انتهت عدة سميرة وعزة فى نفس اليوم ، وفي اليوم الأخير لها ظلت عزة تنتظر أن يتصل بها عمر لكنه لم يتصل ، وفي اليوم التالي مباشرة عقد عمر قرانه علي سميرة في العاشرة صباحا .
كان قد اتفق مع المأذون قبلها بيومين ، وفي اليوم المحدد ظل يتصل به من الثامنة صباحا .
الماذون : في إيه يا ابني هي الدنيا طارت ؟ حد يكتب كتابه الساعة 8 الصبح ؟
عمر : أصل إحنا مستعجلين قوي .
المأذون : لو ما كنتش شوفتك كنت قولت إنك عيل صغير مراهق ، اعقل يا ابني انت مش صغير ، اصبر شوية إن الله مع الصابرين .
عمر : بقالي أكتر من ١٥ سنة صابر . المأذون : وحبكت النهاردة ؟
عمر : أصل عدتها لسة خالصة إمبارح ، ولولا الملامة كنت جيت لك إمبارح بعد الساعة 12.
المأذون : لا حول ولا قوة الا بالله .
عمر : بالله عليك ما تتأخر ، إحنا قاعدين علي نار .جاءت مديحة لزيارة عزة ، للاطمئنان عليها ولكي تعطيها الطلبيات الجديدة ، وكالعادة كانت عيني عزة بها أثر الدموع .
مديحة : برضو يا عزة معيطة ؟
عزة : عمر هيتجوز النهاردة .
مديحة : وعرفتي منين ؟
عزة : عدتي خلصت إمبارح ، يعنى عدة سميرة هى كمان خلصت ، أكيد مش هيضيعوا وقت ، ده غير إنه اعتذر للبنات أنه مش هيقدر يشوفهم الأسبوع ده .
مديحة : انسي بقي يا عزة وانتبهي لبناتك وشوفي شغلك .
عزة : فضلت مستنية اتصال منه لحد آخر لحظة ، أنا ما كنتش هارجع له ، بس كان نفسي يتصل يقول أي حاجة .
مديحة : ولما انتى مش هترجعى له بتفكرى فيه ليه ؟
عزة : صعبانة عليا نفسى ، عارفة يا مديحة وإحنا صغيرين ماما كانت بتخبز للناس فى البيوت ، كانت بتسيب عزيزة عشان المدرسة وتاخدنى معاها ، كانت قبل ما تخرج تفطرنا أى حاجة ، لقمة بجبنة ، فول ، وساعات دقة ، ملح يعنى ، ده قبل ما نخرج ، وأما كنا نروح للناس اللى هتخبز لهم كانوا يقدموا لنا فطار ، كل حاجة أى حد بيتمناها ، فول بالزبدة ، بيض ، جبنة رومى ، مربى ، ماما كانت ترفض وتقول إحنا فطرنا الحمد لله ، تقول كدة وتبص لى ، البصة دى يعنى اياكى نفسك تروح لحاجة حتى لو هتموتى ، وأما زعلت وقلت لها حد يرفض أكل كدة وببلاش قالت لى كلمة عمرى ما هانساها ، قالت لى عزة النفس والكرامة أحسن من كل كنوز الدنيا ، أنا ما كنتش هارجع لعمر ، حتى لو رجوعه فيه حياتى لانى الحمد لله عندى عزة نفس ، واللى يبيعنى عمرى ما أشتريه، بس كان نفسى ما يبيعنيش بيعة سهلة كدة ، كان نفسى يتصل يعرض عليا نرجع وأنا أرفض ، حاسة إنى كنت رخيصة قوى عنده .
مديحة : اخرجيه من حساباتك .
عزة : هو خرج من حياتى مش بمزاجى غصب عنى ، وأنا زى ما قلت لك عندى عزة نفس ومش هاقبل رجوعه تانى .
مديحة : برافو عليكى .
عزة وهى تبكى : بس مش قادرة أخرجه من قلبى .
مديحة : معلش بكرة يخرج .
عزة : ما أظنش .تزوج عمر سميرة ، استأجر لها شقة بالزقازيق قريبة من شقة عزة ، حتى يكون قريبا من بناته ، فى حين تركت سميرة القاهرة وتخلت عن حلم العيش فيها ، كما تخلت عن أولادها من أجل حبيب العمر .
وفور دخول عمر وسميرة شقتهما حتى احتضنها بشدة ، حملها وظل يدور بها فى الشقة وكأنها طفلة صغيرة يحملها والدها ، تارة يغنى وتارة يغمرها بقبلاته وتارة يضحك وتارة يبكى ، تناولا طعامهما معا يطعمها بيده وتطمعه بيدها ، ظلا يتحدثان طوال الليل حتى غلبهما النوم .
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله
أنت تقرأ
مقبرة الحب الاول
Literatura Femininaقصة حب لم تنته بين عمر وسميرة تزوج عمر من عزة وظل قلبه معلق بسميرة وتزوجت سميرة من الشيخ عبد الرحمن وظل قلبها معلق بعمر رغم انجاب كل منهما ثلاثة اطفال وفجاة تلتقى سميرة بعمر فتقرر انهاء حياتها الزوجية مضحية بزوجها المحب واولادها الثلاثة من اجل الزوا...