توجهت سميرة إلى منزل أسرتها بالفيوم ومعها الذهب الذى أشتراه لها عبد الرحمن لتحتفظ به بعيدا عنه ، ذهبت بدون علمه ولا استشارته ، رغم أنه حذرها أكثر من مرة من الذهاب إلى أى مكان دون أن تخبره .فى مكان عمل عزة
قبل انصراف عزة من العمل بقليل اتصلت بها نهلة ابنة شقيقتها عزيزة
نهلة : الحقينا يا خالتو ماما تعبانة قوى .
عزة : أنا جاية حالا يا حبيبتى .
مديحة : فى إيه يا عزة ؟
عزة : أنا لازم أمشى دلوقتى ، أختى تعبانة قوى ولازم أروح لها .
مديحة : طب روحى استأذنى وإحنا هنبقى نمضى لك .
انصرفت عزة ملهوفة ، واتجهت لمنزل شقيقتها ، وفى طريقها اتصلت بعمر لتستأذنه ، فتذمر كالعادة ، لكنه وافق بعد أن شعر بمدى لهفة عزة عليها ، كما أن عزة لا تتأخر عن مجاملة أحد من عائلته ، لا تترك مناسبة سعيدة أو حزينة إلا وكانت أول المتواجدين .
دخلت عزة شقة شقيقتها ملهوفة .
عزة : فى إيه يا عزيزة ؟
عزيزة : الدكتور بيقول الكلى تعبانة ولازم أغسل .
عزة بصدمة : معقولة ؟
عزيزة : هأغسل كلى ، واتعذب زى أمك الله يرحمها .
عزة : ما فيش علاج تانى ؟
عزيزة : للأسف لا .
عزة : ممكن تغسلى فترة ولما تتحسنى توقفى الغسيل .
عزيزة : الغسيل مش علاج يا عزة ، الغسيل عشان نقوم بوظيفة الكلى اللى تعبت ، وللأسف ما فيش لها علاج غير الزرع .
عزة : لو ينفع والله اديكى كليتى .
عزيزة : انتى مش فى حكم نفسك يا حبيبتى وبعدين أنا مستحيل أوافق على كدة .
عزة : هو يعنى عمر اشترانى ؟ لو أنا اللى كنت تعبانة كنتى هتعملى إيه ؟ مش كنتى هتدينى كليتك ؟
عزيزة : وأديكى عينى .
عزة : انتى فصيلة دمك ايه ؟
عزيزة : O .
عزة : أنا A ، مش عارفة هينفع أنا اديكى كلية وإلا لا ، هاسأل الدكتور .
عزيزة : مش هينفع ، وحتى لو نفع أنا مش هأوافق .
عزة : الدكتور قال لك أول جلسة غسيل أمتى ؟
عزيزة : بعد يومين .
عزة : أنا هأعمل اجازة وأجى معاكى .
عزيزة : بلاش ، انتى شغالة بعقد واليوم هيتخصم منك .
عزة : ولا يهمك ، الحمد لله ربنا كارمنى بعيد عن المرتب .
عزيزة : أنا هأغسل تلات مرات فى الأسبوع ، هتسيبى شغلك كل ده ؟
عزة : هى الجلسة قد إيه ؟
عزيزة : ما أعرفش ، بس بيقولوا مش أقل من أربع ساعات .
عزة : معقولة ؟ عموما ما تقلقيش أنا برضو هاتصرف ومش هاسيبك.
عزيزة : معلش يا عزة ، ماليش غيرك بعد ربنا .
عزة : ياريتنى أقدر أشيله عنك يا قلب أختك.قضت سميرة يومها فى منزل أسرتها وعادت فى موعد رجوعها وكأن شيئا لم يحدث .
لقى عبد الرحمن من سميرة ما لقيته عزة من عمر من سوء التقدير ، وما أن حصلت على ما تريد حتى عادت كما كانت ، لكنه اعتاد منها على هذا ، ولم يعد يستاء منه ، هناك مشاعر لا تشترى ، وقلوب لا تلين هى كالحجارة أو أشد قسوة .وفى الصباح جلست عزة مع زميلات العمل يبحثن عن حل لمشكلة الجلسات ، هى بأى حال من الأحوال لن تترك شقيقتها التى تعهدت بتربيتها وضحت كثيرا من أجلها .
عزة : أنا مسموح لى بكام يوم غياب فى الشهر ؟
سلوى : لازم تيجى 15 يوم على الأقل عشان ما تنفصليش ، ضيفى عليهم 8 أيام جمعة وسبت يبقى 23 يوم يبقى فاضل لك 7 أيام من الشهر .
عزة : طب وباقى الأيام هأعمل فيها إيه ؟
مديحة : ممكن تيجى تمضى الصبح وتستأذنى ، وترجعى قبل الانصراف .
عزة : هاستأذن خمس مرات ؟
مديحة : وماله ؟ أستاذ يوسف إنسان محترم ومش هايقول حاجة لما يعرف ظروفك .وما أن عرف أستاذ يوسف مدير شئون العاملين والمختص بحضور وانصراف الموظفين حتى سمح لعزة بالغياب فى باقى الأيام المطلوبة لتكون بجوار شقيقتها ، الغريب ان الكل تطوع لتذليل العقبات أمام عزة إلا عمر زوجها ، كان يتضايق كلما ذهبت لزيارتها ورعاية بعض شئونها .
فى يوم جلسة الغسيل الكلوى الأولى
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله
أنت تقرأ
مقبرة الحب الاول
Literatura Femininaقصة حب لم تنته بين عمر وسميرة تزوج عمر من عزة وظل قلبه معلق بسميرة وتزوجت سميرة من الشيخ عبد الرحمن وظل قلبها معلق بعمر رغم انجاب كل منهما ثلاثة اطفال وفجاة تلتقى سميرة بعمر فتقرر انهاء حياتها الزوجية مضحية بزوجها المحب واولادها الثلاثة من اجل الزوا...