مقبرة الحب الأول

93 5 0
                                    

ظل عبد الرحمن يفكر فيما تفعله عزة من خير وقرر تقليدها ، عرض الفكرة على أمه .
عبد الرحمن : أنا بافكر أعمل زى الست اللى شوفتها فى الزقازيق ، وجبات وأوزعها .
الأم : بس الناس هنا مش محتاجة .
عبد الرحمن : مش هاعمل هنا ، هاعمل فى السيدة زينب مكان ما كنا قبل ما نيجى هنا ، وفى الزقازيق ، أنا عرفت إن الست دى بتعمل مرة أو مرتين في الاسبوع  ، ممكن أعمل أنا بقية الأيام .
الأم : الموضوع عايز ناس تطبخ وناس توزع .
عبد الرحمن : ممكن أتفق مع شيف هنا يعمل الوجبات واشوف شابين من البلد أشغلهم فى التوزيع ، وأعمل نفس الموضوع هناك ، أخلى حد من حبايبنا أو كريمة أختى تشوف لنا حد من اللى بيطبخوا في الأفراح والمناسبات يعمل لنا الأكل وتخلى اتنين من الشباب يوزعوه .
الأم : اللى تشوفه يا حبيبى .
عبد الرحمن : أهم حاجة عايز ناس نضيفة وناس أمينة عشان ناوى أعمل أحسن أكل وأغلى حاجة هأجيبها ( وفى ذلك فليتنافس المتنافسون )
الأم : ربنا يكرمك يا حبيبى ويطعمك من الجنة .
عبد الرحمن : أنا ناوى أعمل حاجة كمان ، ناوى ما أروحش الحج السنة وأخلى الفلوس للخير ، أساعد شاب عايز يتجوز ، بنت يتيمة ، أنا حجيت مرتين ، مرة السنة اللى فاتت ومرة قبل كدة ، يعنى اديت الفرض .
الأم : خلاص يا حبيبى ، أنا كمان مش رايحة ، أنا حجيت أكتر مرة وروحت أكتر من عمرة .

اتفقت زينب مع جلال على أن تظل بالعمل بعد الزواج ، وأن تظل تساعد أسرتها فوافق ، وعرض عليها ان يساهم معها فى إعالة والديها ، وأن تجلس بالمنزل لو رغبت فى ذلك ويتكفل هو بهما لكنها رفضت ، من راعى الله فى أسرته وحافظ على شقيقاته لن يتأخر عن مساعدة زوجته  .

اتصل ياسر بمريم لم تسمعه ، كان الهاتف بحقيبتها وهى فى طريق العودة ، فأرسل لها رسالة على الواتس لم تسمع إشعارها أيضا ، وما أن تنبهت لذلك حتى اتصلت به ، لكنه لم يرد عقابا لها على تجاهله كما اعتقد ، ظلت تتصل به وهو لا يرد ، أكثر من مائة محاولة اتصال لم تحرك فيه ساكنا ، حتى كادت مريم تن تبكى ، ظلت مريم تتصل به حتى بعد انتهاء مدة الراحة وبدأ العمل ، وأخيرا رد عليها .
مريم باندفاع وصوت باكى : كدة يا ياسر ؟ والله العظيم ما شوفت اتصالك ، الموبايل كان فى الشنطة وأنا فى المواصلات ، وأول ما شوفته رنيت عليك .
ياسر ببرود : وأنا برضو ما شوفتش اتصالك .
مريم : أنا آسفة والله ما هتتكرر تانى ، ترجوك ما تزعلش ، ده انا والله كل خمس دقايق أبص على الموبايل عشانك ، وما اتأخرتش كتير يعنى .
ياسر : حتى لو اتأخرتى ثانية ، مليون مرة قولت لك ترن تفتحى حتى لو كنتى فى عز النوم .
مريم بخضوع : حاضر ، لسة زعلان ؟

سمعت عزة المكالمة كاملة رغم ابتعاد مريم وانزوائها بأحد الأركان ، لكنها لم تتدخل ، اعتادت الا تتدخل في حياة البنات الشخصية الا إذا طلبت منها النصيحة .

نفذ عبد الرحمن ما فكر به ، استغل شقته القديمة لعمل الطعام ، اتفق مع شيف من الشيفات المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعى يكون قريبا من المنطقته ، وأحضر شابين للتوزيع ، أما بالنسبة لمسقط رأسه بالزقازيق فقد اختارت له شقيقته شركة عزة لتنفيذ الفكرة ، وهو لا يعلم عنها شيئا ، ولم يلتق بها حيث كان يرسل التمويل لشقيقته ، وهى من تتولى الإشراف على التنفيذ .  

حدث ما حذرت منه عزة ، قابل عمر ابنته في الشارع فتركته واستمرت في طريقها وعندما عاتبها كان الرد الصادم  : لما افتكرت يا بابا ، انت بقالك سنة ما سألتش عننا ، سنة كاملة ما شوفتناش وإحنا معاك في نفس البلد ، وياعالم كانت هاتبقي المدة قد إيه لو ما اتقابلناش صدفة.
قالت هذا وتركته وانصرفت .
'صدم عمر مما سمع لكنه عذرها هو من باعها هي وشقيقتها ، بل باع الدنيا من أجل سميرة ، فقد قاطعته أسرت أيضا اعتراضًا علي زواجه من سميرة.

بدأ جلال وزينب في شراء عفشهما معا ، حرصت زينب على اختيار أشياءا بسيطة ورخيصة وبأعداد قليلة ، اختارت ما تحتاجه فقط كما نصحتها عزة ، ملابس تكفى عام واحد ، وأدوات مطبخ تكفى لفردين ، على أن يشتريا ما يحتاجانه فيما بعد ، تنازلت عن الأطقم الغالية واكتفت بقطع بسيطة من كل طقم  .
شعر كل منهما بنعمة الارتباط بمن يقاربه في العمر والتفكير والمستوى المادى ، لقد خرجا من نفس البيئة وعاشا نفس الظروف تقريبا ، لذا سيكون كل منهما عون وسند للآخر .

حدد حسن موعد لزيارة عزة لطلب يد هند ، لكنه اشترط شرطا غريبا وضع عزة فى حيرة
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن