مقبرة الحب الاول

مقبرة الحب الأول

وبالفعل حضرت عزة فى موعد تقديم الشيخ عبد الرحمن لبرنامجه وانتظرته حتى انتهى ، طلبت لقائه فسمح لها ، نظر عبد الرحمن لعزة نظرة واحدة ثم ظل طوال تواجدها معه منكس الرأس ، غاضا لبصره لم يدرك أنها سيدة الموقف ، أى التى رآها بالموقف توزع الوجبات الجاهزة على المارة ، يومها لم ينظر إلى وجهها ، لكنه شعر أنه رآها من قبل ، لكنه لا يتذكر أين ، كما أنه لا يعرف أنها تقدم برنامج معه فى نفس القناة ، القناة قناة منوعات وبها الكثير من البرامج الفنية والدينية والرياضية وبرامج الأطفال والأسرة ، وهو لا يتابع إلا البرامج الدينية .
بعد أن سمع من عزة قال لها بأدب : للاسف مش هأقدر أبدل لحصرتك الميعاد .
عزة : يا شيخ عبد الرحمن أنا باسيب أربع أطفال لوحدهم .
عبد الرحمن : ماشاء الله ، ربنا يبارك لك فيهم .
عزة : الحقيقة أنا ولادى اتنين منهم بس ، بنتين ، واتنين أولاد أختى الله يرحمها ، وأنا مش فى البلد عشان اسيبهم لوحدهم ، الدنيا ما عدش فيها أمان ، لو كنت فى الزقازيق كان ممكن .
عبد الرحمن : هو حضرتك من الشرقية ؟
عزة : أيوه .
عبد الرحمن : أنا كمان من الشرقية.
عزة : طلعنا بلديات ، خليك كريم بقى كرم الشراقوة وبدل الميعاد .
عبد الرحمن : الحقيقة يا أخت ..
عزة : عزة ، اسمى عزة .
عبد الرحمن : الحقيقة يا أخت عزة ، أنا والدتى ست كبيرة ومصابة بجلطة ، وأنا ساكن جديد فى مدينة الرحاب ولازم أنا اللى أهتم بيها لأنها رافضة تنكشف على واحدة غريبة ، واخواتى البنات فى البلد ومش فاضيين ، وأنا اللى بأراعيها ، فترة النهار بنتى بتراعيها هى وأخوها ، وبالليل لازم أكون جنبها .
أشفقت عزة عليه ، وتعاطفت معه وتنازلت عن طلبها وانسحبت بعد أن أخذت من عبد الرحمن شيئا ثمينا ، قلبه الطيب المحب للخبر .

وكما أسرت عزة عبد الرحمن هو أيضا جذب انتباهها ، لكنها عادت واستنكرت شعورها ، لابد أنه متزوج ، وحتى لو كان غير ذلك ، هى رفضت الارتباط من قبل من أجل إكمال رسالتها .
العجيب أن عبد الرحمن كان لا يعرف أن محدثته الضحية الثانية لزوجته وزوجها ، وهى أيضا لا تعلم .

انصرف كلا إلى طريقه ، كانت عزة تتابعه ولا تفوت حلقة من حلقاته ، وهو أيضا أصبح يهتم بها ويتابعها ، وكم كانت فرحته عندما علم أنها مطلقة .

انتظروا الحلقة القادمة