سافر الجميع ، عبد الرحمن وأمه وأولاده ، وعزة وبنتيها وأولاد شقيقتها عزيزة ، ومساعدات عزة كل واحدة وزوجها .
وقفت السيارة أمام منزل أسرة عيد الرحمن ، نزلت أمه أسندتها عزة ، التى نظرت إلى البيت والشارع طويلا وتذكرت شيئا ما .
عبد الرحمن : إيه عمالة تبصى كدة ليه زى التايهة ؟
تركته عزة ودخلت المنزل دخل الجميع ورائها ، كان الدور الأول مثل معظم بيوت القرى عبارة عن مضيفة كبيرة للمناسبات .
ظلت عزة تتلفت داخل البيت .
عبد الرحمن : انتى إيه حكايتك ؟
أشارت عزة إلى باب المضيفة وقالت : هنا كانت قاعة الفرن ؟
أم عبد الرحمن : ده كان زمان ، قبل ما نهد البيت ونبنيه .
عبد الرحمن : آه بس انتى عرفتى منين ؟
عزة : واللى كانت بتخبز لكوا اسمها أم عزيزة .
أم عبد الرحمن : انتى بنتها الصغيرة ؟
عزة : أيوه ، فاكرة أما كنتى بتعملى لى قبورة السكر ؟
أم عبد الرحمن : كنتى بتدوخيتى وما ترضيش تاكليها .
عبد الرحمن : إنتى البنت اللى جيبت لها آيس كريم من خمسة وتلاتين سنة .
عزة : وقتها كان اسمه جيلاتى .
عبد الرحمن : ياه أما الدنيا دى صغيرة صحيح .
عزة : عمرى ما أخدت من حد حاجة ، والدتى الله يرحمها كانت منبهة عليا ما أخدش حاجة من حد ولا أكل فى بيت حد ، لكن لما أنت جيبت لى الآيس كريم ما أعرفش ليه خدته منك .
عبد الرحمن : عشان لكى أكل عيش معايا .
الأم : تصدقى إنى كنت عايزة أجوزك لعبده ، وأما جيت أقول له عليكى لقيته جاى يقول لى أنا شوفت بنت بيضا وزى القمر وعايز أخطبها ، سكتت .
عبد الرحمن : يعنى إحنا كنا مكتوبين لبعض من زمان ؟
عزة : يا ريتك كنت أول بختى .
عبد الرحمن : بلاش كلمة يا ريت ، اللى حصل ده نصيب ، وكل شئ عند ربنا بميعاد .
عزة : هاستأذنك أروح أزور قبر والدى ووالدتى وأختى .
عبد الرحمن: أنا جاى معاكى ، مش هينفع تروحى لوحدك .
الأم : طب يا حبيبتى ريحى الأول من السفر .
عزة : عايزة أطمنهم عليا .زارت عزة صديقاتها ، قامت بدعوتهن على عقد قرانها ، قدمت لكل واحدة منهن هدية ذهبية قيمة ، كما زارت شقيقات عبد الرحمن اللاتى استقبلنها استقبالا حارا ، وفى منزل شقيقته كريمة وجدت عزة شنطة مطبوعا عليها اسم مخبوزات عزة وعزيزة فقالت : الشنطة دى من عندى ، انتى زبونة عندى بقى ؟
كريمة : يا نهار أبيض ده أنا زبونة من زمان قوى ، وياما خدت منك فطير وقراقيش .
عبد الرحمن : هو الفطير اللى كنتى بتجيبيه من عند عزة ؟
كريمة : مادام الشنطة دى من عندها يبقى آه .
الأم : إزاى يا بت يا كريمة ما عرفتهاش ؟
كريمة : دى ما جاتش عندنا إلا كام مرة وهى عندها خمس سنين ، وأكيد ملامحها اتغيرت .
عزة : صحيح الدنيا صغيرة ، أنت عايش فى آخر الدنيا وبتاكل من إيدى ، لو كنت أعرف كنت عملت لك فطير عمولة .
عبد الرحمن : كان هيطلع أحلى من كدة إيه ؟
الام : أدى إحنا فيها ، ابقى اعملى له .
عبد الرحمن : بالراحة عليا ، شكلى كدة داخل على أيام بيضا ، فطير وقراقيش وأكل حلو ، ربنا يستر .
الأم : عوض اللى فاتك يا حبيبى .تم عقد قران عزة وعبد الرحمن بمسجد المنطقة وسط تجمع عائلة عبد الرحمن وعائلة عزة ، حيث حرصت على دعوة خالها وأسرته وكذلك صديقاتها .
وكما حرص عبد الرحمن على ذبح الذبائح وتوزيع الصدقات ، فعلت عزة ، التى حرصت على توزيع علب الطعام بنفسها كما كانت تفعل يرافقها عبد الرحمن ، وما أن دخلت الميدان حتى التف الجميع حولها ، تعليقات الناس جعلت عبد الرحمن يتذكرها ، تذكر عندما اخذ علبة الطعام من يدها ، فضحك على القدر الذى جمعه بها أكثر من مرة وهو لا يدرى أنها ستكون نصيبه .
أنت تقرأ
مقبرة الحب الاول
أدب نسائيقصة حب لم تنته بين عمر وسميرة تزوج عمر من عزة وظل قلبه معلق بسميرة وتزوجت سميرة من الشيخ عبد الرحمن وظل قلبها معلق بعمر رغم انجاب كل منهما ثلاثة اطفال وفجاة تلتقى سميرة بعمر فتقرر انهاء حياتها الزوجية مضحية بزوجها المحب واولادها الثلاثة من اجل الزوا...