لعبد الرحمن شقيقتان ، الكبري كريمة تزوجت وعاشت بالزقاريق محل سكن أسرتها قبل يتنقل عبد الرحمن للعيش في القاهرة مصطحبا معه شقيقته فاطمة التي تزوجت وسكنت قريبا منه .
ظلت كريمة في الزقازيق حيث عملها وعمل زوجها ، كانت تزور والدتها وشقيقها كل أسبوع أو أسبوعين .كانت كريمة شقيقة عبد الرحمن تعمل فى مدرسة مجاورة لمكتب عمل عزة بالزقازيق ، وصلت شهرة منتجات عزة إليها ، فطلبت منها فطيرا فأعجبها بشدة ، حتى أنها قررت أن تهادى شقيقها عبد الرحمن وأمها منه ، ومن بعض منتجات عزة الأخرى في أول زيارة لهما .
دخلت سميرة الشقة ، فوجدت عبد الرحمن وحماتها وأولادها جميعا يلتفون حول صينية كبيرة بها فطير مشلتت ، يأكون منها بشهية واضحة .
عبد الرحمن : اغسلي إيدك وتعالى بسرعة يا سميرة ، كريمة اختى جايبة لنا فطير مشلتت من الشرقية بس إيه ، فكرنى بالفطير المشلتت اللي كنا بناكله زمان قبل ما نيجى مصر .
سميرة : انت بتسمى شبرا مصر ؟
عبد الرحمن : معلش يا حبيبتى بكرة أعيشك فى المهندسين .
سميرة :المهندسين لمت دلوقتى ، وبقت شعبية ، أولاد الناس بقوا يعيشوا فى الرحاب .
أم عبد الرحمن : زي الرحاب اللي في عزب الفيوم اللي انتي منها .
عبد الرحمن : صلي على النبي يا حاجة ،
تعالى كلى يا سميرة الأول وبعدين نبقى نشوف الموضوع ده .
سميرة بدلال وهي لا تعير كلام حماتها اهتماما : حد ياكل فطير وبكرة صيام يا عبدو ؟
عبد الرحمن : يا ستي كلى لسة بدرى والشتا ليله طويل .
سميرة : أنت عارف إنى ماليش تقل على الحاجات دى ، عشان جسمى .
عبد الرحمن : طب فى عندك قراقيش ، كلى منها وبلاش تعملى أكل ، احنا خلاص كلنا .
سميرة : طب الحمد لله .استطاعت عزة أن تجمع من موسم العيد مبلغا معقولا ، ساهم بشكل كبير فى تخفيف الضغط عليها فلم تعد تضطر للاستدانة أو الذهاب إلى العمل حتى فى مرضها خوفا من الخصم ، فظهر أثر النعمة عليها وعلى بناتها ، انعكس هذا على كل من حولها ، فكرت فى الجميع إلا نفسها ، كانت تصر أن تتكفل بإفطار جميع زميلاتها على نفقتها يوم فى الأسبوع ، وتبيع لهم منتجاتها أرخص من الغير ، تكاد تبيعها لهم بثمن التكلفة ، لا تنسي أبدا فضلهم وتشجيعهم لها .
اشترت ملابس جديدة لزوجها وأدعت أنها أخذت مكافاة فى العمل .
عمر : معقولة حنوا عليكوا وادوكوا مكافأة ؟ عقبال التثبيت .
عزة : يسمع منك ربنا .
كما اشترت ملابس جديدة لشقيقتها وأولادها ، وخصصت لها مبلغا شهريا بخلاف تكفلها بكل نفقات علاجها .أخذت عزة ابنتها لوجى واشترت لها الفستان الذى كانت تريده .
عزة : مبسوطة يا لوجى ؟
لوجى : مش قوى .
عزة : ليه يا حبيبتى ؟
لوجى : كان نفسي يكون عندى فى العيد .
عزة : الأعياد جاية كتير ، وإن شاء الله تلبيسه .
لوجى : أنا هالبسه دلوقتى .
عزة : البسيه يا حبيبتى وعلى العيد الكبير نجيب غيره .
لوجى : كدة بقى معاكى فلوس و هتجيبى لى كل اللى هاطلبه ؟
عزة : اللى أقدر عليه يا حبيبتى.
لوجى : هتزودى لى المصروف ، أنا باخد أقل مصروف فى زمايلى كلهم .
عزة : حاضر ، وانتى يا إيمى عايزة إيه ؟
ايمى : مش عايزة حاجة.
عزة : ليه يا حبيبتى ؟
ايمى : يا ماما انتى بتتعبى فى الفلوس دى قوى ، وحرام نضيعها على أي حاجة.
عزة : إحنا مش بنضيعها ، أنتى مش هتبقى مبسوطة لو جيبنا لبس جديد ، أو لعبة حلوة أو أكلة حلوة ؟
ايمى : أنا مبسوطة طول ما انتى وبابا معايا .
عزة : يا حبيبتى ربنا يسعدك ، وإن شاء الله طول ما ربنا مدينى عمر هافضل معاكوا .
ايمى : اوعى تسيبينا أبدا يا ماما .
عزة : ليه يا حبيبتى بتقولى كدة ؟
ايمى : أصلى ليا أصحاب مامتهم وباباهم متخاصمين ، ولإما هما مع مامتهم وما بيشوفوش باباهم ، لإاما مع باباهم وما بيشوفوش مامتهم .
عزة : إن شاء الله مش هيحصل كدة أبدا .
ايمى : بس أنا بأشوفك كتير بتعيطى ، وبابا مش بيخرج معاكى زى ما باشوف فى التليفزيون .
عزة : بابا مش فاضى يا حبيبتى ، شغال شغلتين وبيرحع تعبان .
إيمى : طب يوم الجمعة .
عزة : هاقول له وأخليه يخرجكوا ، أنا عارفة انكوا ما بتخرجوش خالص وزهقتوا .
إيمى : بلاش ليتخانق ، وهو بقى على طول بيتخانق معاكى .
عزة : عادى يا حبيبتى ، ده خناقات عادية ، مش انتى ولوجى بتتخانقوا ؟
أيمى : أيوه .
عزة : بتكرهوا بعض ؟ لا طبعا ، بتتخانقوا وتتصالحوا ، إحنا برضو بنتخانق ونتصالح .
ايمى : خايفة تتخانقوا زى أصحابى وما تتصالحوش .
عزة : مش هيحصل يا حبيبتى .
إيمى : اوعى تسيبنا يا ماما ، حتى لو اتخصامتوا خلينى معاكى ، أنا بأحبك قوى .
عزة : مش هأسيبك ومش هنتخاصم أنا وبابا الخصام اللى يبعدنا عنكوا ، بابا بيحبكوا وبيتعب عشانكوا وعيب أما تقولى الكلام ده ، أنا زعلانة منك .
إيمى : أنا بأحب بابا ، بس بأحبك أكتر .
عزة : أنا عايزاكى تحبى بابا أكتر ، بابا أحسن واحد في الدنيا ، ونفسه يجيب لكوا كل حاجة حلوة ، ونفسه يقعد معاكوا ويفسحكوا بس مش فاضى .
إيمى : خلاص يا ماما أنا آسفة .حصل عبد الرحمن على مكافاة الأوقاف لشهر رمضان ومكافاة العيد ومقابل إحياء بعض السهرات والليالي الرمضانية ، جمع كل هذا واشتري هاتفا محمولا لسميرة ، من أحدث نوع .
عبد للرحمن : اتفضلي يا ستي أدي الموبايل اللي وعدتك بيه.
سميرة وهي تمسك العلبة وتفتحها بلهفة : الله يا عبدو ده شكله حلو قوي ، واضح إنه غالي .
عبد الرحمن : ما فيش حاجة تغلي عليكي ، أنا باسمع بلاوي بتيجي من وري الزفت ده وما كنتش عايز أجيبه ، بس أنا واثق فيكي ، مش عايز أندم على الثقة دي .انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله
أنت تقرأ
مقبرة الحب الاول
Literatura Femininaقصة حب لم تنته بين عمر وسميرة تزوج عمر من عزة وظل قلبه معلق بسميرة وتزوجت سميرة من الشيخ عبد الرحمن وظل قلبها معلق بعمر رغم انجاب كل منهما ثلاثة اطفال وفجاة تلتقى سميرة بعمر فتقرر انهاء حياتها الزوجية مضحية بزوجها المحب واولادها الثلاثة من اجل الزوا...