا ساكتة بس عشانك .
عزة : طب إيه رأيك أبعت جلال يجيب ستك تفطر معانا ؟
مايسة : لو كدة ماشى .
عزة : يارب السنة الجاية تكونوا بتفطروا كل واحدة مع عريسها .
مايسة : أنا لسة هاستنى السنة الجاية ؟
عزة : يارب على آخر الشهر تفطرى مع عريسك .
مايسة : لسة آخر الشهر ؟
عزة : يا بنت على ما يجى ونلحق نسأل عليه .
رن جرس الباب ، فصاحت مايسة : أهو جه .
عزة : روحى يا لمضة افتحى الباب .
كان الطارق ......
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله
أنت تقرأ
مقبرة الحب الاول
Literatura Femininaقصة حب لم تنته بين عمر وسميرة تزوج عمر من عزة وظل قلبه معلق بسميرة وتزوجت سميرة من الشيخ عبد الرحمن وظل قلبها معلق بعمر رغم انجاب كل منهما ثلاثة اطفال وفجاة تلتقى سميرة بعمر فتقرر انهاء حياتها الزوجية مضحية بزوجها المحب واولادها الثلاثة من اجل الزوا...