مقبرة الحب الأول

90 6 0
                                    

فشلت خطة سميرة وهنا لجأت لخطة أخرى .

بالصدفة تم نقل تسجيل برنامج عزة إلى استوديو مجاور للاستويو الذى يتم فيه تسجيل حلقات عبد الرحمن ، فاصبح يتقابلا كثيرا فى الاستراحة الخاصة بالمذيعين ، أو فى الكافية أو حتى عند بوابة الدخول والخروج الرئيسية ، كان هذا بدون ترتيب منهما ،  يحدث كل مرة صدفة وكأن القدر هو من كان  يرتب لقائهما ، وفى كل مرة لا يتحدثا بأكثر من التحية .

فور انتهاء مريم امتحاناتها جاء ياسر إلى عزة ليتم تحديد موعد زواجهما .
مريم : مش تستنى النتيجة يمكن أسقط .
ياسر : على أساس إنك حتى لو نجحتى كنتى هتشغلى وكيل نيابة . 
مريم : ما البركة فيك بقى انت وعمك ، اتوسطوا لى .
ياسر : ده انتى داخلة على طمع بقى .
عزة : جهزت شقتك ؟
ياسر: أيوه ، وبعد إذن حضرتك مش عايزك تجيبى حاجة لمريم .
عزة : ليه يا ابنى؟ أنا مش باجيب لها حاجة من جيبى ، كل بنت شغالة معايا لها دفتر توفير ،  بأشيل لها أرباحها من شغلها معايا فيه . 
ياسر : برضو أنا مش عايز حاجة فى شقتى ما اكونش تعبت فيها ، أنا هاجيب على قدى ، إلا لو مريم كانت عايزة حاجات معينة .
مريم : أنا مش عايزة غيرك .
عزة : يا بت اختشى .
مريم : أعمل ايه يا عزة باحبه قوى .
عزة : ربنا يهنيكوا يا حبيبتى .
ياسر : وأنا هابقى أقول لك بأحبك بس مش هنا عشان باتكسف  .
عزة : ما انت خلاص قولتها ، وتنكسف إزاى ده أنت ظابط ؟
ياسر : والله انتوا واخدين عننا فكرة غلط .
عزة : عارفة إنك ابن ناس ومحترم وكل مهنة فيها الحلو والوحش ، الناس بتمسك فى الوحش وتعممه ، عموما خلص كل حاجتك وتعالى نحدد الجواز .
ياسر : خلصت كل حاجة وجاى أستئذنك أجيب خالى وعمى عشان تتفقوا على كتب الكتاب والفرح والمؤخر والكلام ده.
عزة : عمك تانى ؟
ياسر : يمكن أما تشوفيه تانى تغيرى رأيك ، ده عمى حلوة وعيونه زرقا .
عزة ضاحكة : عشان كدة ، بيقولوا اللى عيونهم ملونة نظرهم ضعيف .
ياسر : ده انتى قمر ، ولو كنت شوفتك قبل البت مريم كنت حبيتك ،  أصلى باعشق الست الخمرى أو السمرة .
مريم : أحم أحم ، نحن هنا .
ياسر : عارف يا أجمل سمرة فى الدنيا .

لم تستح سميرة أن تذهب إلى عبد الرحمن مباشرو وتطلب منه أن تعود إليه .
سميرة : أنا غلطت فى حقك يا عبدو وأنت قلبك كبير .
عبد الرحمن : قصدك اجرمتى فى حقى وحق ولادك .
سميرة : ربنا بيسامح .
عبد الرحمن : وأنا سامحتك ،  لكن ما نسيتش اللي عملتيه فيا .
سميرة : هاكفر عن كل اللي عملته ، بس انت وافق أنك ترجع لى .
عبد الرحمن : أما رماكى رجعتى .
سميرة : أنا لسة ما اتطلقتش ، أنا طلبت الطلاق وهو رفض ، بس هارفع قضية 'خلع  .
عبد الرحمن : انتى إيه ؟ كنتى على ذمتى وروحتى اتفقتى معاه على الجواز ، ودلوقتي على ذمته وجاية تتفقى معايا على الجواز ، مش أنا الرجل اللي يخبب زوجة على زوجها .
سميرة : أنت ما خببتنيش ، أنا اللي مش عايزاه ، حياتى معاه بقت جحيم ، ذنبك خلص يا عبدو ، ده يضربني وبياخد كل فلوسى  ، وأنا ما بقتش صغيرة للبهدلة دى .
عبد الرحمن : مش ده حبيب القلب اللي ضحيتى بولادك عشانه ؟
سميرة : كنت عبيطة وواهمة .
عبد الرحمن : كملى فى الوهم اللي اخترتيه .
سميرة : بيك من غيرك أنا كنت هاطلق ، وأنت أكيد مش هتفضل عازب طول العمر ، يبقى إحنا أولى ببعض عشان خاطر عيالنا .
عبد الرحمن : للأسف ولادك ما بقوش طايقينك ، ولا عايزينك .

كما ذهب عمر إلى عزة ، ظن أنها سترتمى فى أحضانه وأنها ما زالت أسيرة لحبه ، وما أن رأته حتى دق قلبها بشدة ليس حبا ، بل خوفا منه ، نعم أصبحت تخافه ، وأصبح وجوده مصدر قلق لها .
عمر : مهما أقول من كلام الأسف والاعتذار اللى فى الدنيا مش هيكفى ، عارف إنى جرحتك جرح كبير ، بس انتى طول عمرك قلبك كبير وبتسامحى .
عزة : وأنت عمرك ما اتأسفت إلا للشديد القوى ،  يا ترى ايه اللي جايبك تتأسف ؟
عمر : أنا ظلمتك يا عزة ، غلطت فى حقك وجاى أصلح غلطتى ، زى ما جرحتك هاداوى جرحك ، وأوعدك مش هتندمى ، ومش هاتخلى عنك تانى أبدا .
ظلت عزة تسمعه وهى صامتة تماما .
عمر : ساكنة ليه يا عزة ؟
عزة : عشان ما فيش كلام يترد بيه عليك ، أنا لو رديت هاغلط ، وأنا ما باحبش أغلط ، من فضلك أنت اخترت تخرج من حياتى بمزاجك ما تحاولش تدخلها تانى بمزاجك .
عمر : إحنا بينا أولاد ، من مصلحتهم إننا نرجع لبعض .
عزة : وكانت فين مصلحتهم وأنت بترميهم وهما أعمارهم 9 و10 سنين ؟
عمر : كانت غلطة ، كلنا بنغلط وبنتعلم .
عزة : وأنت بقى عايز تتعلم ببلاش ؟ من غير ما تخسر حاجة . 
عمر : أنا خسرت كتير ، خسرت أطيب قلب فى الدنيا ، كفاية إن  بناتي بيكبروا بعيد عنى ..
عزة : أنت اللي اخترت .
عمر : وندمت ورجعت .
عزة بانفعال : وأنا مش تحت أمرك .
عمر : عمرك ما كنتى قاسية كدة .
عزة : كتر الحزن يعلم البكا ، مش البكا بس ، البكا والقسى والجفا ، وأنا بكيت كتير قوى .
عمر : أوعدك مش هتبكى تانى .
عزة : أنت هتوعدنى بحاجة واحدة ، انك تخرج من هنا ما تجيش تانى ، وأما تحب تشوف بناتك ابقى اتصل بيهم  ابعتهم لك .

انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن