مقبرة الحب الأول

69 6 0
                                    

بالطبع التفت صديقات عزة حولها يواسونها فى مصابها .
مديحة : قولنالك يا عزة غيرى البوتاجاز .
منى : خلاص يا جماعة اللى حصل حصل .
عزة : والله كنت ناوية ، بس النصيب .
سلوى : أستاذ يوسف بيسلم عليكى وبيقول لك براحتك فى الغياب وما تفلقيش خالص ، ما ترجعيش الشغل الا أما تبقى كويسة .
عزة : وشى متشوه قوى ؟
مديحة : احمدى ربنا يا عزة ، انتى أحسن من غيرك بكتير ، وانتى شوفتى بنفسك الناس فى قسم الحروق كانت عاملة إزاى .
عزة : الحمد لله .
سلوى وهى تضع فى يدها مظروفا به نقود : دى حاجة بسيطة من إخواتك .
عزة : مستورة والحمد لله .
منى : دايما يارب مستورة .
مديحة : ما يجيش من بعد خيرك يا عزة ، ده انتى مجاملة القريب والغريب .
عزة : أردهولكوا فى الفرح يارب .

عاد عبد الرحمن إلى منزله ، لم تغب صورة الرجل عن باله ، لقد كان الرجل مواظبا على الصلاة فى الصف الأول ، يشهد له الجميع بحسن الخلق ، يراعى الله فى تعامله مع زوجته ، يعمل فى مكان محترم ، كما سمع من الناس ، ما الذى جعل زوجته تخونه ، ظل يفكر حتى أتعبه التفكير ، وبدون وعى امتدت يده إلى هاتف سميرة ، حاول فتحه ، الغريب أنه وجده مغلقا بكلمة سر ، شعرت به سميرة فاستيقظت ، نظرت له وقالت : كلمة السر عائشة .
عبد الرحمن مرتبكا : كنت عايز أعمل مكالمة منه لأختى فاطمة ، رصيدى خلص .
سميرة : ما أنا قلت لك كلمة السر ، افتح واتكلم .
عبد الرحمن : غريبة ، ما كنتيش عاملة له كلمة سر .
سميرة : وافرض ضاع منى .
عبد الرحمن : فى دى عندك حق ، بس زى ما قولت لك ، اوعى تحطى صور عليه لكى أو للعيال ، ولا أى بيانات شخصية ، كلمة سر فيزا أو بطاقة تموين ، أى حاجة .
سميرة : الموبايل معاك ، اتأكد بنفسك .
عبد الرحمن : أنا واثق فيكى يا أم عبد الله ، وعارف إنك عاقلة .

فى هذه الليلة رأى عبد الرحمن الرجل الذى صلى عليه فى المنام يبتسم له ويشكره ، ثم أعطاه رسالة ، فسر عبد الرحمن شكر الرجل لانه ختم القرآن على روحه ، لكنه تعجب من أمر الرسالة ولم يجد لها تفسيرا .

تماثلت عزة للشفاء ، لكن بقيت آثار الحروق بوجهها ورقبتها واضحة ، رغم تفننها فى إخفائها بارتداء الملابس المغلقة طول الوقت وغطاء الرأس .

تكرر الحلم مع عبد الرحمن ، تكرر رؤية الرجل وفى كل مرة يعطيه نفس الرسالة ، فذهب إلى أسرته ربما كان عليه دين يريد أن يقوم عبد الرحمن بسداده كما كان يفعل مع بعض المتعثرين ، لكنه علم أنه كان متيسر الحال ولا يدين لأحد بأى دين ، مما زاد حيرته ، حتى أنه كان يصلى ويطلب من الله أن يجد لهذا الحلم تفسيرا ، لكن حيرته لم تطل كثيرا ، وجاءت الأيام بتفسير الحلم وفهم مغزى الرسالة ، تفسير اسوأ مما توقع وخطر بباله .

بعد هذه الحادثة اهتم عمر بعزة قليلا ثم بدأ يبتعد عنها شيئا فى شئ ، حتى ابتعد نهائيا متعللا بحملها ، أدركت عزة أن ابتعاده ليس بسبب الحمل ، أو خوفه عليها كما يدعى ، فهو لم يهجرها فى الفراش فقط بل هجرها كليا ، أصبح يعود من عمله متأخرا أكثر الأيام ، كان يدخل حجرته ويظل بها حتى يغلبها النوم فيدخل الحجرة وينام بجوارها دون أن يلمسها ، مما أحزنها وكسر نفسها ، ومن جديد أصبحا يناما فى سرير واحد ولكنهما كالاغراب .

عانت عزة معاناة شديدة ، فهى لم تهنأ بعودة عمر لها سوى شهور ، وكأنه قد كتب عليها الا تهنأ به أبدا ، بعد أن ذاقت حلاوة العطاء بعد حرمان عادت للحرمان من جديد ، حرمان ممزوج بطعم الألم والغدر ، ماذا لو تبدلت الأدوار هل كانت ستتركه ؟

مرض والد سميرة ، فطلبت من عبد الرحمن أن تزور اسرتها بالفيوم ، فطلب منها أن تنتظر حتى يستطيع الحصول على إجازة ، لكنها أصرت على الذهاب وطلبت منه أن يلحق بها فوافق ، تركت طفلتها متعللة بأنها لن تغيب ، يوم واحد فقط وستعود ، وفى محطة مصر وأثناء دخولها المحطة..........
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن